لقي أكثر من أربعين شخصا مصرعهم وأصيب العشرات في تفجير انتحاري قرب مدينة الباب شمال سوريا.
وقد فجر شخص سيارة مفخخة كان يقودها في حشد من مقاتلين تابعين لفصائل المعارضة السورية الذين تمكنوا خلال الساعات الماضية من السيطرة على المدينة بعد إبعاد مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية.
وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره بريطانيا أن الانفجار استهدف مقري المؤسسة الأمنية والمجلس العسكري" في قرية سوسيان التي تقع خلف خطوط مقاتلي المعارضة على بعد نحو ثمانية كيلو مترات في الشمال الغربي للباب.
وذكر المرصد أن عددا آخر من المقاتلين الذين تدعمهم تركيا قتلوا يوم الخميس في انفجار لغم أثناء تطهير المدينة من الذخائر غير المنفجرة بعد انسحاب مقاتلي التنظيم .
وقال المرصد إن القوات التركية، بعد استعادة مدينة الباب، قصفت مواقع التنظيم في بلدة تادف المجاورة التي يسيطر الجيش السوري وحلفاؤه على المنطقة الواقعة إلى الجنوب مباشرة منها.
"سيطرة"
وكانت تركيا قد أعلنت أن قوات من المعارضة السورية التي تدعمها قد سيطرت على كل أنحاء مدينة الباب تقريبا، مجبرة مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية على الخروج منها.
وقال وزير الدفاع التركي فكري إشيق لوكالة أنباء الأناضول الرسمية إن "مقاتلين من فصائل معارضة سورية قد سيطروا بدعم تركي على الباب بالكامل تقريبا ويعملون الآن على رصد الألغام وإزالتها".
وأضاف في مقابلة مع الوكالة أن الجيش السوري الحر مدعوما بدبابات وطائرات حربية وقوات خاصة تركية دخل وسط الباب التي كانت تحت الحصار لأسابيع.
وبدأت تركيا عمليات عسكرية في سوريا أطلقت عليها اسم "درع الفرات" في أغسطس/ آب الماضي بهدف إبعاد التنظيم عن حدودها الجنوبية.
وشارك في معارك الباب مقاتلون أكراد وآخرون تابعون للجيش السوري الحر فضلا عن طائرات مقاتلة من روسيا.
ويقاتل الجيش السوري في شمال البلاد بدعم من المقاتلات والدبابات والقوات الخاصة التركية، وهو يضم مقاتلين سوريين من عرقيات مختلفة بينهم عرب وتركمان.
وقال أحد المقاتلين السوريين لرويترز عبر الهاتف: "لقد وصلنا إلى وسط المدينة الأربعاء لكن هجوما انتحاريا اضطرنا للانسحاب قليلا.
والخميس هاجمنا مجددا، أستطيع القول إن 85 إلى 90 في المئة من المدينة بات تحت سيطرة الجيش الحر".
وسيطرت فصائل مسلحة لسورية على مدينة الباب عام 2012 ثم سيطرت عليها قوات تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية عام 2014.
وتعد مدينة الباب أحد أهم معاقل "الدولة الإسلامية" وتبعد 30 كيلومترا عن الحدود التركية، وتسمح السيطرة عليها بالتقدم لاحقا نحو مدينة الرقة التي يتخذها تنظيم الدولة الإسلامية عاصمة له.