أكد المتحدث باسم منظمة يونيسف، اليوم الثلاثاء، أن الوضع في قطاع غزة وصل إلى مستوى غير مسبوق من الكارثة الإنسانية، مشيرًا إلى أنه "لا مكان آمنًا في غزة، والجميع يتحمل المسئولية عن معاناة المدنيين"، مضيفًا أن الأوضاع الحالية أسوأ من أي وقت مضى منذ بدء التصعيد.
أطفال بلا مأوى ولا أمان
وقال المتحدث إن مدينة غزة ما زالت موطنًا لعشرات الآلاف من الأطفال، يعيشون في ظروف صعبة وغير إنسانية، ومن بينهم عدد كبير من مبتوري الأطراف الذين فقدوا أطرافهم نتيجة القصف العنيف، بحسب بيان نشرته صحيفة الجارديان البريطانية.
وأضاف، أن هؤلاء الأطفال "يرتجفون من الخوف تحت وطأة الغارات، في ظل واقع قاسٍ ومتناقض يفرض عليهم العيش بين الركام، دون ماء أو غذاء كافٍ أو مأوى آمن".
وأشار إلى أن الأطفال يتحملون العبء الأكبر للحرب، إذ يعانون من الصدمة النفسية والجسدية، ولا يحصل كثير منهم على الرعاية الصحية اللازمة بسبب انهيار المنظومة الطبية في القطاع.
لا فقدان لحق الحماية رغم أوامر الإجلاء
وشدد المتحدث باسم يونيسف على أن إصدار أوامر إجلاء عامة للمدنيين لا يعني أن من بقي سيفقد حقه في الحماية، موضحًا أن القانون الدولي الإنساني يكفل حماية المدنيين في جميع الأحوال، سواء غادروا مناطق القتال أو ظلوا فيها.
وأكد أن "عمليات النزوح الجماعي لا يمكن اعتبارها مبررًا لرفع الحماية عن أي مدني"، داعيًا الأطراف كافة إلى احترام القانون الدولي وضمان سلامة السكان، خاصة النساء والأطفال وكبار السن.
المواصي.. منطقة مكتظة بلا مقومات حياة
وتحدث المتحدث عن الوضع المأساوي في منطقة المواصي، التي وصفها بأنها من أكثر المناطق كثافة سكانية في العالم، حيث يلجأ إليها مئات الآلاف من النازحين بحثًا عن الأمان.
وأوضح أن سكان المنطقة يُحرمون من أبسط أساسيات الحياة، إذ يفتقرون إلى المياه النظيفة، والمأوى الملائم، والخدمات الصحية الأساسية، مؤكدًا أن "الحياة هناك أقرب إلى البقاء على قيد الحياة فقط".
نداء عاجل للتحرك الدولي
وفي ختام تصريحاته، دعا المتحدث باسم يونيسف المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل لوقف معاناة المدنيين في غزة، مؤكدًا أن "الأطفال هم الأكثر تضررًا من الحرب، فهم يفقدون منازلهم وأسرهم ومستقبلهم أمام أعين العالم".
وشدد على أن "استمرار الصمت الدولي سيُترجم إلى مزيد من الألم والمعاناة"، مطالبًا بتكثيف الجهود الإنسانية والإغاثية، وضمان وصول المساعدات بشكل آمن ومستمر إلى جميع مناطق القطاع دون استثناء.