وصل قداسة البابا تواضروس الثاني، ظهر أمس الثلاثاء، إلى مطار روما الدولي “فيمشينو” في بداية زيارته للڤاتيكان، التي تستمر لثلاثة أيام.
كان في استقبال قداسته في المطار السفير محمود طلعت سفير مصر لدى الڤاتيكان، والسفير بسام راضي سفير مصر لدى إيطاليا، والمونسينيور بريل فاريل نائب المسؤول عن مكتب وحدة المسيحيين، والمونسينيور يوأنس لحظي جيد السكرتير الشخصي السابق لقداسة البابا فرنسيس.
كان قداسة البابا والوفد المرافق، قد غادر مطار القاهرة الدولي، صباح اليوم، حيث كان في وداعه السيد محمد عباس وزير الطيران المدني، والسيد مجدي إسحق رئيس مجلس إدارة الميناء، وقيادات المطار.
وتوجه قداسة البابا لدى وصوله إلى حاضرة الڤاتيكان، حيث من المقرر أن يلتقي غدًا قداسة البابا فرنسيس أسقف روما وبابا الكنيسة الكاثوليكية، في لقاءٍ يعد الرابع بين الباباوين. وكان أول لقاء بينهما في مايو ٢٠١٣ بالڤاتيكان والذي انطلق من خلاله يوم المحبة الأخوية بدعوة من قداسة البابا تواضروس. وجاء اللقاء الثاني في أبريل ٢٠١٧ أثناء زيارة قداسة البابا فرنسيس لمصر، أما اللقاء الثالث كان في يوليو ٢٠١٨ في مدينة باري الإيطالية للصلاة معًا من أجل سلام الشرق الأوسط.
يرافق قداسة البابا خلال الزيارة، وفد كنسي يضم أصحاب النيافة: الأنبا بفنوتيوس مطران سمالوط، والأنبا دانيال مطران المعادى وسكرتير المجمع المقدس، والأنبا برنابا أسقف تورينو وروما، والأنبا أنجيلوس أسقف لندن، والأنبا يوليوس الأسقف العام لمصر القديمة وأسقفية الخدمات، والأنبا كيرلس الأسقف العام بإيبارشية لوس أنچلوس، والأنبا أنطونيو أسقف ميلانو. والراهب القس كيرلس الأنبا بيشوي مدير مكتب قداسة البابا، والإعلامي مايكل ڤيكتور الملحق الصحفي لقداسة البابا.
ويقيم قداسة البابا تواضروس، والوفد المرافق، في بيت سانتا مارتا بالڤاتيكان، ذي الـ ١٢٠ غرفة وجناحًا، والمخصص عادة لاستضافة كبار زوار الڤاتيكان، وهو ذات البيت الذي يقيم فيه قداسة البابا فرانسيس، الذي فضل البقاء فيه بدلًا من الانتقال إلى السكن الذي يقيم فيه عادة بابوات الڤاتيكان، في الدور الثالث من القصر الرسولي.
وزار قداسة البابا تواضروس، مساء اليوم، مزار القديس بطرس الرسول، حيث رافق قداسته الكاردينال كورت كوخ رئيس مكتب وحدة المسيحيين بالڤاتيكان، ووفد الكنيسة القبطية وعدد من ممثلي الكنيسة الكاثوليكية.
واستمع قداسته لشرح تفصيلي لمحتويات بازيليك القديس بطرس، وحرص مستقبلو قداسة البابا على فتح أبواب البازيليك حتى يتسنى لقداسته، ووفد الكنيسة القبطية أن يشاهدوا المنظر من أعلاها في مشهد بانورامي.
كما زار بعدها مقر الكلية الحبرية الإثيوبية بالڤاتيكان، حيث استقبله مدير الكلية هيلاميخائيل براكي والدارسين بها في بهو الكلية بألحان الفرح حسب الطقس الإثيوبي.
وصلى قداسة البابا صلاة شكر في كنيسة الكلية وأهدى قداسته الدارسين هداية تذكارية عبارة عن أيقونة خشبية صغيرة تحمل صورة العائلة المقدسة.
وأقامت الكلية الحبرية الإثيوبية مأدبة عشاء على شرف قداسة البابا حضرها الكاردينال كورت كوخ، والمونسينيور بريل فاريل، وعدد من ممثلي الكنيسة الكاثوليكية.
وألقى قداسة البابا كلمة خلال حفل العشاء قال فيها: الأحباء في المسيح.. بالإصالة عن نفسي ونيابةً عن الوفد المرافق، أودُّ أن أشكر محبتكم الكبيرة في أستضافتنا والوفد المرافق وأود أيضا أن أعربَ عن فرحي بالحديثِ معكم اليوم. وأتذكر كلام الرسول بولس في رسالته إلى أهل كولوسي “وَعَلَى جَمِيعِ هذِهِ الْبَسُوا الْمَحَبَّةَ الَّتِي هِيَ رِبَاطُ الْكَمَالِ” (كولوسي ٣: ١٤).
وألمح: “نحن نؤمن بأنَّ الحبَّ هو الرابطَ الذي يجمعُ بينَ الناسِ، وهو القوَّة التي تجعلُنا قادرين على تحقيقِ الوحدةِ والسلامِ في العالمِ.”
وأضاف: “سعدت بزيارتي لكم هنا في الكلية الحبرية الإثيوبية، فالكنيسة الإثيوبية كنيسة شقيقة لنا وقد خدمتها الكنيسة القبطية قرونًا كثيرة منذ أن أرسل البابا القبطي القديس أثناسيوس الرسولي أبونا سلامة ليكون أول أسقف يخدم الشعب الإثيوبي، ونشكر الله أن علاقتنا جيدة ونصلي من أجل السلام والاستقرار فى ربوع إثيوبيا.”
وتذكر: “عندما زرت إثيوبيا عام ٢٠١٥ فوجئت بالشعب الإثيوبي الحبيب يهتف: (مارمرقس أبونا والإسكندرية أمنا). إن كنائسنا الرسولية وقديسينا مار مرقس الرسول ومار بطرس الرسول والأنبا تكلا هيمانوت نفرح ونشعر ببركتهم تحيط بالكنائس مع كل الشهداء من أجل العالم شرقًا وغربًا.”
واختتم: “أود أن أعرب عن شكري للترحيب الحار والضيافة لي وللوفد المرافق خلال زيارتنا. ولتكن نعمة ربنا يسوع المسيح معكم جميعًا. شكرًا لكم”
ومن المرتب له أن يتم خلال الزيارة الحالية الاحتفال بمرور ٥٠ سنة على عودة العلاقات بين الكنيسة القبطية والكنيسة الكاثوليكية، بعد انقطاع دام ١٥ قرنًا من الزمان بعد مجمع خلقيدونية عام ٤٥١، وأيضًا ذكرى مرور عشر سنوات على إعلان يوم المحبة الأخوية الذى دعا إليه قداسة البابا تواضروس الثاني أثناء زيارته الأولى للڤاتيكان عام ٢٠١٣.
ويُجرى الاحتفال غدًا في المقابلة الأسبوعية العامة التي يعقدها بابا الڤاتيكان بساحة القديس بطرس الرسول.