عشر سنوات مضت فى حبرية قداسة البابا تواضروس الثانى البطريرك الــ 118 فى عداد الآباء بطاركة الكنيسة المرقسية خلفاء مارمرقس الرسول.
■عشر سنوات عشناها معه.. يرتب البيت، وينشر الكرازة، ويصل بالكنيسة إلى أقاصى المسكونة.. يعمر الأديرة، ويضيف إيبارشيات جديدة، ويقسم إلإيبارشيات الكبيرة ، ويسيم مطارنة، ويقيم أساقفة ، ويرسم كهنة.. يعمل الميرون بتقنية حديثة، ويدشن الكنائس والمذابح ، ويحافظ على تعليم الآباء.. ينشر المحبة والسلام فى ربوع الوطن ، ويرسخ المواطنة ، ويجول يصنع خيرًا مع كل إنسان ولكل الإنسان.
عشر سنوات عشناها مع قداسته نرصد كل هذا وأكثر ، وعندما انتهى عقد من الزمن جاء وقت الحصاد فكان وفيراً.. سجلناه هنا على صفحات ” وطنى” واحداً بعد الآخر.. وكنت قريباً من قداسته.. أجريت 13 حواراً تكشف الحقائق ، تتعرف على المواقف ، تغوص فى فكره، تسجل إنجازاته.
■ومع الاحتفال بالعيد العاشر لحبرية راعى الرعاة، حامى إلإيمان، رئيس الكنيسة ، عدت الى حواراتى أتذكر وتتذكرون معى تعب هذه الأيام ما بين التدبير.. والرعاية.. والوطن.. والمسكونية .. عقد فى حبرية “عطية الله” وفير بالحصاد وصوت داود النبى يرن فى أذنى ” الذين يزرعون بالدموع يحصدون بالابتهاج “.. أسمعه يرنم للبابا تواضروس الثانى.. فكل ما زرعه فى أرض الكنيسة والوطن كان باجتهاد ومعرفة وحكمة.. فنطق لسانى “البابا أبو التدبير”
أبو التدبير
التدبير .. الرعاية .. الوطن .. ثلاثية في قلب البابا
البابا المدبر
* البداية.. ترتيب البيت
عندما اختارت العناية الإلهية قداسة البابا تواضروس الثاني ليتسلم عصا الرعاية, ويجلس علي السدة المرقسية في 18 نوفمبر من عام 2012.. تسلم أيضا مسئولية كبيرة.. ليست فقط مسئولية الكرازة وخلاص النفوس كالآباء الأولين, لكنها أيضا مسئولية قيادة الكنيسة والاهتمام بأبنائها في وقت ارتفعت فيه متطلبات الزمن, وامتدت الكنيسة إلي كل قارات العالم, وانتشر تيار علماني يعبر عن هموم المواطنة وينتظرون من يرعي كنسيا نضالهم المجتمعي من أجل المساواة والعدالة ودولة القانون.. وظهر جيل من الشباب القبطي يحلم بتطور المؤسسة الكنسية وهو يعيش ثورة اتصالات غير مسبوقة وتواصلا إلكترونيا بلا حدود.. من هنا كانت عين البابا منذ اليوم الأول علي الكنيسة من الداخل.. وأذكر أنه قال لي في أول حوار مع قداسته:
سأبدأ بترتيب البيت من الداخل لأني أري أن ترتيب البيت وتحديد المسئوليات داخل الكنيسة شيء مهم جدا, وأعتقد أن هذه هي البداية الصحيحة لتصبح الكنيسة مؤسسة ناجحة, وستكون بدايتي مع السكرتارية لأنها المحرك لكل عمل, والواجهة أمام كل المتعاملين مع الكنيسة.
وقد كان.. وكانت البداية بسكرتارية المقر البابوي.. اختار قداسته سكرتيرا أو أكثر من الآباء الكهنة أو الرهبان, ومن خلفهم أعداد من الشباب العلمانيين المدربين حملوا جميعهم درجة الشماسية, وحرص قداسته خلال السنوات العشر الماضية من حبريته علي تغيير السكرتارية الخاصة كل عدة سنوات لبث دماء جديدة وإعطاء فرصة للراحة لمن شاركوا في هذا العمل الشاق, فالمقر البابوي عند البابا تواضروس خلية نحل لا يعرف الراحة ولا السكون علي امتداد نحو 18 ساعة يوميا, وأحيانا يواصلون الليل بالنهار.. يتابعون أوقات الزيارات والاستقبالات والسفريات, ويرتبون كل شيء بدقة محسوبة بالحركة والدقيقة, ويتلقون المكالمات والإيميلات والمكاتبات, ويعرضون كل الموضوعات علي قداسته, ويتلقون التوجيهات, ويعدون الردود في منظومة تتيح أن يبقي باب قداسة البابا مفتوحا دائما, وتليفونه الخاص متاحا للجميع.. السكرتارية للتنظيم والترتيب, ويبقي البابا تواضروس بابتسامته المشرقة وقلبه المحب يستقبل الجميع في مودة تشعر كل قادم أنه في ضيافة أب كريم وراع حكيم.
واليوم بعد عشر سنوات, عندما نسترجع عمل قداسة البابا علي مختلف الأصعدة.. يتأكد لنا نجاح المنظومة التي وضعها قداسته لتسيير الأعمال والمهام, خاصة أننا عندما نتحدث عن المقر البابوي فنحن نتحدث عن ثلاثة مقار أولها في القاهرة عاصمة البلاد, والثاني في الإسكندرية مقر الكرسي الرسولي, والثالث في دير الأنبا بيشوي حيث أقام قداسة البابا تواضروس أكبر قاعة مؤتمرات مركز لوجوس لاجتماعات المجمع المقدس والسيمنارات واللقاءات المسكونية وملتقيات الشباب وأبناء الكرازة من كل بلاد العالم.
عندما نتحدث عن هذا نري صورة جديدة للكنيسة القبطية تجمع بين العمق الروحي والإدارة الجيدة التي أرساها البابا تواضروس الثاني الحاصل علي إجازة التعليم المسيحي والإدارة من جامعة سنغافورة عام 1999 حينما كان أسقفا عاما لإيبارشية البحيرة يخدم مع نيافة الحبر الجليل الأنبا باخوميوس صاحب مدرسة التدبير الإداري في الكنيسة القبطية.
وعندما ذهبت إلي قداسة البابا منذ أيام مهنئا بمرور عشر سنوات علي حبرية قداسته سألته في حوار سريع: كيف يقضي يومه؟ أجابني:
برنامجي اليومي أقسمه إلي جزءين, الأول من 11 صباحا إلي 11 مساء, وهذا أقضيه مع الناس في مقابلات, اجتماعات, محاضرات, زيارات, وإنهاء كل الموضوعات المتعلقة بالكنيسة.. والجزء الثاني من 11 مساء إلي 11 صباحا أقضيه مع الله في صلوات وقراءات وخلوة روحية.
ولما عدت أسأل قداسته عن عدد ساعات نومه.. أجابني:
هي قليلة تتفاوت من وقت إلي آخر, لكنه في المتوسط 6 ساعات, وكثيرا ما تقل, خصوصا عندما تشتد آلام الظهر.
* من السكرتارية .. إلي المجمع المقدس
في الوقت الذي كان فكر البابا المدبر مركزا علي السكرتارية ليكون للكنيسة شكل من أشكال الإدارة, وهو ما يعرف في اللغة الكتابية التدبير الكنسي كانت عين قداسته علي المجمع المقدس السلطة العليا للكنيسة القبطية المجمعة التي تأخذ كل قراراتها بإجماع كل آبائها المطارنة والأساقفة.. من هنا دعا البابا تواضروس الثاني بعد أيام من جلوسه علي السدة المرقسية إلي أول اجتماع لقداسته بالمجمع المقدس.. وشهد المقر البابوي بأرض الأنبا رويس في 22 نوفمبر 2012 انتخاب سكرتارية المجمع المقدس في صورتها الجديدة, وتشكيل اللجان التي يناط بها إعداد الدراسات, كلا في مجاله.. من بعدها شهدت الكنيسة حراكا كبيرا, وأعدت دراسات عديدة, ودارت مناقشات مستفيضة, وبدأت الخطوات في منظومة منظورة تناسب حجم الكنيسة وتاريخها ودورها الروحي والمجتمعي من خلال مجموعات من اللوائح تضع كل أمور الكنيسة في إطار من النظم والقوانين.
وحرص قداسة البابا علي أن يكون انعقاد المجمع المقدس في جلسات ثابتة باعتباره السلطة العليا في الكنيسة, والسلطة التشريعية التي تسن قوانينها وتصدق علي قراراتها.. وشهد المجمع المقدس في عام 2013 اجتماعين في يونيو ونوفمبر, وفي عام 2014 اجتماعين أيضا في يونيو ونوفمبر.
ولما رأي البابا تواضروس أنه مع اتساع الكرازة المرقسية وتعدد إيبارشياتها علي امتداد المعمورة, وأنه أصبح من الصعب تجمع كل الآباء الأساقفة والمطارنة من كل العالم مرتين في العام.. رأي قداسته أن يكون للمجمع المقدس جلسة سنوية محددة تعقد بعد عيد العنصرة وغالبا ما يكون هذا في شهر مايو أو يونيو من كل عام, وأن يكون لأحبار الكنيسة لقاء سنوي قبل صوم الميلاد, وغالبا ما يكون هذا في نوفمبر من كل عام, يجتمعون في سيمنار ليس من الضروري أن يحضره كل أعضاء المجمع حيث يتناقشون في موضوع أو عدة موضوعات محددة أجروا حولها دراسات وأبحاثا طوال العام, لتبقي الدماء متجددة في قلب الكنيسة وعقلها, ويبقي لأحبارها التواصل المستمر.
مرة أخري تجلت رؤية البابا المدبر عندما رأي تباعد المساحة الزمنية لعام كامل ما بين اجتماع المجمع المقدس والاجتماع التالي, ورأي بحكمته تشكيل مجمع مصغر يكون له ما للمجمع المقدس من السلطة الكهنوتية والتشريعية في الكنيسة, ويكون له اتخاذ القرارات في الظروف الطارئة, فيما عدا ما يخص الإيمان والعقيدة.. ومع بدايات عام 2019 أعلن البابا تواضروس الثاني عن تشكيل اللجنة الدائمة للمجمع المقدس من عشرين عضوا يمثلون المجمع في صورته المصغرة.
وكانت الرؤية الثاقبة للبطريرك الـ118, فلم تمض إلا شهور معدودات وزحف وباء كورونا وواجهت الكنيسة موقفا صعبا, وحملت اللجنة الدائمة كل مهام المجمع المقدس في أيام الوباء, وتأجلت كل اجتماعاته, وتأجلت أيضا رسامات أساقفة جدد, وتأجل أيضا عمل الميرون الذي يحضره كل أحبار المجمع المقدس, والذي كان مقررا له أبريل 2020.. وصار للكنيسة ثلاثة أحداث مهمة مؤجلة.
وعندما بدأت أجواء الجائحة تتحسن رأي قداسة البابا تواضروس الثاني تجميع كل المناسبات في مدي زمني قصير اختار له قداسته الثلث الأول من شهر مارس 2021.. فالميرون الذي كان يقيمه في الأسبوع السابق من أسبوع الآلالم أقامه في الأسبوع الأول من الصوم المقدس, والجلسة السنوية للمجمع المقدس التي كانت تعقد في مايو من كل عام بعد عيد القيامة تقدم بها إلي أوائل مارس, وبينهما قام قداسته بالرسامات الجديدة, والتي تعد من أشهر السيامات في تاريخ الكنيسة القبطية وأقربها إلي قلب البابا المدبر تواضروس الثاني.. لأنها جاءت بعد عامين لم يجتمع فيهما المجمع المقدس, وتوقفت فيهما الرسامات, ولأنها الأولي التي أقيمت في كاتدرائية ميلاد المسيح أكبر كاتدرائية في الشرق الأوسط.. وهي التي تم فيها تقسيم إيبارشية المنيا التي تضم أكبر تجمع قبطي فوق أرض مصر إلي ثلاث إيبارشيات, وفيها أيضا سيم أسقف ورئيس دير الأنبا بيشوي أكبر أديرة البرية, وسيم أيضا أسقفان لمناطق بالقاهرة, وأسقف عام لأفريقيا, وأسقف عام لشرق آسيا.
* من الدسقولية.. إلي اللوائح
ولأن كل الأشياء عند البابا تواضروس بترتيب وتدقيق, فقد كانت بداية ترتيب البيت بالسكرتارية.. ومن بعدها دعوة المجمع المقدس وتشكيل سكرتاريته ولجانه.. في كل هذا كانت عين البابا المدبر وفكره علي ما هو قادم.. كانت رؤية قداسته أن الكنيسة مؤسسة, وكل مؤسسة لابد أن يكون لها قانون.. وهنا أذكر أن قداسة البابا تواضروس قال لي في أحد حواراتي عند بداية حبريته:
الكنيسة الأولي كان لها دسقولية ومازالت الكنيسة تدير كل أمورها وفقا لقواعدها, لكن مع مرور الأعوام وانتشار خدمة الكنيسة في مصر وفي بلاد المهجر, وتعدد مرافقها وحاجاتها, وتعدد المسئوليات وتدرجها, لابد أن يكون لكل أنشطة الكنيسة المتعددة لوائح منظمة ليكون كل شيء محددا بحدود تنظيمية تكفل سلامة الأداء وشفافية القرار في كل وقت وكل أمر.
هنا تكشفت لي حكمة البابا تواضروس الثاني أبوالتدبير عندما دعا المجمع المقدس للانعقاد بعد أربعة أيام من جلوسه علي السدة المرقسية وتشكيل السكرتارية الجديدة للمجمع ليعهد إليها بوضع مشروعات لوائح لكل أنشطة الكنيسة لتؤدي دورها الروحي والاجتماعي علي أفضل وجه.. وفي مارس 2013 التقي أحبار الكنيسة المطارنة والأساقفة في أول سيمنار للمجمع المقدس في حبرية البابا تواضروس حمل عنوان الخدمة.. قيادة ورعاية ليتوالي من بعده صدور اللوائح المنظمة لكل عمل ونشاط وخدمة في الكنيسة.
ولأن قناعة قداسة البابا تواضروس الثاني أن قوة الكنيسة من قوة الأديرة, ونمو الكنيسة يأتي من الرهبان الذين يتخرجون فيها, فقد كانت أول لائحة تخرج إلي النور علي طريق ترتيب البيت هي لائحة الأديرة والرهبان التي تنظم قوانين إنشاء الأديرة الجديدة وقبول الرهبان وكل ما من شأنه النهوض بها.
وبعدها تتابعت اللوائح.. ففي 20 يونيو من نفس العام -2013- خرجت لائحة مجالس الكنائس متضمنة 68 مادة تضع نظاما واضحا للمعاملات بين كل من له عمل في الكنيسة, وتقديم خدمة كنسية بدون عثرات, وتؤكد من جهة أخري علي دور العلمانيين في خدمة الكنيسة, وعلي الجماعية والشركة في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية باعتبار أن مجلس الكنيسة هو امتداد لعمل الشمامسة السبعة في الكنيسة الأولي.
وفي تسلسل دقيق علي طريق ترتيب البيت جاءت بعد لائحة مجالس الكنائس بأيام- يوليو 2013- لائحة الآباء الكهنة, واضعة في 12 مادة و10 ملاحق تعاريف للأب الكاهن وشروط الترشح لسلك الكهنوت وإجراءات الترشيح, ومحددة لواجبات الكاهن وحقوقه أيضا, ليكون الكاهن علي صورة السيد المسيح وسط شعبه ولا يفرط في أي نفس, ويتمتع بالحكمة ويحترم حقوق الكنيسة المقدسة, ويحافظ علي تقاليدها وطقوسها.. وفي هذا الإطار وضع قداسة البابا تواضروس الثاني, بالإضافة إلي ما جاءت به اللائحة, نظاما دقيقا لاختيار الكاهن, حرص فيه علي المقابلة الشخصية مع المرشحين للكهنوت وزوجاتهم, فلا كاهن يرسم في إيبارشية قداسته (القاهرة والإسكندرية) إلا ويكون لقداسته لقاء معه وأسرته ليطمئن علي سلامة سيرته واستعداده للمسئولية الكهنوتية وقبول أسرته للمهمة الجديدة.
ثم جاءت لائحة الأب الأسقف ونظم إدارة الإيبارشية التي اعتمدها المجمع المقدس في جلسته الرئيسية الخميس 21 نوفمبر 2013 لتنظيم مهام الأسقف وطريقة اختياره, وحددت الآليات التي يستطيع العمل بها, ووضعت له هيكلا تنظيميا استرشاديا, ومقترحا للبرنامج اليومي والأسبوعي والشهري للأسقف, كما حددت المحاذير التي عليه أن يتجنب السقوط فيها وآليات مساءلته إن أخطأ.
* البطريرك.. اللائحة الأهم
توالت اللوائح بعد ذلك, لائحة تلو الأخري حتي صار للكنيسة عشر لوائح تنظم العمل لكل أنشطتها, وكل خدماتها, وكل آبائها, وفي كل مواقعها, ولم يكن هذا بالأمر البسيط أو السهل, فكل لائحة سبقتها مؤتمرات وورش عمل لدراسة الموضوع دراسة مستفيضة حتي الوصول إلي مسودات تجري عليها مناقشات تالية من لجان المجمع المقدس إلي أن تصدر في صورتها النهائية التي تخرج بها إلي الكنيسة.
الأكثر والأهم أن تتابع صدور اللوائح المنظمة للعمل في الكنيسة علي طريق ترتيب البيت لم تقف عند هذا, وكان الحدث الأكبر والأهم صدور لائحة انتخاب بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية وهو الحلم الذي كان يراود كل قبطي حسما للنقاش الذي دار حول بنود اللائحة القديمة المعروفة بلائحة 57 والمعدلة في سنة 1971, إذ كشف انتخاب البطريرك الـ118 بعد رحيل مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث أنها تحمل في طياتها الكثير مما لم يعد مناسبا, وقد مضي عليها أكثر من نصف قرن, وكان المتنيح البابا شنودة يرغب في تعديلها إلا أن هذا لم يحدث, وهو ما حرص عليه البابا تواضروس بمجرد إعلان القرعة الهيكلية واختيار السماء له ليكون البطريرك الـ118 في عداد الآباء خلفاء مارمرقس الرسول, فقرر أن يمتد عمل لجنة الترشيحات لإعداد لائحة جديدة, وظل يولي هذا اهتماما كبيرا منذ جلوسه علي كرسي البطريركية.
وفي جلسة استثنائية للمجمع المقدس برئاسة البابا تواضروس الثاني في 20 فبراير 2014 وافق المجتمعون علي مشروع لائحة إجراءات ترشيح وانتخاب بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة.. وخرجت اللائحة الجديدة التي اعتمدها فيما بعد رئيس الجمهورية في 36 مادة مقسمة في ستة أبواب, أهم ما فيها أنها قصرت الترشيحات علي الرهبان والأساقفة العموميين وأكدت علي عدم ترشح مطارنة أو أساقفة الإيبارشيات باعتبار أن بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية للأقباط الأرثوذكس هو أسقف الإسكندرية والقاهرة. ووفقا لقوانين الكنيسة لا يجوز نقل أسقف من إيبارشية إلي إيبارشية أخري.. كما وسعت اللائحة الجديدة اشتراك الإكليروس والشعب في انتخاب الأب البطريرك; فأعطت لكل إيبارشية أن تقدم عددا مماثلا لعدد كهنة الإيبارشية من أفراد الشعب.