يستضيف برنامج رؤية لبكرة على الهواء مباشرة من قناة أغابي القمص أبرام عبد الملك، كاهن بكنيسة السيدة العذراء والمالك ميخائيل القبطية، ببيرث أستراليا، لمناقشة تفاصل اكتشاف نهر مصر يوم الجمعة 29 مارس 2019 في تمام الساعة السابعة بتوقيت سيدني، 10 صباحًا بتوقيت القاهرة، و4 بعد الظهر بتوقيت بيرث -غرب أستراليا.
وكان قد أعلن القمص أبرام عن اكتشاف نهر بحجم نهر النيل يشق صحاري مصر في اجتماع علمي لمتخصصي علوم الجيولوجيا في بيرث يوم 28 فبراير 2019.
وفي حوار معه أجرته السيدة ياسمين سليمان، المسؤولة عن إصدار مجلة ونشرة المنارة الذهبية، ذكر أن هذا النهر يرجع إلى فترة الباليوسين أو الإليوسين، وقد تأثر بالحركات التكتونية والبركانية في فترة الألوليجوسين. وقد غير مساره جزئيا في فترة الميوسين وما يليها.
وقامت على ضفاف هذا النهر حضارة مصرية عظيمة، تم اكتشاف البعض منها، ولكنها للأسف لم توضع بعد على الخريطة السياحية لمصر.
وبسؤاله عما إذا كان هذا النهر هو نفس النهر الذي تكلم عنه الأستاذ الدكتور فاروق الباز، أجاب بالنفي، وأضاف إنه تتلمذ على يدي هذا العالم العمالقة، وعلى يدي المرحوم الدكتور رشدي سعيد، ولكن لم يذكر أي منهما أي شيء عن هذا النهر على حد علمه.
وقد أطلق القمص أبرام على هذا النهر اسم نهر مصر، نسبة إلى مصرايم مؤسس الحضارة المصرية القديمة، والتي سميت مصر على اسمه.
ومن المتوقع أن يزيد هذا النهر الرقعة الزراعية لمصر بمقدار قد يزيد عن 2 %من المساحة الكلية لمصر.
وعند سؤاله عن كيفية وصوله لهذا الاكتشاف، أجاب إنه من خلال دراسته للكتاب المقدس بروح التدقيق، ومحاولة فهم الجيولوجيا وتاريخ مصر القديم من خلال النموذج الكتابي، مع الإطلاع على العديد من الأبحاث العلمية في هذا المجال، سمح له هللا بالوصول لهذا الاكتشاف المهم.
ويأتي هذا الاكتشاف في توقيت حساس، حيث تحاول الحكومة المصرية برئاسة السيد عبد الفتاح السيسي، الذي يفتخر كل مصري شريف برئاسته لمصر، العمل على وجود حلول بديلة وعاجلة لنقص مياه الشرب والري، بسبب الزيادة المتسارعة للسكان، وهذا في ظل الأزمة السياسية الناتجة عن إقامة سد النهضة في إثيوبيا.
فبالإضافة إلى المساعي السياسية لاحتواء الأزمة، فكرت الحكومة المصرية، في عدة مشاريع لحل هذه المشكلة، منها استغلال المياه الجوفية وتحلية مياه البحر الأبيض، وإعادة تدوير مياه الصرف الزراعي والصحي المعالج، وتكثيف بخار الماء العالق بالهواء، واستخراج الماء من حرق القمامة، ومد قنوات من نهر الكونغو، وحفر قنوات مائية مشتركة لدول حوض النيل، والاستمطار مع محاولات لترشيد وتقنين الاستهلاك، وتقليل البخر، وتطبيق معادلة المياه الافتراضية للمحاصيل والصناعات المختلفة. ولكن لعل نهر مصر يكون هو الحل الإلهي لهذه المشكلة.
وقد عانت مصر من فترات جفاف عديدة، ذكر بعضها بالكتب المقدسة، مثل قصة إنقاذ يوسف الصديق لمصر من سبع سنوات جفاف بطريقة حكيمة جدًا، لدرجة إنه استحق أن يصير الرجل الثاني بمصر بعد فرعون. والحقيقة إنه لم ينقذ مصر فقط من المجاعة، بل أنقذ أيضًا دول الجوار، حتى أطلق عليه بالمصرية القديمة، لقب صفنات فعنيح، والتي تعني مخلص العالم "سفر التكوين 41 :45".
ويذكر كتاب السنكسار، وهو كتاب لتاريخ الكنيسة، عن الجفاف الذي ضرب البلاد في عصر الدولة الفاطمية، الشدة المستنصرية، ويذكر أيضًا معجزة فيضان النيل ببركة صلوات القداس الإلهي الذي أقامه البابا بطرس السابع الجاولي، على شاطئ النيل، وعقب انتهاء القداس صرف مياه غسل الأواني المقدسة في النيل، وألقى قربانة حمل على وجه النيل، ففاض في الحال. وكانت آخر فترة جفاف للنيل في العصر الحديث في ثمانينيات القرن الماضي. ومما يذكر أيضًا في هذا المجال إن المهندس الذي بنى مقياس النيل بالروضة، كان قبطيًا اسمه سعيد بن كاتب الفرغاني.
وقد شاركت الكنيسة القبطية، برئاسة قداسة البابا المعظم الأنبا تواضروس الثاني، بمجهودات ضخمة في الحوار مع إثيوبيا بشأن سد النهضة، والجدول الزمني المفترض لملء الخزانات الخاصة به.
وتأتي الكنيسة القبطية الآن أيضًا لتقدم حال قد يكون هو الفيصل في مشكلة المياه بمصر.
ومما يذكر إن القمص إبرام عبد الملك تخرج في كلية العلوم، قسم الجيولوجيا، بجامعة عين شمس عام 1982 ، وعمل بعض الدراسات العليا في نفس المجال، وعمل قبل نوال نعمة الكهنوت، في مجال البترول بمصر وأستراليا، وحاضر في بعض مراكز التدريب في كل من إنجلترا وهولندا. وهو حاصل أيضًا على البكالوريوس في العلوم اللاهوتية، وله أكثر من خمسين مؤلفا وبحثا في المجالات العلمية والروحية والأدبية.
وفي حوار أجرته معه السيدة جودي باري من قناة CYC الأسبوع الماضي عن ماذا يريد من هذا الاكتشاف، رد قائلاً إنه يقدمه هدية لمصر، بمناسبة الاحتفال بمرور خمسين سنة للكنيسة القبطية باستراليا ويضعه تحت أمرة المسئولين بالحكومة المصرية.