
تسبب فيرس كورونا فى اثارة الخلافات بين قادة دول الاتحاد الأوروبى فى قمتهم التى عقدت امس الأول الخميس بصورة افتراضية عبر شاشات الانترت وبطريقة " بيرس كونوفريس " ، فقد إختلف القادة الأوروبيين على النهج الواجب اتباعة فى مكافحة الفيرس والحد من إنتشاره ، كما اختلفوا على اتخاذ نهج اقتصادي مشترك لمواجهة الأزمة الإقتصادية التى عكسها انتشار الفيرس ، وتسببه فى اغلاق المؤسسات الإقتصادية ومؤسسات العمل ، وتعطيل العمالة ، وعدم حصولهم على رواتب نتيجة إرسالهم الى منازلهم ، وفشل قادة الإتحاد فى وضع خطة مالية موحدة وملموسة فى غضون إسبوعين لمواجهة تداعيات الخسائرالمالية التى تبلغ المليارات نتيجة انتشار الفيرس ، وتأثير هذه الخسائر على موازنات دول الأتحاد خاصة ايطاليا واسبانيا الدولتين الأكثر تضررا فى انتشار العدوى والوفيات .
وجاءت القمة على التوازى من اعلان رئيس وزراء بريطانيا بوريس جونسون اصابته بكورونا ولكن بصورة متوسطة ، واعلنت الحكومة البريطانيا
انه سيواصل مهامه الرسمية بصورة طبيعية مع عزله ذاتيا ، ولتعد هذه الإصابة الثانية لمسئولين فى بريطانيا بعد اصابة ولى العهد الامير تشارلز .
وأعرب وزراء مالية الاتحاد الأووبى عن خيبة املهم نتيجة فشل القادة فى إصدار توجيهات محددة ، يمكن من خلالها تقاسم الخسائر المالية الناجمة عن هذا الفيرس ، حيث رفضت المستشارة الألمانية انجيلا ميركيل مطلب رئيس الوزراء الإيطالي "جوزيبي كونتي " بطرح آليات مبتكرة في هذه الأزمة الصحية غير المسبوقة ، والخروج عن المألوف من التدابير
الأوروبية ، بعمل خط ائتمان من صندوق الطوارئ الأوروبي ، وإصدار سندات اوروبية مشتركة يتم طرحها بالأسواق لمواجهة الأزمة الصحية والتدهور الإقتصادى بصورة تتوزع بين دول الأتحاد ، الامر الذى جعل رئيس الوزراء الإيطالى
"كونتي" يتهم شركاءه الأوروبيين بالتخلى
عن بلاده فى ازمتها والاكثر تضررا من الفيرس ، حيث بلغت وفياتها حتى الأن 7503والمصابين بها 74386 في الوقت الحاضر ، مما اصاب بلاده بحالة من الشلل ، فيما تعد ايطاليا ثالث اقتصاد اوروبى داخل مجموعة الإتحاد ، وهدد كونتى بعدم الموافقة على اى من قرارات القمة ، وطرح الرئيس الفرنسي "إيمانويل ماكرون "مقترحا بارجاء بحث التضامن الإقتصادى فى هذه الأزمة اسبوعين قادمين ، فيما قال رئيس الوزراء الأيطالى ، ان غياب التضامن الأوروبى فى هذه الأزمة وعدم وضع استراتيجية مشتركة للخروج منها ، انما يعنى نهاية المشروع الأوروبي.
وإقترح رئيس مجلس الاتحاد الأوروبي تشارلز ميشيل ، انه سيبحث لاحقا مع رئيس الوزاء الايطالى ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لين استراتيجية خروج من الازمة وخطة انتعاش منسقة واستثمارات غير مرئية ، وانه سيتم اللجؤ الى بنك الإستثمار الأوروبي ليقوم بدور محوري في ذلك، وهذا يعني أنه سيتعين على الدول الأعضاء توفير رأس مال إضافي للبنك .
وتعد ايطاليا ومن بعدها اسابانيا فى مقدمة الدول الأوروبية التى ضربها الفيرس فى مقتل ، وانتشر على ارضيهما بصورة كبيرة .
كلام الصور : قادة اوروبا فى القمة عبر الشاشات