ادعى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أن إسرائيل تتطلع إلى السيطرة على المنطقة الحدودية الجنوبية لقطاع غزة على الشريط الحدودي مع مصر، من أجل منع حركة حماس من تهريب الأسلحة للقطاع، ولكن هذه التطلعات واجهت موجة غضب دولية، حيث حذر العالم من أن توسع القتال في الجنوب سيعني تدمير منطقة اللجوء الوحيدة المتبقية لقرابة 2 مليون فلسطيني، ما قد يؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية من خلال دفع الناس إلى الفرار مرة أخرى، على الرغم من أنه ليس من الواضح إلى أين سيذهبون، ونتيجة لهذه الضغوط أعلن جيش الاحتلال أنه سيتجنب أي عمليات عسكرية واسعة النطاق في رفح، حسبما ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية.
تراجع إسرائيل عن شن أي عمليات عسكرية في المنطقة الحدودية مع مصر
وتابعت الصحيفة أنه بالنسبة لإسرائيل، فإن تركز المدنيين النازحين سيشكل أي عملية عسكرية مستقبلية في المنطقة، وقال مسؤول عسكري إسرائيلي إن أي جهد للسيطرة على الحدود من المرجح أن يقتصر على منطقة تتراوح بين 500 متر إلى كيلومتر واحد من الحدود، وأن الجيش سيتجنب عملية تطهير واسعة النطاق في رفح.
وقال المسؤول الإسرائيلي: "لا أعتقد أننا سنرى ما حدث في مدينة غزة في جنوب قطاع غزة"، مضيفًا أن الجيش سيشن بدلًا من ذلك حملة طويلة وأقل كثافة لتقويض نفوذ حماس في الجنوب.
وأضافت الصحيفة أن الفرار إلى بلد آخر ليس خيارًا بالنسبة لمعظم الناس الذين يعيشون في قطاع غزة، الذين يتمسكون بوطنهم وآخر ما تبقى من القطاع، لأنهم يعلمون جيدًا أن المغادرة تعني عدم العودة مجددًا، وتهدف العملية العسكرية الإسرائيلية إلى الإطاحة بحماس من السلطة، وقد حثت على سلسلة من عمليات إجلاء المدنيين عبر القطاع بدءًا من الشمال وانتشارها بشكل متزايد إلى أجزاء من وسط وجنوب غزة، وتسببت الحرب في استشهد قرابة 23 ألف فلسطيني معظمهم من النساء والأطفال، في غزة منذ بدء العملية، وفقا لمسئولي الصحة الفلسطينيين، الذين لا تميز أعدادهم بين المقاتلين والمدنيين.
وطلبت إسرائيل في البداية من الفلسطينيين النازحين الذهاب إلى منطقة تسمى المواصي، وهى منطقة من الأرض تبعد حوالي 9 أميال على طول البحر الأبيض المتوسط في غزة، وتقول الأمم المتحدة إن المنطقة قاحلة للغاية وصغيرة جدًا بحيث لا يمكنها استيعاب مئات الآلاف من النازحين، ولقد ذهب بعض سكان غزة إلى هناك ببساطة بحثًا عن مكان للإقامة مع استمرار الصراع.
ويقول المسئولون الإسرائيليون إن تحذيرات الإخلاء، الصادرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي وفي المنشورات الورقية التي يتم إسقاطها من السماء، ضرورية لتقليل المخاطر التي يتعرض لها المدنيون في مناطق الأعمال العدائية الشديدة، وتهدف أيضًا إلى منح الجيش حرية أكبر في قتال حماس، التي تقول إسرائيل إنها زرعت نفسها بين السكان المدنيين.