بهدوء..قداسة البابا تواضروس الثاني...وأَوْرَاق مُبَعْثَرَةٌ!
16.08.2020 12:25
Articles مقالات
د. ماجد عزت اسرائيل
بهدوء..قداسة البابا تواضروس الثاني...وأَوْرَاق مُبَعْثَرَةٌ!
حجم الخط
د. ماجد عزت اسرائيل

 في حياتنا التي نعيشها على الأرض الطيبة أُلوف الناس،منهم ناس قريبين منا وآخرون وبعيدين، يمرّون دون أن يتركوا أثراً كما تمرّ الرّياح على أوراق

شجر، أو على رمال صحراء. ولكن عبر تاريخ الكنيسة القبطية وسلسلة البطاركة؛ نادراً أن تجد بطريركاً لم يترك بصمة في تاريخ كنيستنا العريقة.

فعرف عن المتنيح صاحب القداسة البابا كيرلس الرابع البطريرك رقم ١١٠( ١٨٥٤- ١٨٦١) أبو الإصلاح للنهضة العلمية والروحانية التي شهدتها الكنيسة في عصره،أما صاحب القداسة البابا كيرلس السادس البطريرك رقم ١١٦(١٩٥٩-١٩٧١) بأنه رجل الصلاة، أما المتنيح صاحب القداسة البابا شنودة الثالث البطريرك رقم ١١٧(١٩٧١–٢٠١٢) فعرف بمعلم الأجيال وبابا العرب وصاحب كاريزما متميزة على مستوي العالم. أما صاحب القداسة البابا تواضروس الثاني البطريرك رقم ١١٨– منذ نوفمبر ٢٠١٢ وحتى كتابة هذه السطور. أطال الله عمره سنين عدة وأزمنة سالمية – فسوف يقف التاريخ كثيراً أمام أوائل فترة حبريته ليقلب الأوراق المبعثرة من أجل إعادة قراءتها لإنصاف قداسته.سواء فيما يخص تاريخ مصر الحديث والمعاصر،أو تاريخ الكنيسة القبطية،أو تاريخ البطاركة السابقون لحبريته.

بالحق نقول:صاحب القداسة البابا تواضروس الثاني شّخص مُتواضعاً ولكنه عميق الأثر،هل هناك ما هو أكثر رُعباً في حياةِ إنسان كان يُخبّئ الحب في جيبه كسلاحٍ أخير للدّفاعِ عن نفسه؟. وفي السطور التالية بهدوء....تناقش الأَوْرَاق مُبَعْثَرَة التي تخص بابا الكنيسة القبطيةٌ!.

التَّهَكُّم والسُّخْريَة

 التَّهَكُّم والسُّخْريَة من الأمور المقيتة والتي بكل أسف أصبحت متداولة بين عامة الناس وانتشر هشيمها أيضا عبر التقنية وتحديدا من خلال أجهزة الاتصال المتطورة، مثل الفيس بوك والواتس آب وتويتر وللأسف الشديد تسللت إلى داخل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية لدرجة وصلت إلى أن قس يدعي "بيشوى ملاك صادق" كاهن كنيسة السيدة العذراء المصرية بنيو جيرسى في ديسمبر عام  ٢٠١٦  يتهكم ويتطاول على البابا تواضروس الثاني عبر موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك»حيث نشر مقاله بعنوان« مرحبا قداسة الماما المعظم »،الذى انتقد خلاله البابا بألفاظ مُهينة واستقباله لرئيسة الكنيسة اللوثرية في المقر البابوى بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية مؤخراً.

وبالأمس القريب كتبت السيدة "مريم راجى"على صفحتها عبر الفيس بوك بعنوان "ردى المُوّثَق على صديقة الأنبا تواضروس الثانى"حيث انتقدت قصته القصيرة "صديقتي" فكتبت قائلاً:" عندما قرأتها تبادر لذهنى على الفور "الحلزونا يا أما الحلزونا" وشخصية "مرجان أحمد مرجان" الذى كان يتوهم أنه يستطيع عمل أى شئ وشراء أى شخص بنفوذه وماله. وقداسة البابا تواضروس تعامل مع قضية التهكم والسخرية منه بمحبة كبيرة مثلماً يتحمل الآباء أخطاء الأنباء. 

ربما اعتقد أن التهكم والسخرية سواء من قداسة البابا تواضروس الثاني  أو من آخرون من أهم الأوراق المبعثرة التي تسللت إلى أَرْكَانٌ الكنيسة القبطية. ويجب على قداسته علاجها من جذورها. لأن الرياح هي التي تسهم في تحريك الأشجار وبالتالي تسقط أوراق الشجر أو ربما هناك من يقوم بتحريك الأشجار ليسقط أوراقها ليعريها ويجعلها تواجهه الرياح بمفردها ومن هنا تسقط على الأرض ومع عوامل الطبيعة وأحداث الزمان تتعرض للإندثار- أبدأ " أَبْوَابُ الْجَحِيمِ لَنْ تَقْوَى عَلَيْهَا."(مت 16: 18).  نريد هنا أن نرصد أن وراء السخرية والتهكم من قداسته والتشجيع على هذا الموضوع بعض الأساقفة.فسؤالي هنا هل يوجد مانَعَ من صدور قرار بعودة هؤلاء الأساقفة إلى أديرتهم؟ أو صدور قرار بشلح كاهن من كنيسته لتهكمه على بطريرك الكنيسة؟  وهل يوجد مانَعَ أن تتحدث الكنيسة وتعلم أبنائها عن مكانة وقيمة بطريرك الكنيسة القبطية؟. هنا نؤكد أن التعليم والتربية والسلوكيات والقيم المسيحية العريقة،وتنفيذ القوانين والطقوس الكنسية واللوائح  من أهم مسؤوليات وأوراق قداسة البابا تواضوس الثاني. 

السُلوكيّات المشينة

من الأوراق المبعثرة التي تواجهه قداسة البابا تواضروس الثاني السُلوكيّات المشينة(التحرش أي كان نوعه) لبعض الآباء الرهبان أو الكهنة. هنا نريد أن نرصد حالة من أعمال الرهبان المشينة حيث قتل رئيس دير أنبا مقار الأنبا إبيفانيفوس داخل ديره في(٢٩يوليو٢٠١٨م).وتم اِتِّهام الراهب أشعياء المقاري وفلتاؤوس المقاري، وبعد تدوال القضية عبر المحاكم المصرية أصدرت المحكمة الأبتدائية حكما في أبريل ٢٠١٩ بالإعدام شنقا على الراهبين، إلا أن الطعن الذي قدم لمحكمة النقض حكم  في أول يوليو ٢٠٢٠ على المشلوح من الرهبنة "أشعياء المقاري" بالإعدام بينما ألغت المحكمة حكم المتهم الثاني واستبدالته بالسجن مدى الحياة. هذه الجريمة المشينة تعد وصمة عار في تاريخ الحياة الديرية. 

 هل تستطيع لجنة الرهبنة في المجمع المقدس إعادة المسار للحياة الرهبانية؟ وهل من الممكن إعادة فرز الرهبان وطالبي الرهبة؟ أما نترك أمر الرهبنة بيد بعض الأساقفة،والتوصيات،وعلى رأي المثل الشعبي"شيلني وأشيلك" موضوع المصالح المشتركة ما بين بعض الأساقفة ورؤساء الأديرة. نريد هنا أن نؤكد على ضرورة استمرارية الحياة الرهبانية من حيث تقاليدها وطقوسها وقوانينها وهي التي نقلها العالم عن الرهبان الأقباط وكتبنا عنها في موسوعة نبع مريم(٢٠١٨).  وبمناسبة دير أنبا مقار لي سؤال لصاحب القداسة البابا تواضروس الثاني متى يتم سيامة أسقف لدير أنبا مقار بوادي النطرون بديلاً للشهيد الأنبا إبيفانيفوس ؟.

أما الحالة الثانية التي نريد أن نرصدها نوع آخر من التحرش،وهو تحرش بعض الآباء الكهنة جنسياً بأولاد الكنيسة حيث أصدرت أَبْرَشِيَّة المنيا وأبوقرقاص(١٨ يوليو ٢٠٢٠) قراراُ بتجريد القمص "رويس عزيز خليل" كاهن كنيسة مارجرجس من الكهنوت،وإعادته إلى اسمه العلماني "يوسف عزيز خليل" بناء على التحقيقات التي أجراها المجلس الإكليريكي الفرعي بالمنيا في واقعة تحرش جنسي بطفلة تدعي "سالي زخاري". ومن خلال التحقيقات لم تكن هذه المرة الأولى أو الأخيرة لهذا الكاهن المشين. وهنا نؤكد أن الفضل الأول والأخير في تجريد هذا الكاهن المشين يرجع لقداسة البابا تواذروس الثاني الذي أصدر القرار بعد تلكوء الأبرشية في أخذ هذا القرار بدليل أن الأبرشية أصدرت قرار في(١٤ يوليو ٢٠٢٠) بوقف الكاهن دون تجريده. وبعدها أصدر قداسته القرار في(١٨ يوليو ٢٠٢٠)  . قداسة البابا تواضروس الثاني لم يتستر على أحد يدير الدار البطريركية بنوع من الشفافية. ولكن السؤال الآن هل هذا الكاهن الوحيد في الكنيسة المشين أو المتحرش الأخير؟ أم هناك آخرون لا نعرف عنهم شىء أو بمعنى آخر خلف الستائر الحمراء ؟ ربما تكشف الأيام القادمة عن آخرون...أو نتمنى لهم أَن يَتوبوا عن أعمالهم المشينة، قبل أن ينفضح أمرهم. أكيد ملف التحرش أي كان نوعه داخل مؤسسات الكنيسة القبطية من الأوراق المبعثرة التي تحتاج لحكمة وتَعَاوُنُ من كُلّ الآباء الكهنةِ  والأساقفة وتَضَافُرُ الجُهُودِ لِتَحْقِيقِ نتائج إِيجابيّة في هذا الملف المشين. للحديث بقية. 

  وأخيراً بصلوات كل السيدة العذراء والقدسين والشهداء وصاحب القداسة البابا تواضروس الثاني  نتمنى السلام والهدوء والمحبة لبلادنا الغالية مصر ولكنيستنا القبطية العريقة وللعالم أجمع.

اترك تعليقا
تعليقات
Comments not found for this news.