صلى نيافة الحبر الجليل أبينا الحبيب والمكرم الأنبا بولس “أسقف الرعاية والعمران” أسقف إيبارشية أوتاوا ومونتريال وشرق كندا، القداس الإلهي اليوم الأحد الموافق الأول من أكتوبر في كنيسة مار مينا في كينسجتون في أقليم أونتاريو St. Mena Coptic Orthodox Church, Kingston, Ontario، وقام بخدمة القداس الإلهي مع نيافته أبونا إبراهيم عازر، كاهن الكنيسة.
وقال أبونا الأسقف المحبوب وجزيل الاحترام الأنبا بولس “أسقف الرعاية والعمران” في عظته بعد قراءة الإنجيل المقدس اليوم، أول مرة الإنجيل يوصف إنسانا بأنه قصيرا، على زكا العشار، والوصف هنا كما يحدث الإنجيل حول كيف كان يرى هذا الإنسان يسوع المسيح؟ وكما قال معلمنا يوحنا ذهبي الفم أن الارتباط بالأرضيات يجعلنا لا نرى الله، وكل واحد فينا يحب أن يتحدث ويقابل السيد المسيح، ويجب أن يكون هناك قرار أنني أريد أن أراك يا رب، وأن اتخذ قرارا عمليا لأعيش معك، كما قال معلمنا بطرس في الكاثوليكون “أننا يجب أن نكون قديسين” “كونوا قديسين” في كل سيرة ونشاط. نعم نحن ولدنا وعشنا على هذه الأرض، ولكنها ليس المحطة الأخيرة لنا، فهي مجرد محطة لنا لنعيش الحياة الأبدية والعشرة مع الله، فمن يهتم بالمال والنفوذ والسلطة وبقية الأرضيات، فهو إنسان “قصير” ليس في عشرة مع الله. عندما يأتي يسوع المسيح، نظر إلي زكا وقال له انزل وامكث في بيتك، للدلالة على المعرفة، لأن الله يعرفنا، ونحن “غاليين جدا عند الله”، لأننا حتي لو كنا قصرين “نهتم بالأرضيات”، الله يدعو نفسه عندنا، لكي نعيش حياة العشرة والصلة مع الله.
أضاف وقال أبونا الأسقف المحبوب وجزيل الاحترام الأنبا بولس “أسقف الرعاية والعمران”: زكا العشار، كان جامعا للضرائب، وهو شخص مكروه جدا عن اليهود، لكن السيد المسيح أحب زكا، ودعا نفسه في بيته، والسيد المسيح يحبنا جميعا، ويريدنا أن نبقي في منزله، وأن ندعوه، هذا المنزل الذي يكون فيه المسيح يسوع، وربنا يجعل بيوتنا بيوت صلاة وبيوت طهارة، لكي نستحق أن ندعو السيد المسيح فيها، حتى يحدث فيها تغير كامل بصورة إيجابية، حيث المحبة الباذلة، وعندما ذهب المسيح لبيت زكا، قال له زكا أنه وزع الكثير من الأموال على الفقراء والمحتاجين، رغم أنه يحب المال هذا العشار جامع الضرائب، لكن دعوة وزيارة المسيح يسوع أحدث تغيير كلي إيجابي عند زكا، حيث حل محبة السيد المسيح في قلب زكا بدلا من محبة المال التي هي أصل كل الشهور، والدعوة أن نقبل السيد المسيح وأن نمكث في منازلنا لاستقبال السيد المسيح. ومعلمنا بولس الرسول يقول إننا مع السيد المسيح تحررنا من العبودية وأصبحنا نتمتع بالحكمة، بفضل نعمة الروح القدس والشهادة للمسيح يسوع، بحيث نكون دائما شهداء للمسيح يسوع في حياتنا وعملنا وبيوتنا ومع أصدقائنا والجميع، وعندما يدخل المسيح يسوع يغير كل شيء، فكرنا ونمط حياتنا، واليوم دعوة السيد المسيح لكي يأتي إلي بيوتنا ويدعو نفسه، ولا تنسوا يا أحبائي أن نكون شهداء للسيد المسيح في حياتنا، ويقول المزمور “حي هو الله الرب مبارك الهي، يتعالى إلي خلاصي من أجل هذا اعترف لك يا رب في الأمم وارتل لاسمك”.