فلسطينيون: القاهرة الجدار الحديدى الذى يحمى القضية الفلسطينية
14.02.2025 04:42
اهم اخبار العالم World News
الدستور
فلسطينيون: القاهرة الجدار الحديدى الذى يحمى القضية الفلسطينية
حجم الخط
الدستور

أشاد عدد من الخبراء الفلسطينيين بنجاح الجهود المصرية فى إنقاذ اتفاق الهدنة فى قطاع غزة من الانهيار، بعد اتصالات مكثفة، إثر تفاقم نقاط الخلاف بين إسرائيل وحركة حماس، التى انتهت باستقبال وفد الحركة فى القاهرة بقيادة خليل الحية، وتعهد إسرائيل بتنفيذ جميع بنود الاتفاق، وإدخال العشرات من شاحنات المساعدات، التى تتضمن المواد الغذائية والطبية والخيام والمنازل المؤقتة «الكرفانات» والوقود والمياه، إلى القطاع أمس.

فى هذا الصدد، قال الباحث السياسى الفلسطينى فراس ياجى إن الدور المصرى يبقى محورًا رئيسيًا فى رسم مستقبل القضية الفلسطينية، مشيرًا إلى أن إنقاذ مصر الهدنة ليس مجرد خطوة لحماية الشعب الفلسطينى، بل هو ضرورة ملحة لاستعادة السلام والاستقرار فى المنطقة.

وأوضح أن التعاون العربى والدولى مع مصر سيظل ركيزة أساسية فى هذه المرحلة الحرجة، موضحًا أن الوضع الحالى يتطلب تعزيز الوحدة العربية وتحقيق توافق على القضايا المشتركة، خاصة أن نجاح مصر فى هذا السياق سيسهم بلا شك فى تشكيل مستقبل أكثر أمانًا للشعب الفلسطينى والمنطقة بأسرها.

وأضاف: «مصر تُعد لاعبًا رئيسيًا فى الساحة العربية، وقد أثبتت على مر الزمن أنها الجدار الحديدى الذى يحمى القضية الفلسطينية، وفى ظل التصعيد الحالى والجرائم التى تُرتكب ضد الشعب الفلسطينى يبقى دور مصر حاسمًا فى إنقاذ التهدئة ووقف الإبادة».

وتابع: «التحركات المصرية تستند إلى رؤية استراتيجية للحفاظ على الاستقرار الإقليمى، إذ تدرك مصر أن أى تصعيد فى غزة لا يُهدد فقط الشعب الفلسطينى، بل يُشكل خطرًا على الأمن القومى العربى برمته، لذا، تُبدى مصر اهتمامًا كبيرًا بوقف التصريحات والمخططات الإسرائيلية التى تهدف إلى التهجير والتصفية، وهذا يظهر جليًا من خلال ضغطها المستمر على الجانب الإسرائيلى للالتزام بالاتفاقيات الموقعة».

وشدد «ياجى» على أن مصر كانت دائمًا محورية فى القضية الفلسطينية، فبدون قيادتها وموقفها الثابت، سيكون هناك نقص كبير فى الفاعلية العربية، ما يزيد من المخاطر على القضية الفلسطينية.

واستطرد: «العرب بلا مصر لا يستطيعون تحقيق أى تقدم ملموس، وهذا ما يُبرز أهمية وجود مصر كعنصر أساسى فى أى تحرك عربى».

وأكد أن الدور المصرى الفاعل يمتد إلى تنسيق الجهود مع الدول العربية الأخرى، مثل السعودية والإمارات وقطر، ما يعزز من موقف العرب فى مواجهة التحديات، وهذا التعاون الإقليمى يُعزز من قدرة الدول العربية على التأثير فى الساحة الدولية، والتأكيد على حقوق الشعب الفلسطينى.

واعتبر الباحث السياسى الفلسطينى أن المبادرات المصرية تهدف إلى تحقيق استقرار دائم فى المنطقة، ومن خلال فتح قنوات الحوار مع الأطراف الأوروبية، تُسهم مصر فى تشكيل رؤية مشتركة تتجاوز الأبعاد الإقليمية، لتشمل أيضًا الدعم الدولى للقضية الفلسطينية، منوهًا إلى أن تفاعل مصر مع المجتمع الدولى يُعزز من موقفها كوسيط مؤثر فى عملية السلام.

وأكمل: «دور مصر ليس مجرد دور دبلوماسى، بل هو مسئولية تاريخية، فالشعب الفلسطينى يتطلع إلى مصر كحليف رئيسى يدعمه فى مواجهته المستمرة، وعندما تدعم مصر الهدنة، فإنها تعزز من قدرة الفلسطينيين على الصمود فى وجه التحديات، وتفتح المجال أمام فرص الحوار والتفاوض».

فيما أوضح أحمد رفيق، رئيس مركز القدس للدراسات، أن الجهود المصرية تُعتبر دائمًا مهمة جدًا للفلسطينيين، خصوصًا فى مواجهة إسرائيل ومخططاتها وأساليبها المختلفة، مؤكدًا: «مصر ليست مجرد جارة للفلسطينيين، بل هى شريك حقيقى فى جميع المجالات، وهى شريك فى المواجهة، فى الإعداد، وفى الاشتباك، والمصالح الأمنية المصرية والفلسطينية تتداخل بشكل كبير، ما يعكس الأهمية الاستراتيجية لهذه العلاقة».

وقال: «لا يخفى على أحد أن ما تقوم به مصر الآن، خصوصًا فيما يتعلق بإنجاز الهدنة، هو نتاج تاريخ طويل من التعاون والتنسيق، حيث استطاعت القاهرة أن تذلل العقبات وتلزم إسرائيل بإدخال المواد الإغاثية، بما فى ذلك الوقود والخيم والمعدات الثقيلة، وهناك آمال فى أن تواصل مصر الضغط لتحقيق هذه الأهداف، لأنها عنصر أساسى فى نجاح أى جهد يتعلق بالقضية الفلسطينية».

وأضاف: «الدور المصرى ليس مجرد دور رمزى أو وساطة، بل هو دور حيوى وضرورى. ونحن بحاجة إلى هذا الدور فى هذه اللحظات الحرجة، فما يُفيد الفلسطينيين يفيد أيضًا مصر، وما يُضرهم يُضرها، والدفاع عن حقوق الفلسطينيين هو دفاع عن مصالح مصر وأمنها القومى، وهناك شرط جغرافى وثقافى يجمع بين البلدين، ما يجعل استقرار فلسطين جزءًا لا يتجزأ من استقرار مصر».

واستطرد: «مصر تمثل ركنًا أساسيًا فى أى جهد يمكن أن يُبذل لإعادة الاستقرار إلى المنطقة، وعندما تنجح مصر فى إنجاز الهدنة، فإن ذلك يُعتبر إنجازًا لكل الأطراف المعنية، فالاستقرار فى غزة له تأثير مباشر على الأمن المصرى، ما يزيد من أهمية الدور المصرى فى هذه القضية».

واختتم حديثه بالقول: «نحن بحاجة إلى استمرار هذا التعاون المصرى الفلسطينى فى جميع المجالات، خصوصًا فى مجالات الأمن والاقتصاد، والحفاظ على هذه العلاقة وتعزيزها سيسهم فى تحقيق الأهداف المشتركة، ويُعزز من قدرة الفلسطينيين على مواجهة التحديات التى تواجههم».

فى الإطار نفسه، أكد الباحث السياسى الفلسطينى فايز عباس أن مصر لعبت الدور الأكبر فى الوساطة لإنقاذ التهدئة فى قطاع غزة، وأيضًا فى مواصلة صفقة تبادل الأسرى بين حماس وإسرائيل، موضحًا أن القاهرة تمكنت من الضغط على الطرفين للعودة إلى مسار المفاوضات، ما أسفر فى نهاية المطاف عن وقف الحرب فى القطاع.

وقال: «الدور المصرى أصبح الآن أكثر أهمية من أى وقت مضى، خاصة بعد طرح الرئيس الأمريكى دونالد ترامب خطته المثيرة للجدل لتهجير مليونى فلسطينى من غزة إلى مصر والأردن، وفى ظل هذه الظروف، تتجلى معارضة مصر القوية لهذه الخطة، رغم التهديدات التى أطلقها ترامب بوقف المساعدات المالية».

اترك تعليقا
تعليقات
Comments not found for this news.