شدد وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج، الدكتور بدر عبدالعاطى، على موقف مصر الداعم وحدة وسيادة الصومال على أراضيه، والرافض أى تدخل فى شئونه الداخلية.
واستقبل «عبدالعاطى»، وزير خارجية الصومال، أحمد مُعلم فقى، فى لقاء ثنائى أعقبته جلسة مباحثات موسعة بمشاركة وفدى البلدين، حيث بحثا مختلف سبل تعزيز التعاون الثنائى، حسبما صرّح السفير أحمد أبوزيد، المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية والهجرة.
وأشاد وزير الخارجية بالأجواء الإيجابية التى صاحبت لقاء القمة بين رئيسى البلدين، أمس الأول، والزخم الكبير الذى تشهده العلاقات الثنائية بين البلدين وخطوة التوقيع على بروتوكول التعاون العسكرى فى حضور رئيسى الدولتين، مؤكدًا حرص مصر على المشاركة فى بعثة حفظ السلام فى الصومال بناء على رغبة الأشقاء الصوماليين. ونوه بقرار الإعلان عن افتتاح المقر الجديد لسفارة جمهورية مصر العربية فى مقديشو، باعتباره سيسهم فى تعزيز العلاقات التاريخية بين البلدين الشقيقين، ودعم التعاون فى كل المجالات ذات الاهتمام المشترك، وهو ما كان محل تقدير وشكر من نظيره الصومالى. ورحب الدكتور «عبدالعاطى» بالوزير الصومالى فى زيارته الثانية إلى مصر منذ توليه مهام منصبه هذا العام، فى أبريل الماضى، مؤكدًا تطلعه لاستمرار عقد اللقاءات الدورية وتكثيف التشاور بين الجانبين.
وأعرب عن ترحيب مصر بدعم القدرات الصومالية فى مختلف المجالات، منها مجال بناء القدرات الدبلوماسية، مشيرًا إلى التوجيهات بتكثيف التنسيق لإعداد الدورات التدريبية اللازمة للأشقاء الصوماليين بمعهد الدراسات الدبلوماسية، بما يستجيب لطلباتهم وأولوياتهم. من جانبه، أبدى وزير الخارجية الصومالى سعادته بزيارته الحالية مصر، مشيرًا إلى تقدير بلاده الدعم الذى تقدمه مصر لها، وتطلعها لتعزيز التعاون فى مجال التعليم وزيادة المنح الدراسية المقدمة من الأزهر الشريف للمواطنين الصوماليين، بالإضافة إلى النظر فى زيادة عدد رحلات مصر للطيران إلى مقديشو لتعزيز الترابط والتواصل بين الشعبين الشقيقين. وشدد الجانبان، خلال اللقاء، على أهمية تعزيز التجارة والبناء على افتتاح خط طيران مباشر لشركة مصر للطيران لمقديشو فى يوليو الماضى.
وصوماليون: القاهرة داعم رئيسى لبلادنا فى مواجهة التحديات الإقليمية
أكد خبراء وكتاب صوماليون أن زيارة الرئيس الصومالى، حسن شيخ محمود، مصر، ولقاءه الرئيس عبدالفتاح السيسى، جاءت فى توقيت بالغ الأهمية.
وبدأ الرئيس الصومالى، حسن شيخ محمود، زيارة رسمية إلى مصر، الثلاثاء الماضى، والتقى أمس الأول، الرئيس عبدالفتاح السيسى، وشهدا توقيع بروتوكول بشأن التعاون العسكرى بين البلدين.
وأضاف الخبراء، لـ«الدستور»، أن الزيارة تؤكد عمق التعاون الاقتصادى والسياسى والعسكرى بين البلدين، واستعدادهما للتكاتف ضد أى مخاطر.
وقال الإعلامى والكاتب الصومالى عمر عبدالقادر، إن العلاقات بين الصومال ومصر انتعشت خلال الفترة الأخيرة، ووصل التعاون بين البلدين لمستويات غير مسبوقة فى العديد من المجالات؛ سياسيًا وعسكريًا واقتصاديًا.
وتابع: «التعاون السياسى بين مصر والصومال تُوج بافتتاح مقر للسفارة المصرية فى مقديشو، وسبق ذلك تدشين خط طيران مباشر بين القاهرة ومقديشو، ما يجسد التعاون الاقتصادى بين البلدين»، مؤكدًا: «جاءت زيارة الرئيس الصومالى لمصر تأكيدًا لعمق العلاقات والتعاون المشترك بين البلدين، كما أنها تؤكد أهمية الدور المصرى فيما يجرى فى القرن الإفريقى، وأهمية الدعم المصرى للصومال لا سيما فى المجال العسكرى، لحماية سيادة الصومال من التدخلات الأجنبية، ويبدو أن العلاقات بين البلدين تشهد تطورًا متصاعدًا رغم التحديات التى تتمثل فى التدخل الأجنبى والأطراف التى تسعى لدق إسفين فى هذه العلاقات».
ورأى أن مصر تسعى دومًا لدعم الصومال فى مكافحة الإرهاب وتقديم الإمكانات والمشورة اللازمة من منطلق الخبرة فيما يخص محاربة التطرف، والصومال بحاجة إلى تدريب القوات المسلحة وتوفير الإمكانات المتطورة لمواجهة الإرهاب وهذا ما يمكن للجمهورية المصرية توفيره للصومال للقضاء على الإرهاب.
من جهته، قال الصحفى والكاتب الصومالى عبدالعزيز على محمد، إن زيارة الرئيس الصومالى حسن شيخ محمود، مصر، تأتى فى توقيت شديد الحساسية، مشيرًا إلى أهمية اللقاء الذى جمعه بالرئيس عبدالفتاح السيسى.
وأوضح «محمد»: «العلاقات بين الصومال هى علاقات تاريخية وقديمة وبدأت منذ عهد الفراعنة، وكانت علاقات تجارية فى ذلك الوقت، وفى العصر الحديث كانت مصر من أولى الدول التى اعترفت باستقلال الصومال».
وتابع: «بعد الاستقلال تطورت العلاقات بين البلدين والشعبين الشقيقين؛ حيث وقف الصومال مع مصر ولم يقطع علاقته الدبلوماسية فى أثناء المقاطعة العربية بعد اتفاقية كامب ديفيد، وحاليًا العلاقات بين مقديشو والقاهرة تطورت بشكل كبير، وذلك بإرادة سياسية قوية من القائدين، وسعى جاد لوضع خطط مستقبلية فى العديد من المجالات.
وأضاف: «لا شك فى أن هناك كثيرًا من المجالات التى يمكن أن تدعم مصر فى الصومال؛ مثل دعم بناء المؤسسات الصومالية، خاصة المؤسسات الأمنية والقضائية والتعليمية، إضافة إلى وجود فرص تجارية فى الصومال التى يمكن أن يستثمرها المصريون؛ كالثروة الحيوانية والسمكية والزراعية».
وأكد: «مع افتتاح خط الطيران المباشر بين القاهرة ومقديشو، وافتتاح فرع جديد لبنك مصر فى الصومال، وافتتاح السفارة المصررية فى الصومال.. سيزيد التعاون بين البلدين».
ورأى أن زيارة الرئيس الصومالى، الدكتور حسن شيخ محمود، مصر، تتزامن مع وجود تحديات إقليمية، أهمها أطماع إثيوبيا فى الوصول للبحر الأحمر، عبر عقد اتفاقية باطلة مع إقليم شمال الصومال.
ونوه بأن مصر أكدت موقفها عدة مرات، وطالبت بضرورة الاحترام الكامل لسيادة الصومال وعدم التدخل فى الشئون الداخلية للدول، كما أكدت عدة بيانات أصدرتها الخارجية المصرية وقوف مصر بجانب الصومال والحفاظ على سيادة الدولة الصومالية ووحدة أراضيها.
وقال إن الزيارة وتوقيع اتفاقيات عسكرية بين البلدين، ترسل رسائل مهمة، وتؤكد تنسيق المواقف ومواجهة التحديات.
وأشار إلى أن هناك طرقًا كثيرة تستطيع مصر من خلالها دعم الصومال، خاصة فى مواجهة التحديات الإرهابية، وأهمها الدعم المصرى الكامل لبناء الجيش الصومالى، وزيادة وجود البعثات الأزهرية داخل الصومال لنشر الفكر الوسطى، ما يسهم فى القضاء على الإرهاب.