وصل الأمين العام للأمم المتحدة «أنطونيو جوتيريش»، إلى بيروت، أمس الأحد، في زيارة تضامن مع ما تمر به لبنان حاليا من مرحلة حرجة، وتستمر الزيارة أربعة أيام، سبقها دعوته للمسؤولين السياسين في لبنان إلى توحيد صفوفهم من أجل خلق حلول للأزمات التي تعصف بالبلاد .
وتعد تلك الزيارة هي الأولى له بعد أكثر من عام على انفجار مرفأ بيروت في أغسطس من العام الماضي، وأحدث أضرارًا اقتصادية واجتماعية لازالت تعاني منه لبنان حتى الآن.
والتقى «جوتيريش»، أمس، رئيس الجمهورية ميشال عون، وقال خلال مؤتمر صحفي مع الرئيس اللبناني: «نحث ساسة لبنان على العمل معا من أجل حل الأزمة، وأكد استمرار الدعم الدولي للجيش اللبناني والمؤسسات الأمنية الأخرى، لأهمية ذلك فى استقرار لبنان».
وتابع حديثه خلال المؤتمر، مؤكدا أنّ انتخابات العام المقبل ستكون بمثابة المفتاح، وتابع قائلا: «على الشعب اللبناني أن ينخرط بقوة في عملية الاختيار».
من جانبه، قال «عون»، إنّ أزمة اللاجئين في لبنان تمثل عبئا على الدولة، داعيا المجتمع الدولي إلى مساعدة البلاد وضمان عودة اللاجئين السوريين إلى مدنهم.
«جوتيريش»: آن الأوان لزعماء لبنان أن يتحدوا
وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام أن «جوتيريش»، تفقد اليوم الإثنين مرفأ بيروت، للوقوف دقيقة حدادا تكريمًا لأرواح ضحايا انفجار مرفأ بيروت وعائلاتهم، ومن المقرر أن يلتقي خلال زيارته التي تستمر حتى الأربعاء المقبل، إلى لبنان عدد من القادة وممثلين عن المجتمع المدني، كذلك سيكرم جوتيريش ذكرى ضحايا انفجار المرفأ، كما تفقد قوة الأمم المتحدة المؤقتة «يونيفيل»، في جنوب لبنان .
والتقى جوتيريش، رئيس مجلس النواب اللبناني «نبيه بري»، وتحدث الأخير خلال اللقاء عن الانتهاكات المتكررة للمجال الجوي اللبناني وناقشا ضرورة أن يقدم المجتمع الدولي دعما إضافيا للجيش.
وشدد «جوتيريش»، خلال المؤتمر الصحفي المشترك، بينه وبين نبيه بري، على أن الأمم المتحدة لن تدخر جهدا من أجل التوصل لحل سريع لترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل للاستفادة من الموارد الموجودة فيه .
ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل
وتابع قائلا: «آن الأوان لزعماء لبنان أن يتحدوا، وعلى المجتمع الدولي أن يتحمل مسئولياته ويقدم مزيدا من الدعم للشعب اللبناني».
من جهته، توجه بري بالشكر لجوتيريش على هذه الزيارة المثيرة والمهمة جدا، خاصة وهي على أعتاب عيد الميلاد المجيد، لافتا إلى أن الزيارة سيكون لها الأثر الإيجابي على الوضع القائم بالنسبة لموضوع الوحدة بين اللبنانين والعمل من أجل استعادة لبنان عافيته.
ويشهد لبنان منذ صيف 2019 انهيارا اقتصاديا متسارعا، فاقمه انفجار مرفأ بيروت المروع في الرابع من أغسطس 2020، وإجراءات مواجهة فيروس كورونا.
وتخلفت الدولة في مارس 2020 عن دفع ديونها الخارجية، ثم بدأت مفاوضات مع صندوق النقد الدولي حول خطة نهوض عُلقت لاحقا، بسبب خلافات بين المفاوضين اللبنانيين .
وتراجع سعر صرف الليرة اللبنانية أمام الدولار تدريجيا إلى أن فقدت العملة أكثر من 85 % من قيمتها، وأصبح نحو 80 % من السكان يعيشون تحت خط الفقر، وارتفع معدل البطالة، فيما يشترط المجتمع الدولي على السلطات تنفيذ إصلاحات ملحة، لتحصل البلاد على دعم مالي ضروري يخرجها من دوامة الانهيار.