أصدرت منظمة العفو الدولية تقريراً يدين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة بالتواطؤ في احتجاز آلاف الأفراد، بمن فيهم مواطنون بريطانيون، في معسكرات ومنشآت تقع في شمال شرق سوريا.
ووفقا لمنظمة العفو الدولية، تعاني هذه المرافق من انتهاكات واسعة النطاق لحقوق الإنسان، بما في ذلك التعذيب وتفشي الأمراض والموت.
ويسلط التقرير الضوء على الظروف الصعبة داخل نظام الاحتجاز، الذي يضم ما لا يقل عن 27 منشأة غير معروفة، بالإضافة إلى معسكرات سيئة السمعة مثل الهول وروج.
وتقدر منظمة العفو الدولية أن هناك ما يقرب من 56 ألف معتقل، من بينهم 30 ألف طفل و14500 امرأة، ومن بينهم أكثر من 20 مواطنًا بريطانيًا، بما في ذلك شاميما بيجوم، التي غادرت منزلها في لندن للانضمام إلى أراضي داعش.
أحد أكثر ما كشف عنه التقرير إثارة للصدمة هو التفشي الشديد لمرض السل في منشأة قوات سوريا الديمقراطية المعروفة باسم بانوراما، التي تلقت أكثر من 15 مليون جنيه إسترليني من التمويل من حكومة المملكة المتحدة.
وتؤكد منظمة العفو الدولية أن المعتقلين في هذه المنشأة يُحرمون من الغذاء والرعاية الطبية الكافية، مما يؤدي إلى وفاة شخص أو شخصين أسبوعيًا.
وانتقد ساشا ديشموخ، الرئيس التنفيذي لمنظمة العفو الدولية في المملكة المتحدة، تقاعس الحكومة، ووصفه بأنه تواطؤ في الاعتقال غير القانوني لمواطنين بريطانيين. وحث حكومة المملكة المتحدة على تسهيل عودة مواطنيها وضمان عملية عادلة لتحديد أولئك الذين يجب إطلاق سراحهم.
ويحتوي التقرير أيضًا على روايات مروعة عن التعذيب وسوء المعاملة التي تعرض لها المعتقلون. وروى أحد الأشخاص، يُدعى يوسف، أنه تعرض للضرب الوحشي والصعق بالكهرباء على يد الحراس. ووصف معتقل آخر الجنود الأمريكيين وهم يشاهدون بقع الدم على جدران المنشأة أثناء زيارتهم.
ودعت منظمة العفو الدولية حكومة الولايات المتحدة إلى الاعتراف بدورها في إنشاء واستدامة نظام الاعتقال، واتخاذ الإجراءات اللازمة للتصدي للانتهاكات. ومع ذلك، نفت السلطات المتمتعة بالحكم الذاتي في المنطقة وقوع أي انتهاكات منهجية وانتقدت المجتمع الدولي لإهماله التزاماته.
وفي ردها على التقرير، أكدت حكومة المملكة المتحدة التزامها بالتزاماتها في مجال حقوق الإنسان، وأعربت عن قلقها بشأن تفشي مرض السل.
وبالمثل، حثت وزارة الخارجية الأمريكية جميع الأطراف في سوريا على احترام حقوق الإنسان وشددت على ضرورة إعادة المعتقلين إلى وطنهم ومحاكمة المعتقلين من خلال إجراءات قضائية مناسبة.
وبينما يتصارع المجتمع الدولي مع ما تم الكشف عنه في تقرير منظمة العفو الدولية، تظل هناك أسئلة حول المساءلة والمسؤولية عن معالجة الأزمة الإنسانية التي تتكشف في معسكرات الاعتقال السورية.