دخلت المرحلة الثانية من انتخابات مجلس النواب، مع اقتراب فترة الصمت الانتخابى، تمهيداً للتصويت فى 13 محافظة، مرحلة الدعاية والدعاية المضادة بين المرشحين بعضهم البعض، فى سبيل الوصول إلى الناخبين، وإقناعهم بالتصويت لصالحهم، أو التنفير من المنافسين لهم، ووصلت المعركة إلى تبادل الاتهامات، وتقطيع اللافتات، واستخدام الشائعات، وفى المقابل، لجأ بعض المرشحين إلى حيل دعائية جديدة، بتحويل رموزهم الانتخابية إلى مجسمات تجوب الدوائر، لترسيخها فى أذهان الناخبين، وإبهار المواطنين.

رموز المرشحين تتحول إلى مجسمات تجوب الدوائر

ففى محافظة الدقهلية، صنع المرشح محمود محمد كامل، مرشح بدائرة السنبلاوين، هيكلاً لمدفع «يشبه الحقيقى» يجره أنصاره بتروسيكل فى مسيراته الانتخابية، ويطوف به قرى وعزب الدائرة، حتى يتعرف أهالى الدائرة على رمزه الانتخابى، فيما وضع المرشح محمد هبالة، عن دائرة طلخا ونبروه، مجسماً لجرار زراعى أمام مقره الانتخابى، فضلاً عن اصطحاب الجرارات فى جولاته الانتخابية.

ودعت حملات المرشحين إلى تكثيف حملات الدعاية والمسيرات خلال يومى الخميس والجمعة، فى قرى ومدن المحافظة، قبل موعد الصمت الانتخابى، كما كثفوا اللقاءات العائلية والزيارات على مدار الساعة، تصاحبهم السيارات التى تحمل مكبرات الصوت وتذيع الأغانى الوطنية أو الأغانى التى أنتجها المرشحون لأنفسهم وتحمل أسماءهم والرموز الانتخابية.

وفى القليوبية مع قرب التصويت يومَى 7 و8 نوفمبر المقبل، تصاعدت حرب الشائعات وتكسير العظام بين 223 مرشحاً يتنافسون على 16 مقعداً فردياً على مستوى 6 دوائر انتخابية و14 مقعداً للقوائم يتنافس عليها القائمتان «الوطنية من أجل مصر» وتحالف المستقلين، ضمن قطاع القاهرة ووسط وجنوب الدلتا.

حملات المرشحين تدعو أنصارها إلى تكثيف المسيرات الدعائية قبل "الصمت"

وتزايدت حرب الشائعات فى الدوائر الانتخابية، واتخذت أكثر من شكل، تحت ستار الدعاية الانتخابية، واستطلاعات الرأى، وترويج الأخبار الزائفة بالتنازل والانسحاب من الانتخابات، أو الإعلان عن استبعاد المرشحين فى توقيت حرج، وصولاً إلى ترويج الاتهامات بالمخالفات المالية والإدارية لبعض المسئولين المرشحين.

وفى بنها وكفر شكر، أصبحت الشائعات هى الأبرز فى المشهد الانتخابى، حيث جرى إعلان تنازل المرشح عربى فؤاد، مرشح «مستقبل وطن»، وهى الشائعة التى «رجت» الدائرة باعتباره أحد المنافسين الأقوياء، ولم تأخذ الشائعة مسارها المطلوب، لأن فترة التنازلات انتهت، ولا يحق التنازل بعدها، لتتحول إلى منحى آخر هو انسحابه من ائتلاف الأحزاب الذى يضم «الشعب الجمهورى ومستقبل وطن» بالدائرة، وهو ما نفاه المرشح، وتكرر الأمر مع المرشح جمال حجاج الذى تلاحقه شائعات التحقيق معه فى مخالفات إدارية، وهو ما لم تثبت صحته.

وفى المنوفية، واصل أيمن يوسف عبدالله، المرشح المستقل لمجلس النواب عن دائرة شبين الكوم، دعايته الانتخابية، وآخرها لقاءات وجولات مع الشباب على المقاهى والكافيهات. ونشرت صفحته الرسمية على «فيس بوك» صوراً للمرشح أثناء مروره على عدد من المقاهى والكافيتريات لعمل الدعاية الانتخابية له، حيث أظهرت الصور تناول «الشيشة» على عدد منها.

ويعد تمثيل المرأة على المقاعد الفردية الأكبر فى تاريخ ترشح المرأة رغم قلّته مقارنة بعدد الرجال فى المنافسة، حيث بلغ عدد المرشحات فى الانتخابات منذ بدايتها نحو 300 مرشحة، يمثلن نحو 7.5% من إجمالى عدد المرشحين، وهو ما يجعل المرأة تنافس فى العديد من الدوائر الفردية.

ففى انتخابات المرحلة الثانية، بالدائرة رقم 18 ومقرها المعادى بمحافظة القاهرة، ضمت قائمة المرشحين الفرديين البالغ عددها 14 مرشحا، مرشحة هى الدكتورة منى حامد شكرى، التى تخوض الانتخابات مستقلة فى مواجهة 4 حزبيين و9 مستقلين جميعهم رجال، ويتنافسون على مقعد وحيد.

وفى حلوان حيث الدائرة رقم 19 التى تضم المعصرة والتبين وحلوان ومايو، ارتفع عدد المترشحات فضلاً عن ارتفاع عدد المقاعد المخصصة للدائرة والبالغ عددها 3 مقاعد، حيث بلغ عدد المترشحات فى الدائرة 10 مترشحات من أصل 56 مترشحاً، يخوض 8 منهم الانتخابات مستقلين، ومن بينهم النائبة السابقة عن الدائرة دينا عبدالعزيز.

وفى الدائرة الخامسة من دوائر محافظة المنوفية ومقرها مركز الباجور، حيث دائرة السياسى الراحل كمال الشاذلى، والتى يطلق عليها «دائرة السياسة»، وتعد من أقوى الدوائر الانتخابية من بين 6 دوائر فى محافظة المنوفية، وفيها يتنافس 22 مرشحاً على مقعد وحيد، بينهم سيدة واحدة، وهى المرشحة مشيرة همام، التى يعتقد الكثير من أبناء الدائرة أن تكون «الحصان الأسود» فى هذه المنافسة فى حال تأييد سيدات قرى الدائرة لها، خاصة فى ظل تكثيفها للمؤتمرات والجولات المنزلية.

وفى بورسعيد، نافست النساء التسع بشدة المرشحين الـ41 فى الدائرتين الأولى «الضواحى، والعرب، والشرق، وبورفؤاد» والثانية «الجنوب، والزهور، والمناخ، والغرب» ببورسعيد، من خلال مؤتمرات انتخابية محدودة وجولات فى الأسواق التجارية والأندية والشوارع للتعريف بأنفسهن وبرامجهن.