أكد مايكل فيكتور، رئيس لجنة الإعلام بمجلس كنائس مصر، أن “المحبة هي القوة الأعظم التي يمكننا من خلالها تغيير العالم. فإذا تمسكنا بالمحبة، سنتمكن من بناء جسور التواصل والعمل المشترك بين الكنائس والمجتمع. فالعمل المسكوني ليس مجرد هدف، بل هو وسيلة لتحقيق هذا الحب الذي دعانا إليه المسيح. فالعمل المشترك بين الكنائس ليس هو ضرورة. إنه الطريق الذي من خلاله نستطيع أن نترك أثراً حقيقياً في المجتمع، وأن نرسخ قيم المحبة والسلام والوحدة في أجيالنا القادمة.”
وفي حديثه عن واقع العمل المسكوني في مصر، أشار فيكتور إلى أن الانتقادات التي تطال هذا الجهد ليست مفاجئة، بل هي أمر طبيعي ومتوقع، خاصةً في مجتمع يتميز بتعدد الطوائف والاختلافات الثقافية والدينية. وقال: “نحن ندرك جيدًا أن أي جهد يسعى إلى جمع الطوائف المختلفة سيواجه هجومًا وانتقادات، ولكننا نؤمن بأن الرد الأمثل عليها هو العمل الجاد والمستمر و الدعوة للمحبة والتفاهم والتواصل.”
وأوضح أن بعض الناس قد ينظرون إلى لقاءات الكنائس على أنها تهديد لتقاليدهم أو طقوسهم، مؤكدًا: “نحن لا نسعى مطلقًا إلى تغيير العقائد أو التقاليد، بل نعمل على تعزيز المحبة والتواصل، فالكنيسة لم تكن يومًا مكانًا للانقسام، بل هي بيت يجمع جميع المؤمنين تحت راية واحدة هي الإيمان بالمسيح ومن خلالها نسعى للوحدة.
وأضاف رئيس لجنة الإعلام أن مجلس كنائس مصر لا يتجاهل الانتقادات، بل يتعامل معها بروح منفتحة ويحاول فهم أسبابها. وقال: “نوضح للناس أن العمل المسكوني ليس محاولة لإلغاء الخصوصية الطقسية أو العقائدية، بل هو جسر يربط بين الكنائس في إطار من الاحترام المتبادل والمحبة المسيحية التي تدعونا إلى خدمة الإنسان دون تمييز.”
وفيما يتعلق بدور الإعلام في مواجهة هذه التحديات، أكد فيكتور أهمية توصيل الصورة الحقيقية للجمهور بشكل واضح وهادئ. وقال: “من واجبنا كمسؤولين في لجنة الإعلام أن نكون صوتًا للحقيقة، وأن نشرح للناس أن الكنائس ليست في حالة تنافس أو صراع، بل تتعاون معًا من أجل خدمة الله والإنسانية. لذا نحرص على استخدام كل المنصات الإعلامية المتاحة لنشر هذه الرسالة بلغة بسيطة يفهمها الجميع.”
وأشار إلى أن الكنائس تعمل معًا من خلال أنشطة ولقاءات مشتركة تعزز قيم المحبة والوحدة. وأوضح: “هذه اللقاءات ليست هدفًا في حد ذاتها، بل هي وسيلة لتعميق العلاقات وتبادل الخبرات بين القادة الروحيين. نحن نركز في كل لقاء على الأمور التي تجمعنا، كالإيمان بالكتاب المقدس والمبادئ المسيحية، ونتجنب الدخول في تفاصيل قد تزيد من حدة الاختلافات.”
وفي ختام حديثه، شدد مايكل فيكتور على أهمية استمرار العمل المسكوني بروح منفتحة وصبورة، قائلًا: “نحن نعلم أن الانتقادات لن تتوقف، ولكننا نؤمن أن المحبة الصادقة والعمل المستمر هما الطريق الأمثل لإزالة الحواجز. رسالتنا هي أن نعيش المحبة المسيحية الحقيقية، ونعمل معًا في خدمة الإنسان، استجابةً لدعوة المسيح الذي علمنا أن المحبة هي أعظم الفضائل وأقوى الروابط التي تجمعنا.”
i7qct3