أفاد مسئولون أفغان وباكستانيون اليوم السبت بأن تبادل إطلاق نار ليلي على طول الحدود المتوترة بين البلدين أسفر عن مقتل خمسة مدنيين أفغان وإصابة خمسة آخرين، بينما أصيب ثلاثة مدنيين على الجانب الباكستاني. وألقى كل طرف باللوم على الآخر في إشعال الاشتباك، في انتهاك لوقف إطلاق النار الهش الذي دام شهرين، وفق وكالة "أسوشيتد برس".
صرح علي محمد حق مال، رئيس قسم الإعلام في منطقة سبين بولداك جنوب أفغانستان، بأن من بين القتلى ثلاثة أطفال وامرأة، فيما أشار محمد عويس، مسئول مستشفى في مدينة شامان الباكستانية، إلى أن ثلاثة أشخاص، بينهم امرأة، أصيبوا خلال إطلاق النار والقصف القادم من الجانب الأفغاني. واستمرت الاشتباكات حتى فجر السبت، بحسب الشرطة.
مقتل عشرات الجنود والمدنيين في اشتباكات سابقة
يشهد البلدان توترًا متزايدًا منذ أكتوبر، حين أدت اشتباكات حدودية سابقة إلى مقتل عشرات الجنود والمدنيين والمشتبه بهم من المسلحين، وإصابة المئات من كلا الجانبين. واندلع العنف بعد انفجارات في كابول يوم 9 أكتوبر، ألقت حكومة طالبان باللوم فيها على باكستان، وتعهدت بالانتقام.
يعد القتال الحالي الأسوأ بين الجارتين خلال السنوات الأخيرة. بدأ وقف إطلاق النار بوساطة قطرية في أكتوبر، وصمد إلى حد كبير، لكن محادثات السلام لم تصل إلى اتفاق حتى الآن.
تهامات متبادلة بشأن تبادل إطلاق النار
تبادلت القوات الباكستانية والأفغانية الاتهامات حول من بدأ إطلاق النار ليلة الجمعة. وقال علي حقمال إن الجانب الأفغاني لم يرد لمدة 10-15 دقيقة بعد بدء إطلاق النار من الجانب الباكستاني، فيما أشار مسئول شرطة باكستاني إلى أن إطلاق النار بدأ من الجانب الأفغاني، وردت القوات الباكستانية عند معبر تشامان الحدودي، وهو طريق عبور رئيسي بين البلدين.
وجاء تبادل إطلاق النار بعد يوم من إعلان باكستان أنها ستسمح للأمم المتحدة بإرسال إمدادات إغاثة إلى أفغانستان عبر معبري تشامان وتورخام، اللذين أغلقا منذ نحو شهرين وسط تصاعد التوترات.
عمليات عسكرية ضد طالبان الباكستانية
في سياق منفصل، أعلن الجيش الباكستاني، اليوم السبت، أن قواته الأمنية قتلت تسعة مسلحين من طالبان الباكستانية خلال عمليتين استخباراتيتين يوم الجمعة في منطقتي تانك ولاكي مروات شمال غرب باكستان في إقليم خيبر بختونخوا، على الحدود مع أفغانستان.
وفي تصريحات رسمية، أكدت باكستان أن قواتها لا تزال في حالة تأهب قصوى لضمان سلامة الأراضي وسلامة المواطنين، بينما شددت أفغانستان على التزامها بوقف إطلاق النار رغم الحوادث الأخيرة.