منذ بداية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في السابع من أكتوبر الماضي، تقود مصر جهودًا مضنية وشاقة من أجل إنهاء الحرب وإدخال المساعدات بشكل مستمر وآمن لكل سكان ومناطق القطاع، وكان آخرها مفاوضات القاهرة التي كادت أن تصل أمس إلى اتفاق نهائي بشأن إنهاء الحرب، ليعلن الاحتلال الإسرائيلي صباح اليوم أوامر لإخلاء منطقة شرق مدينة رفح تمهيدًا لعملية عسكرية في المدينة.
مصر تقود جهودًا مضنية لإنهاء حرب غزة
وقاد المفاوض المصري دورًا لا يمكن إنكاره، وجهودًا خارقة، بل كلل أو ملل منذ بداية العدوان وسط تعنت الطرفين، وخصوصًا بعد استهداف حركة حماس بالأمس لمنطقة قرب معبر كرم أبوسالم، ما أسفر عن مقتل ثلاثة جنود من الاحتلال، وإصابة آخرين، وهي المنطقة المهمة للمعبر ودخول المساعدات، وعبور الأشخاص من معبر رفح البري إلى سكان القطاع.
وقد أدى قصف حماس لمنطقة معبر كرم أبوسالم، أمس إلى تعثر مفاوضات القاهرة، واستغلها رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو ومعه المتطرفون من حكومته لإفشال صفقة المحتجزين ومفاوضات إنهاء الحرب، والتحرك نحو اجتياح رفح التي تؤوي حوالي مليون ونصف المليون نازح والذين فروا من مناطق الشمال والوسط منذ بداية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في السابع من أكتوبر الماضي.
وبعد أن اقتربت جهود مصر الأيام الماضية من التوصل لاتفاق ينهي معاناة سكان غزة المستمرة منذ 212 يومًا من القتل والدمار، جاء إعلان إسرائيل بدء اجتياح رفح ليقوض كل هذه الجهود التي حاولت التوصل إلى تهدئة وحلول مقبولة لجميع الأطراف.
ومع هذا ما زال المفاوض المصري يجري اتصالاته حتى الساعة سواء مع فصائل المقاومة أو إسرائيل من اجل التهدئة والعودة إلى طولة المفاوضات، لأنه لا بديل عنها لإنهاء الصراع الجاري، وبجانب ذلك تجري مصر اتصالات مكثفة مع الأطراف الإقليمية والدولية الفاعلة حتى لا تحدث كارثة إنسانية غير مسبوقة في مدينة رفح ستفوق فداحتها ما جرى طوال الـ212 يومًا السابقة.