احتفلت كنيسة الروم الأرثوذكس بعيد عرس قانا الجليل، وعلى خلفية الاحتفالات اطلق الانبا نيقولا أنطونيو، مطران طنطا والغربية للروم الأرثوذكس، ومتحدث الكنيسة الرسمي بمصر، ووكيلها للشؤون العربية، فنشرة تعريفية في قول يسوع لأمه العذراء مريم "يا إمرأة" بعُرس قانا الجليل.
في مناسبة عُرس قانا الجليل عنما طلبت العذراء مريم من يسوع أن يحول الماء خمرًا، قال يسوع لها: "مَا لِي وَلَكِ يَا إمْرَأَةُ؟ لَمْ تَأْتِ سَاعَتِي بَعْدُ" . يظن بعضٌ أن قوله لها "إمرأة" هو بمنزلة إهانة لها، لأنه قال لها: "مَا لِي وَلَكِ يَا إمْرَأَةُ؟". غير أنه مع قوله هذا لها قد تمم ما طلبته منه أمه.
وقد قال لها هذا لأنه أراد أن يُعلِمها أن الوقت للأعلان عن أنه الممسوح من الرب وعمل المعجزات لم يحن. والذي حدث وأعلن عنه فيما بعد حين دخل المجمع ودفع إليه سفر إشعياء "وقام ليقرأ، روح الرب علي، لأنه مسحني لأبشر المساكين، أرسلني لأشفي المنكسري القلوب، لأنادي للمأسورين بالإطلاق وللعمي بالبصر، وأرسل المنسحقين في الحرية، وأكرز بسنة الرب المقبولة. ثم طوى السفر وسلمه إلى الخادم، وجلس. وجميع الذين في المجمع كانت عيونهم شاخصة إليه. فابتدأ يقول لهم إنه اليوم قد تم هذا المكتوب في مسامعكم".
وعن كلمة "إمْرأة" هي باليونانية هي (جِيني) وهي ترجمة يونانية لكلمة (إيشا) العبرية، التي تعني "إمْرأة"، في سفر التكوين حينما لعن الرب الإلٰه الحية قال لها: "وَأَضَعُ عَدَاوَةً بَيْنَكِ وَبَيْنَ الْمَرْأَةِ ، وَبَيْنَ نَسْلِكِ وَنَسْلِهَا. هُوَ يَسْحَقُ رَأْسَكِ، وَأَنْتِ تَسْحَقِينَ عَقِبَهُ"
فكلمة "إمْرأة" [(جِيني)] التي خاطب السيد المسيح بها أمه "القديسة مريم" لم تأتي إلا لإظهارها بصفتها "حواء الجديدة"، أو "حواء الثانية"، التي جاء من نسلها مَن سحقَ رأس الحية "إبليس" الذي أغوى الإنسان وأسقطه صريعًا في الخطية والفساد والموت.
ولأنه بواسطة "حواء الأولى"، التي هي أُم كل حيّ، قد سقط الجنس البشريّ كله. فإنه بواسطة "المرأة الجديدة"، التي هي "حواء الثانية"، قد تم خلاص كل جنس البشر قديمًا وحديثًا، إذ بولادتها للكلمة المتجسد صارت الحياة لكل إنسان يؤمن به.
إن القديسة العذراء مريم هي "المرأة" التي تحدث عنها الكتاب حينما قال: “وَلٰكِنْ لَمَّا جَاءَ مِلْءُ الزَّمَانِ، أَرْسَلَ اللهُ ابْنَهُ مَوْلُودًا مِنِ إمْرَأَةٍ ... لِنَنَالَ التَّبَنِّيَ”، لذٰلك إن إصطلاح "إمْرأة" هو في الحقيقة لتكريم "القديسة مريم" ولرفْع شأنها وإظهارها أنها هي المرأة التي انتظرتها البشرية ليأتي منها المخلِّص لخلاص البشر.
لقد عاش يسوع المسيح في فلسطين، في منطقة الشام الكبرى، وفي هذه المنطقة حتى اليوم توجه لفظة "إمرأة" لأي سيدة تعبيرًا عن الاحترام لها، وليس لإهانتها كما في بعض البلدان.
وفي سياق أخر، ترأس صاحب الغبطة البابا ثيودروس الثاني بابا وبطريرك الإسكندرية وسائر أفريقيا القداس الإلهي البطريركي في دير رقاد والدة الإله بكالاماتا في اليونان. بمشاركة من بطريركية الإسكندرية كل من المتروبوليت غفرائيل مطران ليوندوبوليوس (الاسماعيلية)، المتروبوليت جيورجيوس مطران غينيا والمُعْتَمَد البطريركي في اليونان، المتروبوليت ملاتيوس مطران قرطاجة وشمال أفريقيا (تونس)، والأسقف برودروموس أسقف توليارا وجنوب مدغشقر، وكذلك مطارنة من إسبرطة.
بعد القداس الإلهي، خاطب المتروبوليت خريسوستوموس مطران ميسينيا البابا ثيودروس بطريرك الإسكندرية، معربًا عن شكره على قبوله الكريم للدعوة لإنارة الاحتفال بحضوره. كما أعرب عن امتنان وفرح رجال الدين والأراخنة والمؤمنين، كما تمنى للبطريرك مباركة العذراء ليقود الشعوب والأمم إلى نور الإنجيل.
وأضاف: "إننا نرحب بكم كبابا وبطريرك التقاليد والمحبة، ولكن أيضًا كحامي متواضع للأرثوذكسية والهيلينية في أرض أفريقيا البعيدة، ونرحب بكم في مكان يتميز بالنضال من أجل حرية أمة يسكنها محبو الهيلينيون، التقدميون والمتحررون".
وشدد أيضًا على:"أنه في أوقات النزعات الانقسامية المفرطة على أسس عرقية، يقف الباب البطريرك دائمًا كأخ حقيقي يدافع عن وحدة جسد الكنائس وهو الشخص الذي يعرف كيف يحب ويكرم الجميع في أوقات العداء والجحود". وختم كلمته بطلب البركة البطريركية على رعيته.
في رده تحدث البابا اثيودوروس عن الصورة المقدسة للوالدة الإله الكلية القداسة. وأعرب عن تأثره العميق بزيارته إلى ميسينيا بعد 32 عامًا من زيارته الأولى. وطلب من متروبوليت ميسينيا كريسوستوموس وكهنة ميسينيا والأراخنة وشعب ميسينيا أن يصلوا من أجله.
ثم بمنح صاحب الغبطة خريسوستوموس مطران ميسينيا وسام الرسول مرقس. كما قدم له أيضًا إنجلبيون (ميدالية معلقة بسلسة بها أيقونة في المنتصف).
بعد ذلك، قدم رئيس البلدية لغبطته المفتاح الذهبي للمدينة، ونسخة من بالإضافة أيقونة عظمية منقوشة للسيدة العذراء مريم.
تلا ذلك تطواف كبير للأيقونة المقدسة العجائبية للعذراء مريم في الشوارع المركزية للمدينة، شارك فيه آلاف المصلين.