
تسعى جماعة الإخوان "الإرهابية" منذ سقوطها في الثلاثين من يونيو عام 2013 إلى نشر أفكار مختلفة بعيدة كل البعد عن "السلمية" أطلقت عليها "الحراك الثوري"، وهو ما جاء على لسان قياداتها في أحاديث مختلفة أبرزها ما ذكره مجدي شلش، القيادي بالجماعة، الرفيق الشخصي لمحمد كمال، قائد اللجان النوعية- من أن "الحراك الثوري" أصبح داخل عقول 80% من شباب الجماعة بمحافظات مصر المختلفة.
وتكشف العمليات الإرهابية التي تنفذها اللجان النوعية، والتحريض المستمر على المنابر الإعلامية للجماعة والتي تبث من قطر وتركيا وبريطانيا، الفكر السائد لدى أعضائها الآن، في الوقت الذي لم يتبرأ فيه "الحرس القديم" والقيادات التاريخية وعلى رأسهم محمود عزت، القائم بأعمال المرشد، ومحمود حسين وإبراهيم منير، نوابه، من تلك الأعمال صراحةً، وأكتفوا بالرد "كل يختار طريقه"- في إشارة إلى مسعى شباب الجماعة، وهو ما جاء على لسان إبراهيم منير، نائب مرشد الإخوان.
"الإخوان في الشارع أشربوا المعنى الثوري، ولا يمكن أن يتراجعوا عنه، ودعوة المرشد العام محمد بديع - سلميتنا أقوى من الرصاص- أصبحت بلا جدوى الآن، لأن كل مرحلة لها أدواتها".. تلك التصريحات أطلقها مجدي شلش، عضو اللجنة الإدارية العليا بالإخوان في 8 أكتوبر 2016 على إحدى قنوات الجماعة التي تبث من تركيا، بعد مقتل محمد كمال بيومين.
كانت تصريحات "شلش" بمثابة إعلان صريح بأن الجماعة انتهجت طريق العنف، ولا رجعة فيه، وهو بمثابة إعادة تأسيس الجناح الخاص المسلح الذي أسسه حسن البنا في أربعينيات القرن الماضى مرة أخرى تحت اسم "الحراك الثوري" داخل مصر لإسقاط الدولة، وإعادة ما وصفوه بـ"الشرعية" عبر السلاح.
هو ما دفع محيي عيسى، القيادي التاريخي بالجماعة للخروج والتعليق على حديث "شلش"- حينئذ- بأن ما قاله يمثل فكرًا أقرب إلى فكر الجماعة الإسلامية قبل المراجعات، منتقدًا خروجه وحديثه عن تلك الأسرار بقوله: "كان أحرى به ألا يتحدث بمثل هذا الكلام على وسائل الإعلام، كلامه سيعطى الدولة وسائل لتبرير افعالها، فقد اتضح أن خلافات الجماعة ليست تنظيمية بل خلافات فكرية عميقة في أصول فكر الإخوان".
القيادي الإخواني، قال: إن فكر ونهج الجماعة بدأ يتغير منذ فض رابعة، حيث بدأ الاتجاه لتشكيل مجموعات جديدة تقودها بعيدًا عن العمل الإصلاحي ليتحول إلى المسلح الذي وصفه بـ"العمل الثوري" داخل الدولة، وكان ذلك بتحركات "كمال" عندما سعى لتجميع شباب وقيادات "الإرهابية"، ممن رفضوا النظام المصري ليقودوا تحركات جديدة ضده.
مسألة السلمية كانت مرفوضة رفضًا تامًا لدى شباب وقيادات الإخوان، في أغلب المحافظات والشعب - كما يقول "شلش" - وهو ما فعله محمد كمال، للبدء في جناحه الخاص والذي اعتبر شعاره "الإرباك والإنهاك والإفشال"، للدولة هو الحل لإسقاط النظام.
كما اعترف حينها بأنهم شكلوا بعد أحداث فض اعتصامي "رابعة العدوية والنهضة"، "هيئة شرعية" لتنظيم عملهم أطلقت عدة الفاظ كان منها "البغاة والطغاة"، على كل من يخالفهم، ووضعوهم في خانة "من يحاربون الله ورسوله"، وأن ذلك التأصيل جمعوه في 100 صفحة كاملة، ليكون منهجًا للعنف عند شباب الجماعة، حيث ظلوا يكتبونها لمدة 6 أشهر كاملة.
وتبرز العمليات الإرهابية التي تقوم بها اللجان النوعية للإخوان، عن تأسيس تنظيم بالمحافظات المختلفة من فرق صغيرة، كل فرقة من 3 أو 4 أشخاص يخططون لاستهداف مصالح الدولة، بحسب ما اعترفت به قيادات الإخوان في كتابهم "فقه العمل المقارن"، و"المقاومة الشعبية".
كما أعلنت اللجان عن تشكيل ما يعرف بـ"فرقة التفجيرات المركزية" المسؤولة عن التخطيط للعمليات الإرهابية. مطلقة التهديدات المختلفة على الدولة والتي كان آخرها استهداف مركز تدريب الأمن المركزي بمدينة طنطا، وتبناه ما يعرف بحركة "لواء الثورة".