بارك نيافة الحبر الجليل أبينا الحبيب والمكرم الأنبا بولس “أسقف الرعاية والعمران” أسقف إيبارشية أوتاوا ومونتريال وشرق كندا، مساء أمس الأربعاء الموافق 13 أغسطس 2025، نهضة السيدة العذراء مريم، التي تنظمها كنيسة مار مرقس في تورنتو بإقليم أونتاريو الكندي. وصلي نيافته الثلاثاء في كنيسة مسيساجا.

وشارك بعض من الآباء الأجلاء كهنة الكنيسة في صلاة النهضة، نذكر منهم: أبونا القمص مرقس مرقس، وأبونا القمص جون رمزي، وأبونا القمص بيشوي ويليام عطالله، وأبونا القمص أمونيوس جرجس، وأبونا القمص ميصائيل عطالله، وأبونا مارك تادرس، وأبونا بولس أمين، أبونا كيرلس فاخوري.

هذا وتحدث نيافته بعد صلاة عشية، وكورال مدراس الأحد، في عظته الروحية عن موضوع مرتبط بجوهر العقيدة والإيمان وهو معني البتولية في المسيحية؟ ومتي أصبحت طبيعة السيدة العذراء نقية وغير فاسدة؟

 تدريب ثيؤطوكية الأربعاء عن العقيدة والإيمان

طالب نيافته الشعب خلال صوم السيدة العذراء المبارك بعمل تدريب يتعلق بقراءة كل يوم ثيؤطوكية عن العقيدة والايمان ولن تستغرق أكثر كن ٧ دقائق ،وهي من خزينة الكنيسة الليتورجية، ان كانت قداس إلهي، أو عشية أو تسبحة.

القطعة الخامسة من ثيؤطوكية الأربعاء – القطعة الخامسة (أوشاى إمبارثينيكون – عيد بتولي) تقول: عيد بتولى يدعو لساننا اليوم لكي نمدح والدة الإله مريم. مِن أجل الذي وُلد لنا في مدينة داود مخلصنا يسوع والمسيح الرب. تعالوا ياجميع الشعوب لنغبطها لانها صارت أماً وعذراء معاً. السلام لك أيتها العذراء النقية عديمة الفساد. التي كلمة الآب أتى وتجسد منكِ.

= المقصود بالبتولية في المسيحية: رهبان ومتزوجين

أضاف أبونا الأسقف المحبوب وجزيل الاحترام الأنبا بولس “أسقف الرعاية والعمران”: القطعة الخامسة تحوي أمور لاهوتية قوية، عندما نقول عيد بتولي، والبتولية ليس المقصود بها الجسدية فقط، بل أيضًا البتولية تبدأ بالفكر أيضا. والبتولية ليست أبدا رهبان أو متزوجين. ولكن البتولية هي ان نخصص زوج لزوجة، أو زوجة لزوج واحد. وهذا هو معني البتولية. لذا يقول القديس يوحنا ذهبي الفم قد رأيت متزوجين بتوليين.

وليس المقصود بالبتوليين، من ليس لديهم أولاد، أو من امتنعوا عن ممارسة العلاقة الجسدية بين الزوجين، ابدا. “البتوليين” يعني كل واحد للإناء الذي للأخر. لذا يقول معلمنا بولس الرسول: “ليقتني كل واحد منكم اناءه بطهارة”.. هذه هي البتولية وطهارة البتولية. لا تكون شهوية حسية أو أنانية جسدية. لكن البتولية، هي إعطاء نفسي للآخر، والآخر يعطيني نفسه. هذا هو مفهوم البتولية في المسيحية.

ولهذا نقول عيد بتولي يدعو لساننا اليوم لكي نمدح والدة الإله مريم. وهناك لقبان لا يحب ان ننساهما لوصف السيدة العذراء مريم: والدة الالة ودائمة البتولية، ولهذا نمجد السيدة العذراء، لأنها والدة الإله. ونقول في لحن ابؤرو “عمانوئيل في وسطنا الأن بمجد أبيه والروح القدس، وهذه هي “النعمة”.

= لا يوجد إنسان بلا خطية .. إذا لماذا نقول على السيدة العذراء مريم النقية عديمة الفساد؟

أوضح نيافته: ونقول السلام أيتها العذراء النقية عديمة الفساد التي كلمة الأب أتى وتجسد منك. كلمة عديمة الفساد قوية ولها دلالة، خاصة في القداس الإلهي يقول أبونا الكاهن أنه لا يوجد إنسان على الأرض بلا خطية، هنا نوضح أن الوحيد الذي ولد عديمة الفساد هو المسيح يسوع. إذا لماذا نقول على السيدة العذراء النقية عديمة الفساد، لأنه عندما الملاك جبرائيل: الروح القدس يخل عليك وقوة العلي تظللك والقدوس منك يدعي ابن الله. هنا يحدث تطهير للسيدة العذراء ويعطيها “مستودعها” صفة عدم الفساد، لذا يدعي المولود منك قدوس، اي بلا خطية.

= السيدة العذراء مريم ولدت شأن كل البشر بالخطية .. ولكن متى أصبحت نقية عديمة الفساد؟

أشار نيافته إلى أنه العذراء مريم، كانت بنت جميلة وعذراء عفيفة، منذ أن ولدت، وهي تخدم في الهيكل. ولكنها كانت مولودة بالخطية. ولم يكن لها في البداية طبيعة “عديمة الفساد”.

ولكن عندما اخذت البشارة من الملاك جبرائيل، عندماوقال لها الروح القدس يحل عليك، وقوة العلي تظللك، هنا اكتسبت الطبيعة النقية غير الفاسدة، و”مستودعها” النقية غير الفاسدة، لذا ولدت المسيح يسوع، له وحده كل المجد، وهو الوحيد النقي غير الفاسد منذ ولادته.

ولذا لا نتفق مع إخوتنا الكاثوليك الذي يرون أن السيدة العذراء مريم، كانت نقية وغير فاسدة منذ ولادتها من أمها حنة. وظهر هذا عند أخوتنا الكاثوليك هذه في القرن التاسع عشر.

وهنا نجد أنه في رسالة معلمنا يوحنا الأولي يقول هو وحده بلا خطية، قاصدا رب المجد، المسيح يسوع.

لذا نرتل السلام لك أيتها العذراء النقية لأنك اطعتي ونفذتي كل الوصايا بنقاوة، لكنها كانت في حاجة إلي خلاص ربنا يسوع المسيح.

= ما صحة تشبيه السيدة العذراء مريم “بالبيضة” أو الإناء المختار؟

أوضح نيافته أن السيدة العذراء هي الإناء المختار، الذي سر الله أن يحل فيه. ومن ثم يعتبر تشبيه السيدة العذراء بالبيضة، التي أخذنا ما بداخله، ثم تخلصنا من هذه البيضة، يعتبر هذا الأمر عقيدة خاطئة. لأنه عندما يحل الله في الآناء البشري “الإنسان” فإنه يقدسه ويرتبط به. ونحن نؤمن ونقول أننا هياكل الله وروحه القدوس ساكن فينا. ونقول السلام للإناء الذي بغير عيب المختار الذي لبتوليتك الحقيقية، والسلام للفردوس الناطق العاقلي، بعد ان حل فيها يسوع المسيح، وهو يختلف عن الفردوس المادي الذي عاش فيه آدم وحواء.

= السيدة العذراء كانت الإناء الذي استقبل طبيعة واحدة لاتحاد طبيعتين .. سر التجسد العجيب

أضاف نيافة الحبر الجليل أبينا الحبيب والمكرم الأنبا بولس “أسقف الرعاية والعمران” أسقف إيبارشية أوتاوا ومونتريال وشرق كندا: يقول القديس كيرلس السكندري ان السيدة العذراء مريم كان الاناء الذي استقبل طبيعة واحدة “لاهوته وناسوته” ونحن لا نقول طبيعتين بل طبيعة واحدة، هذا الاتحاد حصل في اناء السيدة العذراء، ولاهوته لم يفارق ناسوته لحظة واحدة ولا طرفة عين. والسلام للطبائع التي جاءت لموضع واحد بغير اختلاط ولا امتزاج، حيث اللاهوت والناسوت لم يغير اي منهما الاخر. كما كان يعلمنا نيافة الحبر الجليل الأنبا موسي أسقف الشباب بأن اللاهوت والناسوت اشبه بدائرتين، وطالما كانتا متحدتين، فهذا هو الإنسان الحي. أما انفصالهما يعني انفصال الجسد عن الروح، وهو ما يعني الموت. والسيد المسيح تغلب علي شوكة الموت، وقام من بين الأموا، لأن ناسوته لم يفارق لاهوته.

وهنا يقول أبونا في القداس: ” آمين. آمين. آمين. أؤمن. أؤمن. أؤمن. واعترف إلي النفس الاخير. أن هذا هو الجسد المحيي، الذي أخذه ابنك الوحيد الجنس، ربنا وإلهنا ومخلصنا يسوع المسيح من سيدتنا و ملكتنا كلنا والدة الاله القديسة الطاهرة مريم. وجعله واحدا مع لاهوته بغير اختلاط ولا امتزاج ولا تغيير.. بالحقيقة أؤمن، أن لاهوته لم يفارق ناسوته لحظة واحدة ولا طرفة عين. يعطى عنا خلاصا وغفرانا للخطايا وحياة أبدية لمن يتناول منه. …”.

ولهذا يقول القديس يوحنا ذهبي الفم أن التجسد سر عجيب، لا يدركه أي إنسان، وإنما الإنسان يسكن داخله الروح القدس.