احتجاجات العراق.. قتلى وحظر تجول وقطع اتصالات وغلق حدود (تقرير)
03.10.2019 09:00
Middle East News انباء الشرق الاوسط
المصرى اليوم
احتجاجات العراق.. قتلى وحظر تجول وقطع اتصالات وغلق حدود (تقرير)
حجم الخط
المصرى اليوم

تتصاعد الأحداث في العراق على نحو سريع، فقد أعلن مسؤولون طبيون عراقيون أن 10 أشخاص قتلوا في جنوبي العراق خلال ليل الأربعاء، مما رفع عدد القتلى منذ اندلاع الاحتجاجات المناهضة للحكومة في جميع أنحاء البلاد في وقت سابق من هذا الأسبوع إلى 19.

وأضاف المسؤولون أن 5 أشخاص قتلوا في مدينة العمارة جنوبي البلاد، و5 آخرين في مدينة الناصرية في وقت متأخر من مساء الأربعاء.

وأوضحوا أن القتلى الخمسة في الناصرية هم 4 مدنيين وشرطي.

وقال المسؤولون، الخميس، إن 45 شخصا أصيبوا في العمارة، بعضهم مصاب بجروح جراء الرصاص المطاطي.

وشهد العراق منذ مساء الأربعاء انقطاع شبكة الانترنت، وتضييقا على بث الصور والفيديوهات على وسائل التواصل الاجتماعي.

وفي الأثناء، أعلن المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة يحيى رسول، في تصريح لمراسل «سكاي نيوز عربية» ببغداد، استمرار حظر التجوال في العاصمة العراقية، مشيرا إلى أن العديد من المتظاهرين انسحبوا بعد سريان الحظر.

وأعلن حرس الحدود الإيراني، الخميس، أنه تم إغلاق معبرين حدوديين مع العراق، أحدهما من المنتظر أن يستخدمه مئات الآلاف لزيارة أماكن مقدسة لدى الشيعة في الشهر الجاري، وذلك بسبب اضطرابات يشهدها العراق.

ونسبت وكالة «مهر» شبه الرسمية إلى الجنرال قاسم رضائي قائد حرس الحدود الإيراني، قوله إن معبري خسروي وجذابة أغلقا في وقت متأخر الليلة الماضية.

وكشف مسؤول إيراني كبير للتليفزيون الرسمي أن معبر خسروى أغلق، لكن معابر أخرى ظلت مفتوحة قبل إحياء أربعينية الحسين في العراق.

وقال وزير الداخلية الإيراني عبدالرضا رحماني فضلي، الأسبوع الماضي، إنه من المتوقع أن يزور 3 ملايين إيراني مدينة كربلاء بجنوب العراق في وقت لاحق من الشهر الجاري لإحياء الأربعينية.

وفي محاولة لمنع الاحتجاجات التي تجتاح بعض المناطق في بغداد، عمدت القوات الأمنية العراقية الخميس إلى قطع الطرق الرئيسية بين أحيائها، بحسب ما ذكر مراسل «سكاي نيوز عربية».

وتأتي هذه التطورات بعد تقارير أفادت بأن بعض مناطق بغداد رفضت الاستجابة لحظر التجول بدءا من فجر الخميس حتى إشعار آخر، الذي أعلنه رئيس الوزراء عادل عبدالمهدي الأربعاء.

وأفاد مراسل سكاي نيوز بأن قوات الأمن تحاصر مئات المتظاهرين في منطقة البتاوين القريبة من ساحة التحرير في بغداد الاحتجاجات، وذلك بعد فرض الحكومة حظرا للتجوال.

وأفادت تقارير إعلامية بإصابة مئات الأشخاص الآخرين، خلال الاحتجاجات التي جرت في بغداد، ومدن أخرى جنوبي البلاد.

وقال رئيس الوزراء عادل عبد المهدي إن حظر التجول فرض للحفاظ على النظام العام، وحماية المتظاهرين من بعض المتسللين، الذين ارتكبوا انتهاكات ضد قوات الأمن.

وبدأ تطبيق حظر التجول في الخامسة صباحا بالتوقيت المحلي الخميس، ويستمر حتى إشعار آخر.

وتجدد إطلاق النار في العاصمة العراقية، صباح اليوم الخميس، رغم سريان حظر التجول، حسبما أفاد شهود لوكالة رويترز للأنباء.

وفي وقت سابق، فرضت السلطات حظرا للتجول في ثلاث مدن أخرى، مع تصاعد المظاهرات للاحتجاج على سوء الخدمات العامة وتفشي الفساد وعدم توفر فرص عمل.

وقطعت شبكة الإنترنت وحجبت شبكات التواصل الاجتماعي في بعض المناطق.

وتعد المظاهرات، التي لا يبدو أن لها قيادة منظمة، الأكبر التي يشهدها العراق منذ تولي عبد المهدي منصبه منذ عام.

وألقت الحكومة باللائمة على من وصفتهم بأنهم من مثيري الشغب في الاضطرابات، بينما تعهدت بالتعامل مع مطالب المتظاهرين.

وقال عبد المهدي في بيان إنه تقرر منع التجوال التام في بغداد من الساعة الخامسة صباح يوم الخميس (الثانية صباحا بتوقيت غرينتش) وحتى إشعار آخر.

ويُستثنى من حظر التجول المسافرون من وإلى مطار بغداد والموظفون الحكوميون في المستشفيات وقطاعات المياه والكهرباء، وزوار المزارات الدينية.

وفرضت قيود على الحركة بالفعل في مدن الناصرية والعمارة والحلة، جنوبي البلاد.

ودعت الأمم المتحدة السلطات إلى ضبط النفس. وقالت جينين هينيس- بلاسخارت، مبعوثة الأمم المتحدة الخاصة للعراق «من حق كل إنسان الإعراب عن رأيه بحرية، بما يتسق مع القانون».

في العاصمة بغداد، استخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع والذخيرة الحية في محاولة لتفريق المتظاهرين في عدد من الأحياء.

وحاول المتظاهرون الوصول إلى ميدان التحرير، وسط المدينة، الذي كانت الشرطة قد أغلقته، كما أغلقت جسرا قريبا يؤدي إلى المنطقة الخضراء حيث توجد سفارات ومكاتب حكومية.

وأُعيد فتح المنطقة الخضراء، التي كان يحظر على معظم العراقيين دخولها منذ الغزو الأمريكي عام 2003، للجمهور في يونيو.

وقال متظاهر لوكالة رويترز: «نطالب بالتغيير.. نريد سقوط الحكومة بأسرها».

وألقت وزارة الداخلية باللوم على مثيري الشغب الذين يهدفون إلى تقويض المعني الحقيقي للمطالب (الخاصة بالمتظاهرين) وتجريدهم من السلمية.

أعرب عبد المهدي عن أسفه لأحداث العنف وتعهد بالتحقيق للوقوف على أسباب الاحتجاجات.

وقال عبد المهدي بموقع فيسبوك: «يحزنني ويؤسفنا الإصابات التي وقعت بين المتظاهرين وقوات الأمن والتخريب والسلب والنهب للممتلكات العامة والخاصة».

وأضاف: «نؤكد لشعب أمتنا أن أولويتنا كانت ولا زالت تقديم حلول جذرية للمشاكل المتراكمة منذ عقود».

وقال عبد المهدي أيضا إنه سيوفر المزيد من فرص العمل للخريجين. ووفقا للبنك الدولي، فإن معدل البطالة وسط الشباب في العراق يبلغ حاليا نحو 25 %.

وفي العام الماضي، هزت مدينة البصرة، جنوبي البلاد، مظاهرات دامت عدة أسابيع احتجاجا على تلوث مياه الشرب وانقطاع التيار الكهربائي وانتشار البطالة والفساد. وفي تلك الاحتجاجات أُضرمت النيران في مقار حكومية في المدينة.

اترك تعليقا
تعليقات
Comments not found for this news.