التفاصيل الكاملة لليوم الثاني من أسبوع الصلاة من أجل الوحدة
15.02.2025 04:11
اخبار الكنيسه في مصر Church news in Egypt
الدستور
التفاصيل الكاملة لليوم الثاني من أسبوع الصلاة من أجل الوحدة
حجم الخط
الدستور

احتضنت كنيسة مار جرجس والسامرية للأقباط الأرثوذكس بشبرا الخيمة، اليوم الثاني من أسبوع الصلاة من أجل وحدة المسيحيين.

جاءت هذه الصلاة بدعوة من مجلس كنائس الشرق الأوسط، بالتعاون مع مجلس كنائس مصر، وترأسها نيافة الأنبا مرقس، مطران شبرا الخيمة وتوابعها، بحضور لفيف من الآباء الكهنة والقساوسة، إلى جانب حشد كبير من المؤمنين، اجتمعوا تحت سقف الكنيسة حاملين في قلوبهم أمنية واحدة: الوحدة في المسيح.

حضور كنسي ورسمي مميز

شارك في الصلاة رؤساء كنائس مصر، والأمين العام لمجلس كنائس الشرق الأوسط البروفسور ميشال عبس، والأمين العام لمجلس كنائس مصر القس يشوع يعقوب، إضافة إلى الأمين العام الفخري لمجلس كنائس الشرق الأوسط الدكتور جرجس صالح، والأمين العام المشارك للمجلس القس الدكتور رفعت فكري، والسيدة ليا عادل معماري، مسؤولة الإعلام ومنسقة العلاقات الكنسية والإعلامية في المجلس. كما حضرت مجموعات من الشبيبة والكشافة، الذين أضفوا بأناشيدهم الروحية بعدًا من البراءة والرجاء.

كلمات تعبق بالروح المسكونية

استُهِلّت الصلاة بكلمة ترحيبية ألقاها نيافة الأنبا مرقس، أعرب فيها عن سعادته باستضافة هذا اللقاء الروحي في الكنيسة، مؤكدًا أن الصلاة من أجل الوحدة ليست مجرد تقليد سنوي، بل هي رسالة إيمان حيّة نعيشها ونتطلع لتحقيقها. وأشار إلى أهمية الجهود التي يبذلها مجلس كنائس الشرق الأوسط، من خلال الدراسات والحوار المستمر، لزرع بذور المحبة والتقارب بين الكنائس.

تلا الكلمة الترحيبية عرضٌ وثائقيّ عن مجلس كنائس الشرق الأوسط، احتفالًا بمرور خمسين عامًا على تأسيسه. وقد لامس هذا العرض قلوب الحاضرين، إذ استعرض المسيرة الطويلة التي قطعها المجلس في سبيل تعزيز الوحدة المسيحية، من خلال أنشطة وبرامج متنوعة تهدف إلى التقارب بين الكنائس على أسس مسكونية راسخة.

بعد ذلك، ألقى البروفسور ميشال عبس، الأمين العام لمجلس كنائس الشرق الأوسط، كلمة عميقة حملت في طياتها أبعادًا روحية وإنسانية، قال فيها:

“إن اتساع رقعة المشاركة في أسبوع الصلاة من أجل الوحدة يبرهن على امتداد ‘بقعة الزيت المسكونية’ واتخاذ الفكر والقيم المسكونيين موقعًا راسخًا لدى شرائح واسعة من المؤمنين في شتى أنحاء العالم. وجدير بالذكر أن مسكونيتنا المنطلقة من جذور مسيحية لا تقتصر على المسيحيين وحدهم؛ فهي تشمل كل البشر، إذ خلقهم الله على صورته ومثاله وأحاطهم بمحبته. إن هذا البُعد المسكوني المسيحي الأصيل يشكّل منطلقًا لدعوة الجميع إلى الحوار والتقارب والأخوّة، مهما تباينت انتماءاتهم.

“نسعى جميعًا، نحن حاملي رسالة السيد المتجسد، الذي حارب الشر بالمحبة، أن نكون رسله أينما توجهنا، عبر الكلمة الطيبة والفعل الحسن، برًا برسالته الخلاصية وخدمة لبني البشر. نحن في المجلس، نوقن تمامًا أهمية الوزنات التي وضعها الرب بعهدتنا، ونسعى لتثميرها قدر المستطاع، عبر الخدمات التي نقدمها للناس بكرامة ومحبة”.

أصوات الأطفال ترتّل الوحدة

وفي مشهد مؤثر، علت أصوات جوقة أطفال مدارس الأحد في الكنيسة، وهم يؤدون ترنيمة المجامع المسكونية الثلاثة. بأصواتهم النقيّة، حملوا رسالة المحبة والوحدة من خلال ألحان بسيطة، لكنها نفذت إلى القلوب، مذكّرة الجميع بأن روح المسكونية تعني العودة إلى الجذور المشتركة التي تجمع المسيحيين تحت راية المسيح الواحد.

كلمات تكرّس رؤية الوحدة

كما ألقى القس يشوع يعقوب، الأمين العام لمجلس كنائس مصر، كلمة تحدث فيها عن الدور الفاعل الذي يقوم به المجلس من أجل تحقيق الوحدة المسيحية، عبر مبادراته الروحية والأنشطة المشتركة بين الكنائس. وأكد أن الصلاة هي الخطوة الأولى في مسيرة الوحدة، تليها خطوات من العمل الجاد والتعاون المثمر، مشيرًا إلى أهمية إشراك الشباب في هذا المسار لضمان استمراريته عبر الأجيال.

لحظات روحية بامتياز

تخلّلت الصلاة قراءات من أقوال الآباء القديسين، إلى جانب صلوات كتابية رفعتها القلوب المؤمنة بنية الكنيسة، ومصر، والمنطقة بأسرها. وبإجماع القلوب والأصوات، تلا الحاضرون قانون الإيمان النيقاوي-القسطنطيني.

كلمة الختام: الخلق عمل الله

اختُتِمت الصلاة بعظة روحية لنيافة الأنبا مرقس، تحدّث فيها عن “الخلق عمل الله”، مشيرًا إلى أن الله خلق الإنسان على صورته ومثاله، ودعاه إلى أن يكون سفيرًا للمحبة والسلام في الأرض. وأكد أن الوحدة المسيحية ليست مجرد شعار، بل هي استجابة لدعوة المسيح “ليكون الجميع واحدًا”.

أجواء من الأمل والرجاء

بعد انتهاء الصلاة، غادر المشاركون الكنيسة ووجوههم تشع بالأمل. كانت الكلمات والصلاة، والألحان والأحاديث، أشبه بنور شمعة أضاءت الظلمة، مؤكدة أن وحدة الكنائس ليست مستحيلة إذا اجتمعت القلوب تحت مظلة المحبة.

 

هكذا، تواصل أسبوع الصلاة في مصر في يومه الثاني، شاهدًا على أن الوحدة المسيحية ليست حلمًا، بل واقعًا يُصنع بالصلاة والمحبة والتعاون، في ظل إيمان راسخ أن ما يجمعنا أقوى مما يفرقنا.

اترك تعليقا
تعليقات
Comments not found for this news.