أشاد الأنبا ديمتريوس، مطران ملوى، باهتمام الدولة على أعلى مستوياتها بتطوير مسار رحلة العائلة المقدسة، مهنئًا الرئيس عبدالفتاح السيسى بمناسبة ذكرى الاحتفال بعيد دخول العائلة المقدسة إلى أرض مصر.
وتقدم مطران ملوى، خلال حواره لـ«الدستور»، بالشكر للرئيس السيسى لموافقته الكريمة على إقامة مشروع المزار السياحى لرحلة العائلة المقدسة فى «كوم ماريا»، بدير «أبوحنس» فى مدينة ملوى بالمنيا. وأوضح أن «كوم ماريا» أحد أهم المواقع التاريخية لمسار رحلة العائلة المقدسة، وجرى تطويره على نفقة المطرانية، تحت إشراف الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، فى خطوة تكشف عن مدى جدية الدولة فى تنفيذ المشروعات المؤثرة لتنمية قطاع السياحة، والحفاظ على مقدراتنا من الآثار المادية والتراثية، والاهتمام الواسع بتنمية الصعيد.
■ بداية.. كيف ترى اهتمام الدولة بتطوير مسار رحلة العائلة المقدسة؟
- أولًا، نشكر الله الذى بارك بلادنا مصر بقوله «مبارك شعبى مصر»، وأتاح لنا أن نحتفل بزيارة العائلة المقدسة مصر فى كل عام، بصلوات البابا الأنبا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية.
يسعدنى فى هذه المناسبة أن أقدم التهنئة للرئيس عبدالفتاح السيسى، بعد توليه فترة رئاسية جديدة، وفقه الله لمزيد من التعمير والتقدم لبلادنا وشعبها المبارك. كما أتقدم بالشكر لسيادته لموافقته الكريمة على إقامة مشروع المزار السياحى لرحلة العائلة المقدسة فى «كوم ماريا» بدير «أبوحنس» فى ملوى بالمنيا، وهو أحد أهم المواقع التاريخية لمسار العائلة المقدسة فى مصر، ويسر مطرانية ملوى أنه تمت إقامته على نفقتها الخاصة.
ولعل موافقة الرئيس السيسى على إقامة هذا المشروع توضح مدى اهتمام الدولة على أعلى مستوياتها بتطوير مسار رحلة العائلة المقدسة، خاصة بعد تكليفه رجال الهيئة الهندسية لقواتنا المسلحة بالإشراف على تنفيذ المشروع، والذين أتقدم لهم أيضًا بالشكر.
هذا يكشف عن مدى الجدية فى تنفيذ المشروعات المؤثرة لتنمية قطاع السياحة، والفكر الواعى للحفاظ على مقدرات الدولة من الآثار، سواء المادية أو التراثية، بجانب الاهتمام بتنمية الصعيد على جميع الأوجه.
كذلك أشكر جهود وزارتى الثقافة والخارجية وكل الأحباء الذين أسهموا فى ضم احتفالات «كوم ماريا» بملوى ضمن التراث غير المادى بمنظمة «اليونسكو»، وهو إنجاز يقدر كثيرًا للدولة.
■ ما تفاصيل مشروع مزار العائلة المقدسة فى «كوم ماريا» والمواقع الأثرية التابعة له؟
- تعتمد فكرة المشروع الأساسية على إنشاء منطقة سياحية لمزار عالمى، يوضح حقبة تاريخية مهمة مرت على أرض مصر، تتعلق بمسار رحلة العائلة المقدسة، فى مطلع القرن الأول الميلادى.
أضيفت عناصر مياه ومناطق خضراء وأماكن مظللة، لإثراء الموقع العام للمشروع بالحيوية والجمال، إلى جانب تفعيلها وتجسيمها رحلة العائلة المقدسة، بالإضافة إلى مراعاة أن تكون النسبة البنائية أقل ما يمكن، حتى تتم الاستفادة بأكبر قدر ممكن من المسطحات الخضراء وعناصر المياه والمناطق المفتوحة، لتكون مركزًا سياحيًا تاريخيًا للمنطقة بأسرها.
ويحتوى المشروع على العديد من الأماكن المتميزة، ومنها مجرى مائى يمثل النيل والدلتا، وموضح عليه أهم مواقع زيارة العائلة المقدسة، كما يحتوى على مبنى فى شكل خيمة، به نماذج بالحجم الطبيعى لشخصيات العائلة المقدسة فى وضع استراحتها على الكوم.
كما يتضمن أيضًا خط سير لـ«طفطف» فى نفس مسار العائلة المقدسة، وقاعة عرض سينمائية، ومعرضًا للصور الفوتوغرافية والأيقونات والخرائط الخاصة بالرحلة، ومتحفًا للمجسمات ونماذج للعملات والملابس التى كانت تستخدم فى القرن الأول الميلادى، ومظلة للاحتفالات المرتبطة بالرحلة، وبازارات ومنافذ لبيع الهدايا التذكارية وحديقة للأطفال وعناصر مكملة للمشروع، من أماكن خدمية وإدارية.
■ ما المواقع الأثرية التى ستتاح زيارتها بجانب المشروع؟
- سيكون من المتاح بجانب زيارة المشروع القيام برحلة لجميع المواقع الأثرية بالقرب من «كوم ماريا»، مثل كنيسة الأنبا يحنس القصير فى قرية دير «أبوحنس»، والمنسوب بناؤها إلى الملكة هيلانة، وكنيسة القديس الأنبا قلته الطبيب، فى نفس القرية، وهى كنيسة منحوتة فى أعلى الجبل، وتحتوى على العديد من الأيقونات الجدارية، والتى يمثل أحدها استشهاد أطفال بيت لحم.
كما سيكون من المتاح زيارة العديد من المغارات الأثرية، وبقايا مدينة أنصنا وآثار الأشمونين، وتونا الجبل ودير القديس أبوفانا المتوحد بالجبل الغربى، ودير البتول للراهبات بدير أبوحنس، والعديد من الأماكن الزاخرة بالآثار الفرعونية والقبطية والإسلامية فى جميع أنحاء ملوى، شرقًا وغربًا، وأيضًا متحف آثار ملوى.
وبمشيئة الله، سيكون هذا المشروع السياحى فى «كوم ماريا» داعمًا لحركة السياحة الدينية فى محافظة المنيا بشكل عام، وفى مدينة ملوى بشكل خاص.
■ ما تفاصيل الاحتفالات التى تنظمها المطرانية فى يونيو من كل عام للاحتفاء بمسار العائلة المقدسة بملوى؟
- الاحتفال السنوى تقيمه المطرانية فى موقع «كوم ماريا» ودير «أبوحنس» بملوى، حيث استراحت العائلة المقدسة على الكوم فترة ليست بقليلة، وهو أحد ٤ أماكن فى إيبارشية ملوى وأنصنا والأشمونين وكوم ماريا.
الموقع عبارة عن كوم مرتفع أسفل الجبل الشرقى، بالقرب من كنيسة العذراء فى دير «أبوحنس»، وتقام عليه احتفالات دينية فى الثالث من شهر طوبة من كل عام، الذى يوافق ١١ أو ١٢ يناير، تذکارًا لاستشهاد أطفال بيت لحم، وهو توقيت بدء رحلة العائلة المقدسة.
أحيانًا يُرحل الاحتفال إلى الأول من فبراير، لإتاحة الفرصة لاشتراك الطلبة فى فترة إجازتهم، وفى شهر يونيو من كل عام، يقام الاحتفال فى ذكرى دخول المسيح إلى أرض مصر، بالإضافة إلى عيد السيدة العذراء.
ويأتى إلى الاحتفال الأحباء الذين يشاركوننا من القيادات الرسمية وغير الرسمية، وتكون مناسبة تجمعنا على المودة والمحبة مع الجميع. كما يشرفنا ضيوف مصر من السياح المحبين لبركة زيارة أماكن مسار العائلة المقدسة، والثلاثة مواقع الأخرى فى الإيبارشية، وأهمها الأشمونين، التى كانت من أهم محطات رحلة العائلة المقدسة فى مصر، وقضت بها أكثر من ٣ أشهر، وأيضًا موقع ديروط أم نخلة، وهى قريبة من الأشمونين، وبها نبع ماء يعرف ببئر السحابة، يقع على الطريق بين دير أبوحنس وقرية الشيخ عبادة، بالقرب من دير البتول الأثرى بأنصنا، وما زال ينبع بالماء الحلو.
وأخيرًا، أود أن أشكر كل من يشاركنا الاحتفال من القيادات الرسمية والشعبية والدينية، والسادة الضيوف الأحباء من كل مكان، سواء من داخل مصر أو من الأجانب، ونطلب من إلهنا الصالح دوام المحبة فى شعبنا، والأمن والأمان لبلادنا الحبيبة مصر، بشفاعة أمنا العذراء مريم.