الأقباط يستقبلون أحد الشعانين بـ"السعف".. وتشديدات أمنية بمحيط الكنائس
21.04.2019 05:21
اخبار الكنيسه في مصر Church news in Egypt
الدستور
الأقباط يستقبلون أحد الشعانين بـ
حجم الخط
الدستور

أحد السعف.. أحد الخوص.. أحد الشعانين".. جميعها أسماء يوم واحد تمر به الكنيسة المصرية في العام، وهو الأحد السابع من جهة الترتيب منذ بداية الصوم الكبير البالغة مدته 55 يومًا مُتصلة، هي الأكثر نُسكًا بين مناسبات وأصوام المصريين التابعين للكنيسة القبطية الأرثوذكسية.

 

* البابا تواضروس يترأس قداس أحد الشعانين بوادي النطرون

 

يترأس البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، صباح الأحد المقبل، قداس أحد الشعانين، بدير الأنبا بيشوي بوادي النطرون.

 

وكشف مصدر كنسي أن البابا تواضروس لأول مرة سيقضي قداس أحد الشعانين بدير الأنبا بيشوي، حيث من المعتاد ترأسه بالإسكندرية بالكنيسة المرقسية، مؤكدا أنه عقب القداس سوف يغلق الدير أبوابه لاستقبال الرحلات الكنسية والزوار حتى عيد القيامة المجيد.

 

وأشار المصدر الكنسي إلى أن منذ مساء السبت المقبل، تبدأ خطة تأمين الكنائس لفترة عيد القيامة المجيد، حيث تنتشر حول محيطها تكثيفات أمنية استعدادا لقداس أحد الشعانين بالكنائس القبطية الأرثوذكسية، مؤكدا أنه هناك عدة إجراءات تأمينية سيتم تفعيلها من أهمها بدء استخدام البوابات الإلكترونية بجميع الكنائس لتفتيش الزوار مع ضرورة إظهار بطاقات الهوية "الرقم القومي" بالكنائس الكبري والإيبارشيات.

 

وأوضح المصدر أن أساقفة الكنيسة سوف يترأسون قداس أحد الشعانين بإيبارشيتهم من بينهم الأنبا رافائيل أسقف كنائس وسط القاهرة بكنيسة المرقسية بالأزبكية، والأنبا موسى بدير الملاك البحري.

 

وأكد أن عددا كبيرا من أساقفة الكنيسة سوف يتجهون إلى فترة خلوة روحية بالأديرة خلال فترة أسبوع الآلام، والتي تبدأ عقب قداس أحد الشعانين.

 

* تشديدات أمنية في محيط الكنائس.. والكاتدرائية تقوم بتركيب كاميرات للمراقبة

 

تشدد الأجهزة الأمنية من إجراءتها المكثفة خلال فترة احتفالات الأقباط في أسبوع الآلام وفترة الأحتفال بعيد القيامة المجيد، في جميع محافظات الجمهورية، وذلك بتنسيق مع الكنائس المختلفة على مستوى الجمهورية.

 

ويشهد محيط الكنائس القبطية الأرثوذكسية والأديرة على مدار7 أيام متتالية، إجراءات أمنية مكثفة، تتضمن تمشيط الشوارع الجانبية، والتنبيه بعدم التجمّع أمامها عقب احتفالات الأقباط خلال تلك الفترة، بالإضافة إلى عدم ترك سيارات بالقرب من الأسوار، وإبلاغ الأمن عن أى أجسام غريبة، وعدم حمل ألعاب نارية أو شماريخ أو محدثات صوت أثناء دخول الكنائس.

 

وتشمل التأمينات المكثفة، نشر قوات حراسة مدعمة بقوات من الأمن المركزى ومدرعات الشرطة، والاستعانة بخبراء المفرقعات، ونشر البوابات الإلكترونية لتأمين الاحتفالات، بالإضافة إلى تفعيل الكنيسة لدور الكشافة لتأمين الكنائس من الداخل.

 

وأصدرت الكنائس تعليمات بعدم تواجد السيارات في محيط الكنائس أو الدخول إليها، خلال هذه الفترة، كما أقامت الكنائس مصدات حديدية لمنع دخول السيارت الى داخلها، مع تركيب بوابات إلكترونية لتفتيش المصلين خلال هذة الفترة إلى الكنائس.

 

وعلى صعيد آخر، تكثف قوات الأمن تواجدها بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية لأنها أكبر الكنائس التي تستقبل زوار خلال فترة الأعياد، حيث قامت بالتنسيق مع قوات الأمن للاستعداد وتكثيف من تواجده من أحد الشعانين وحتى انتهاء احتفالات عيد القيامة، وشم النسيم.

 

وبدأت الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، إقامة مصدات حديدية أمامها، وقامت بتركيب كاميرات للمراقبة، مع التشديد على المصلين على ضرورة إبراز صورة الرقم القومي.

 

كما نسقت الكاتدرائية مع الشرطة النسائية، والتي بدأت عملها منذ أحد الشعانين ومن خلال تواجدها أمام البوابة الرئيسية للكاتدرائية المرقسية بالعباسية؛ في إطار خطة تأمين احتفالات عيد القيامة المجيد.

 

* الكنيسة تمنح العاملين بالكاتدرائية إجازة أسبوع احتفالا بفترة الأعياد

 

بدأت الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، الاستعداد لعيد القيامة المجيد، فمنح البابا تواضروس الثاني، إجازة عيد القيامة المجيد والتي تبدأ منذ جمعة ختام الصوم وحتى 5 مايو المقبل، للعاملين بالكاتدرائية من هيئة الأوقاف والمعاهد الدينية والكلية الإكليريكية، ومعهد الرعاية والدراسات القبطية، وذلك حتى يتمكن الأقباط من الاحتفال بالعيد حتى عيد الغطاس المقرر حلوله في 19 من نفس الشهر.

 

وبدأ معهد الدراسات القبطية، التابع للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، منح الطلاب، إجازته لأسبوع الآلام وعيد القيامة المجيد، وتم تطبيق القرار على المؤسسات داخل الكاتدرائية مثل الكلية الإكليركية ومعهد الدراسات القبطية ومعهد الرعاية وغيرهم.

 

المناسبة

 

برسوم ميلاد، مُدرس علم اللاهوت الطقسي بمدارس الشمامسة، قال للدستور، إن قراءات وطقوس الكنيسة في ذلك اليوم تتجه بشكل مُهدف لإحياء ذكرى دخول السيد المسيح إلى مدينة أورشليم والتي كانت تكتظ حينها باليهود ورؤساء الطائفة اليهودية، والتي كانت تحتضن بداخلها الهيكل وهو المكان الأرقى دينيًا لليهود والذي يُني على يد سُليمان الحكيم نبي الله وملك إسرائيل ونجل داوود العظيم- بحسب ما هو مُثبت بين صفحات الكتاب المُقدس بعهديه القديم والجديد.

 

أكد "ميلاد" لـ"الدستور" أن إحياء تلك المناسبة يبدأ منذ الساعات الأولى من الصباح، حيث تقوم الكنيسة بعمل ما يُسمى بدورة الشعانين، على نفس النهج الذي قام به اتباع المسيح، ليدور القساوسة والشمامسة داخل الكنيسة مع عقارب الساعة، مرتلين الألحان ذات النغمات المختلفة نهائيا عن أي مناسبة في الكنيسة وهي النغمة الشعانيني، وأثناء ذلك يقوم أحد الشمامسة ذوي الصوت الرخيم بتلاوة قصة دخول المسيح إلى أورشليم بنغمة مُلحنة.

 

وعقب انتهاء تلك الدورة، تبدأ الكنيسة في إتمام طقوس القداس الإلهي بشكل طبيعي جدًا، وليُختتم بإتمام طقس الجُناز العام والذي يُصلى على المسيحيين جميعا، حرصا من الكنيسة على الانشغال خلال أسبوع الآلام بالصلاة فقط مع إعلانها عدم الصلاة على الراحلين في تلك الأيام.

 

التسمية

 

كيرستوفر فريد، الدارس بمعهد الدراسات القبطية والباحث الكنسي، يوضح لـ"الدستور" أن تسمية تلك المناسبة بمسمياتها الثلاث لم يأتي من فراغ، بل أن الأقباط أطلقوا على الأحد السابع من الصوم الكبير أحد السعف أو أحد الخوص بسبب أغصان السعف أو الخوص أو الزستون وأفرع النخيل التي يستخدمها الأقباط خلال دورة الشعانين والتي جاءت على غرار ما حدث مع السيد المسيح فعليا أثناء دخوله إلى أورشليم- وهو ما مُثبت تاريخيًا عبر بشائر متى ولوقا اللذان عاصرا الحدث ودوناه.

 

وأشار "فريد" إلى أن اليهود استقبلوا النخيل تحديدًا في استقبالهم للمسيح دليل على طول عهده والخير الذي سيملئ عهده، فسعف النخيل من جهة التقليد اليهودي يرمز الى طول العهد وامتلاءه بالخير.

 

وأوضح أن التسمية الأكثر دقة وهي المُعممة على مستوى العالم هي "أحد الشعانين"، حيث إنه وبالعبرية كلمة شعانين تعني المُخلصين، وهي تأتي من الكلمة العبرية هوشعنا، والتي تعني خلصنا.

 

وبحسب "فريد"؛ المُخلصون نوعان كل نوع تم تصنيفه بحسب رؤيته للسيد المسيح، فهناك من استقبلوه كمخلص من الاثام والشرور وهم المسيحيون الحاليون، بينما هناك من كان يصرخ أمامه معتقدا بأنه قائد حربي جاء ليخلصهم من الرومان سياسيًا وعسكريًا، ويمثل ذلك النوع اليهود الذين لا يزالون في انتظار المسيح الذي يساعدهم في غزو الأرض سياسيا وعسكريا.

 

الجناز العام

 

قال المرتل حربي منير، مرتل كنيسة القديس العظيم الأنبا أنطونيوس للأقباط الأرثوذكس، ومدير مدرسة الشمامسة الخاصة بها، إنه على الرغم من أن الكنيسة قامت بإتمام طقس صلاة الجناز العام الذي يعقب أحد الشعانين مباشرة، وفقًا للطقس السنوي في عدة سنوات مسبقات، إلا أن الكنيسة حاليا وتحديدًا منذ 2013 تُتمم الطقس وفقًا للطقس الجنائزي.

 

وأشار "منير" في تصريحات خاصة لـ"الدستور" إلى ان الكنيسة تحرص كل الحرص على أن يشارك كافة التابعين لها في صلاة الجناز وأن يطولهم الماء المصلي عليه وإلا يخرج أحدهم دون أن يُرش بذلك الماء، وذلك بسبب انشغال الكنيسة بشكل كلي بآلام السيد المسيح، ومعايشة المؤمنين بتلك الآلام.

 

وبفرضية رحيل أحد في أسبوع الآلام فلن يكون ألم ذويه على رحيله أعمق من آلامهم على صلب المسيح، وبناء على ذلك فيشارك جثمان المتوفي إحدى صلوات البصخة المقدسة ويُرش الجثمان بالماء المصلي عليه في الجناز العام في أحد الشعانين ويدفن ولا تصلي عليه صلاة الجنازة.

 

الفلكلور

 

يبدأ الاحتفال بأحد الشعانين من ليلته، ويقول عم معوض بقطر، أحد بائعي السعف بشبرا مصر، أن مهنة بيع السعف وجدله، هي مهنة أرزقية، حاول الكثير دخولها إلا أنهم فشلوا، لأن حديث الصنعة يستهلك وقتا كبيرا في قطع السعف من النخيل ووقتا أطول في جدله وتضفيره وصنعة يده ليست احترافية.

 

وأشار "بقطر" في تصريحات خاصة لـ"الدستور" إلى أنه تعلم المهنة على يد والده، ويسميها "صنعة" ويقول عن نفسه إنه صنايعي سعف أو خوَّاص، ويقوم منذ نصف الصوم بتحديد النخيل الذي سيتسلقه لقطع وريقاته، ويختار ذلك بناء على النخيل ذو الأفرع الكثسفة والأسهل في الصعود والأقل في الشوك.

 

ويبدأ في قطع الفروع يوم جمعة ختام الصوم، ويرشها بالماء ويبدأ يوم السبت صباحًا في تضفير وجدل السعف وعمل منه أشكال متنوعة مثل الصبان والأسوار والخواتم والنظارات التي يتهافت على شرائها الأطفال والكبار لحضور قداس "أحد السعف أو أحد الشعانين وهم يرتدوها"، كما يقوم صنع زينة الكنيسة من السعف لبيعها للكنائس.

 

وعن الأسعار، قال عم معوض إن السعف قديما كان بقروش ثم أصبح بربع جنيه ثم بجنيه فجنيهات حتى وصلت الآن السعفة إلى 10 جنيهات، وأحيانا عشرين جنيها إذا كانت كبيرة ومضفرة بشكل احترافي، ويعطى معها نضارة أو خاتم كهدية.

 

مشاركة الكاثوليكية والإنجيلية

 

تُزين الكنائس بدءًا من أول عمود إلى آخر عمود بها والحوائط والأسقف والأيقونات بالسعف، وفي الكنيسة القبطية الأرثوذكسية يقوم الكهنة "القساوسة والقمامصة" بتبديل الصلبان الخشبية والعاج التي يحملونها بأيديهم، بصلبان أخرى مصنوعة خصياصًا لهم من سعف النخيل، بينما تُحيى الكنيسة الكاثوليكية ذكرى"أحد السعف أو أحد الشعانين"، بشكل تمثيلي للحدث، حيث يركب أحد القساوسة "حجشًا" ليدور في محيط فناء الكنيسة ويرفع الشعب السعف عاليًا وهم يرددون الألحان الكنسية، كمثال ما حدث مع السيد المسيح، مما يطبع في ذهن الشعب صورة طبق الأصل مما حدثت قديمًا.

 

بينما تقوم الكنيسة الإنجيلية بعمل اجتماع مساء يوم أحد الشعانين للاحتفال بطريقتها الخاصة والمغايرة للكنيستين الكلاسيكيتين الأرثوذكسية والكاثوليكية، حيث تكتفي الكنيسة الإنجيلية فقط بالتراتيل والعظات.

 

وتتبادل الطوائف المسيحية بمصر التهنئة بعيد القيامة قبل أسبوع الآلام، حيث أعلن "يوسف إدوار" مدير مكتب الإعلام لرئاسة الطائفة الإنجيلية، أن الدكتور القس أندريه زكي سوف يقوم بعدة زيارات لرؤساء الكنائس الأخرى وهم الأرثوذكسية ممثلة في البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية وبطريرك الكاثوليك الأنبا إبراهيم إسحق قبل أحد الشعانين للتهنئة بعيد القيامة المجيد.

 

واشار "إدوار" في تصريحات خاصة لـ"الدستور" إلى أن الكنائس المصرية تبدأ احتفالاتها بعيد القيامة وأحد الشعانين على مدار أسبوع كامل.

اترك تعليقا
تعليقات
Comments not found for this news.