
ترأس قداسة البابا تواضروس الثاني الان صلوات جمعة ختام الصوم من كنيسة التجلي بدير القديس الأنبا بيشوي بوادي النطرون بدون حضور شعبي، وصلى قداسته منذ قليل صلاة القنديل العام، وهى صلاة مسحة المرضى والتى رتبت الكنيسة أن تكون في الجمعة الأخيرة من الصوم، و يشارك في الصلاة خمسة من الأباء الأساقفة، و القمص دوماديوس الأنبا بيشوي أمين دير الأنبا بيشوي بوادي النطرون، و ٦ شمامسة مع المعلم ابراهيم عياد الذين يقفون على مساحات متباعدة بينهم وبين بعض، في اطار الاجراءات الاحترازية للوقاية من فيورس كورونا.
و القى قداسة البابا عظة خلال صلوات القداس الالهي، فقال: إن هذا اليوم نختم فيه الصوم، بعد ٤٠ يوم و ٤٠ ليلة كما صام السيد المسيح عنا، و قد سبقهم اسبوع اسبوع الاستعداد، و بهذا نكون اليوم صومنا ٤٧ يوما، و عشنا اقدس ايام السنة، و في هذا اليوم ثلاث معاني.
و تابع قداسته في المعنى الاول معنى كنسي و هو سر القنديل العام، مضيفا إنه سر مسحة المرضى و يقام في جمعة ختام الصوم، وهو من الممكن أن يقام في اى وقت في العام، وانه يتضمن 7 صلوات نصلي فيها من أجل المرضى والمسافرين وأهوية السماء وثمرات الأرض ونصلى من أجل الراقدين والقرابين وايضا نصلى من أجل المعوظين، ومن أجل رئيس بلادنا، موضحا قداسته أننا نصلى من أجل المرضى في كل مكان والمسافرين في كل مكان، ويتم خلال الصلوات إنارة 7 “فتايل” موجودة في الزيت، ونطلب في طلبة خاصة من أجل أن يمد الله يده لكل المرضى والحزاني والمتعبين، لافتا إلى أن سر مسحة المرضى يتم التقدم له ونحن صائمين، ويتم الرشم على الجبهة وفي مكان الحنجرة واليدين.
وأشار البابا إلى انه عقب الصلاة يصبح الزيت مقدسا، ولا يستخدمه إلا الأباء الكهنة، وفي رشم الجبهة نقول قدس أفكارنا، وفي الرشم على الحنجرة نقول قدس أقولنا، وفي رشم اليدين نقول قدس أعمالنا، موضحا ان هذا الزيت يمكن الرشم به في كل وقت، وطوال العام يكون الزيت متاح مع الأباء الكهنة.
و المعنى الثاني في هذا اليوم هو في المعنى التاريخ، أي ما حدث في هذه الأيام للسيد المسيح، و هي كلها أحداث حدثت في مدينة أورشليم و التي في معناها مدينة السلام و لكن الحقيقة انها لم تعرف السلام حتى اليوم و يقول المؤرخين انها المدينة التي لم تشهد سلام عبر تاريخها سوى ٣٠ عام تقريبا، و في هذه الأيام قال المسيح لهذه المدينة يا أورشليم يا أورشليم! يا قاتلة الأنبياء و راجمة المرسلين اليها، كم مرة أردت أن اجمع اولادك كما تجمع الدجاجة فراخها تحت جناحيها و لم تردوا!
و انتقل قداسة البابا الي المعنى الثالث ليقدم لنا هذه المدينة على أنها تمثل كل نفس بشرية، ففي المعنى الثالث هو المعنى الروحي، أن كم من مرة أراد الله أن يجمع الناس حسب ارادته، و الناس تركوا الله ليحققوا ارادتهم، و خطتهم، و من أمثال هؤلاء يونان النبي الذي عاند و أراد أن يمشي عكس إرادة الله لكنه صلى و أنقذه الله، و لدينا أمثلة ايضا نالت بركات عندما سمعوا و تبعوا السيد المسيح بكلمة واحدة كمتى العاشر.
اختتم قداسة البابا كلمته مقدما تدريبا روحيا لابناء الكنيسة قائلا.. في نهاية هذا اليوم اسأل نفسك “هل لسة عندك ارادة مشتتة عن إرادة الله؟”، ودعا قداسة البابا تواضروس الكنيسة في كل مكان إلى الحرص على المشاركة في هذه الصلوات عبر الشاشات لتتأصل فينا وحدانية القلب والروح التي للمحبة.