يشهد ملعب لوسيل في العاصمة القطرية الدوحة، التاسعة مساءً، انطلاق مواجهات، الدور نصف النهائي لبطولة كأس العالم، بين منتخبي الأرجنتين، وكرواتيا، في مواجهة هي الأقوى والأصعب بهذا الدور.
وتنطلق المباراة في تمام التاسعة مساءً بتوقيت القاهرة.
التانجو وصل إلى نصف النهائي بعد مباراة شاقة للغاية، أمام المنتخب الهولندي، وشهدت ندية وصراعا كبيرًا بين الفريقين، حيث عادل الطواحين النتيجة بهدفين قاتلين بعدما كان رفاق ميسي متقدمين ، ولكن إيمليانو مارتينبز تألق في ركلات الترجيح ومنح منتخب بلاده تأهلًا تاريخيا.
جهد بدني كبير بدله ميسي ورفاقه في هذه الملحمة، وحالة ندية لك تنتهي حتى بصافرة الحكم وانتهاء المباراة بانتصارهم، بل امتدت للخطوط ووصلت إلى غرف اللاعبين ، فميسي ذهب لمكايدة لويس فان جال المدير الفني لهولندا، واحتفل أمامه على طريقة الأسطورة الأرجنتينية ريكلمي، بسبب خلاف قديم بينهما، وبعدها انتقد المدرب الهولندي في تصريحات ما بعد المباراة بسبب ما قاله عن الأرجنتين في المؤتمر السابق للمباراة وتقليله من شأنهم وميسي معهم.
وبينما كان ميسي يتحدث إلى إحدى المحطات التلفزيونية وقف إلى حواره منتظرًا ، مهاجم منتخب هولندا فيجوريست مسجل هدفي الطواحين ،وطن ليونيل أن مهاجم هولندا جاء لاستكمال عراكهم الذي بدأ في الملعب ورصدت الكاميرات فيجوريست يبصق في وجه ليو، ما دفعه للتطاول المهاجم الهولندي أثناء حديثه مع تلك المحطة قائلًا:" ما الذي جاء بك إلى هنا أيها الأحمق.. اذهب".
كانت أكبر من مجرد كرة قدم، وأخذت من الأرجنتينين طاقة كبيرة سيكون لها أثر على مردود اللاعبين الليلة، لكن لحسن حظهم، فإن المنتخب الكرواتي جاء من ظروف أصعب بعدما خاض 240 دقيقة خلال مباراتين متتاليتين أمام البرازيل وقبلها اليابان.
كانت مواجهة البرازيل ملحمة بدنية صعبة على الكروات، لكن رفاق لوكا مودريتش أثبتوا امتلاكهم مقومات بدنية كبيرة بعد عودتهم القوية عقب استقبال هدف نيمار وقدموا أشواطًا إضافية قوية جدًا مكنتهم من التعادل وكانوا الأقرب للفوز، قبل أن يتمكنوا من تحقيق ذلك عبر ركلات الترجيح.
يتمتع المنتخب الكرواتي بمعنويات عالية بعد الإطاحة بالبرازيل المرشح الأول للفوز بالمونديال قبل انطلاق البطولة، وكذلك الوصول إلى نصف النهائي للمرة الثانية على التوالي، ما يجعلهم يلعبون مباراة الليلة بلا أي ضغوط فما فعله زلاتكو داليتش لم يكن متوقعًا ، ومجرد وصوله إلى هنا مع فريق شاخ قوامه الرئيسي وتقدم أعمار نجومه يعد إنجازًا فريدا ، لكن ذلك لا يمنع طموحه ورجاله في التحرك أكثر نحو اللقب وتعويض خسارة المونديال الأخير أمام فرنسا.
يعول المنتخب الكرواتي على التنظيم الدفاعي القوي، وتكوين خطي دفاع أربعة في الخط الخلفي وأمامهم خماسي آخر ما يجعل فرص الخصم في إيجاد المساحات أمر صعب للغاية، وتقل الخطورة على مرمامهم من جهة، ومن جهة أخرى يستطيع الفريق علر تهدئة الرتم مبادلة المنافس الحيازة على الكرة والتحكم باللعب.
من ممميزات الفريق الكرواتي أنه حينما يمتلك الكرة يعرف كيف يحتفظ بها عبر لوكا مودريتش وكوفاسيتش وبروزفيتش، نقطة القوة الأكبر في المنتخب الكرواتي، وثلاثتهم تجيد الوقوف على الكرة وتدويرها من جهة إلى آخرى.
وفي التحولات يمتلك المنتخب الكرواتي سرعات كبيرة جدًا، ويجيد الوصول لمرمى الخصوم بأقل عدد من اللمسات كما أنه يمتلك قامات طويلة في الثلث الأخير ما يجعل ارسال الكرات العرضية أمر خطر للغاية على المنافسين ، وسيكون ذلك خطرا كبيرا على الأرجنتين الضعيفة في الكرات الهوائية والتي تعاني أزمة في هذه النقطة.
في المقابل لم يستقر المدرب الأرجنتيني سكالوني على الرسم الخططي للأرجنتين، وخلال تدريبات أمس الأول جرب المدرب الأرجنتيني كل طرق اللعب الممكنة، وربما كانت هذه خدعة لإضافة مزيد من الغموض والحيرة على الطريقة التي سيبدأ بها، خاصة وأن التدريب كان مفتوحا للإعلام وكان يعرف أن ما يحدث سينشر بالصحف والمواقع.
بدأ في التدريبات بطريقة لعب «4-3-3» وبدأ فيها النجم دي ماريا أساسيا وهذه الطريقة الاعتيادية التي بدأ بها مشوار البطولة واستمرت حتى أصيب دي ماريا قبل أن يعود للمشاركة في الدقائق الأخيرة أمام هولندا.
كما عدل الطريقة بعدها إلى «3-4-3» واعتمد على ليساندرو مارتينز كمدافع ثالث قم حولها إلى «3-5-2» مثلما لعب أمام هولندا وفي الطرق الثلاثة كان تاجليافيكو هو الظهير الأيسر الذي يلعب مكان أكونيا الذي سيغيب للإيقاف.
وبعدها حول الطريقة إلى «4-4-2» ما خلق حالة من الحيرة الشديدة للجميع داخل التدريب خول الشكل الذي سيبدأ به الأرجنتين أمام كرواتيا، لكن التدريب شهد تألق دي ماريا مع دي بول وميسي، وتأكدت جاهزيتهم تماما لهذه للمباراة بعدما كانت هناك مخاوف حول امكانية مشاركتهم.
عودة دي ماريا للتشكيل للأساسي تعني بأن الأرجنتين سيبدأ طامعًا في الهجوم والتقدم من البداية، وسيضيف قوة كبيرة افتقدها الفريق الأرجنتيني في المباريات الأخيرة، كما أن ميسي الليلة سيكون الرهان الأكبر كعادته، خاصة أثناء التحولات لأن تقدم بروزفينيش وكوفاسيتش في أوقات كثيرة سيعطيه المساحة التي يريدها ويعاقب بها الجميع.
لكن هناك تخوفات كبيرة لدى الأرجنتينيون من بديل أكونيا سواء كان تاجليافيكو أو ليساندرو مارتينز، وهو ما قد يركز عليه زلاتكو داليتش لصناعة التفوق الكرواتي في هذه الجهة.