سمى الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، أمس الخميس، روبرت ف. كينيدي جونيور، لوزارة الصحة والخدمات الإنسانية، تحت ولايته المقرر أن تبدأ يناير المقبل وتستمر 4 سنوات.
روبرت كينيدي، هو ابن عم الرئيس السابق للولايات المتحدة جون كينيدي (1961-1963)، بحسب إعلان ترامب سيكون مسئولًا عن الوزارة ذات المهام الكبيرة، وتختص بتنظيم الرعاية الصحية، بما فيها التأمين الصحي، والرقابة على الأدوية والمستلزمات الطبية، وتنظيم الغذاء، فضلًا عن مكافحة الأمراض المعدية.
وأثار خبر تعيين كينيدي الجدل، خصوصًا أنه ناشط بيئي ومناهض للقاحات، إذ انتقد سابقًا برنامج التطعيمات للأطفال الموصى به من قبل مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)، وزعم ارتباط اللقاحات بالتوحد، وقال إنه لم تجرِ أبحاث كافية حول سلامة اللقاحات التي يتلقاها ملايين الأمريكيين، حسب "واشنطن بوست" الأمريكية.
وفي منشور له على منصة "إكس"، قال الرئيس الجمهوري المنتخب دونالد ترامب، إن حماية صحة الأمريكيين ستكون أولوية رئيسية لإدارته، وأن وزارة الصحة، التي أسندها إلى كينيدي، ستلعب دورًا رئيسيًا في حمايتهم من المواد الكيميائية الضارة والمنتجات الملوثة، التي أسهمت في تفشي الأمراض في البلاد.
اختيار كينيدي أثار حفيظة خبراء وسياسيين، خصوصًا المحسوبين على الجانب الديمقراطي، إذ أبدت ماندي كوهين، مديرة مراكز السيطرة على الأمراض، قلقًا من تعيين شخص له آراء مناهضة للقاحات في هذا المنصب الحيوي، وقالت: "لا أريد أن نعود للوراء، حيث يعاني الأطفال والبالغون بسبب اللقاحات".
كما انتقد الديمقراطيون في مجلس الشيوخ هذا القرار، إذ وصفته السيناتور باتي موراي، بأنه "مؤامرة"، بينما أدان السناتور رون وايدن "آراءه كينيدي الغريبة" حول الحقائق العلمية.
الجهة المقابلة.. ترحيب باختيار كينيدي لملف الصحة
في الجهة المقابلة، رحبت بعض الأوساط السياسية باختيار كينيدي، بما في ذلك حاكم ولاية كولورادو، جاريد بوليس، الذي عبر عن حماسه تجاه تعهدات كينيدي بمكافحة المواد الكيميائية في الغذاء الأمريكي ورفع الشفافية في صناعة الأدوية.
وعلى الرغم من عدم وجود خبرة كبيرة لدى كينيدي في مناصب حكومية بارزة، فإنه حصل على دعم ترامب وبعض الجمهوريين بسبب دعمه القوي لقضايا صحية، مثل محاربة المواد السامة في الغذاء، بالإضافة إلى كفاءته في جمع التبرعات وتنظيم الفعاليات التي جذبت الكثير من الناخبين، قبل إعلان ترشحه من الانتخابات الرئاسية الأخيرة، والانضمام إلى داعمي ترامب.
وسيواجه كينيدي تحديات كبيرة في الحصول على تأييده للمنصب في مجلس الشيوخ، فمن المتوقع أن يواجه معارضة شديدة في اللجنة المالية، خصوصًا بالنظر إلى تصريحاته المثيرة للجدل بشأن اللقاحات والأدوية.
حال تمرير اسمه وتولي المسئولية، سيقود كينيدي وزارة تقدر ميزانيتها بنحو تريليوني دولار، وتختص بالإشراف على برامج التأمين الصحي مثل "الرعاية الطبية" و"الرعاية الميسرة"، كما تدير استجابة الحكومة للكوارث والأوبئة، وأكثر ما سيواجهه في مهامه، هو مواقفه تجاه الأعمال التجارية في مجال الصحة، وبين سعيه للتصدي لصناعة الأدوية والمواد الغذائية.