صلي نيافة الحبر الجليل أبينا الحبيب والمكرم الأنبا بولس “أسقف الرعاية والعمران” أسقف إيبارشية أوتاوا ومونتريال وشرق كندا، أمس السبت الموافق 3 فبراير الجاري، القداس الإلهي في كنيسة رئيس الملائكة ميخائيل والقديس أبي سيفني في لافال بإقليم الكيبيك الكندي، وشارك نيافته خدمة القداس الإلهي أبونا الحبيب والغالي القمص الراهب موسى البراموسي، وأبونا الحبيب والغالي القمص ميخائيل عطية، وسط مشاركة عدد كببر من شعب الكنيسة.
ما هو مال الظلم ؟ وما علاقته بالعشور ؟
وقال أبونا الأسقف المحبوب وجزيل الاحترام الأنبا بولس “أسقف الرعاية والعمران” في عظته بعد قراءة الإنجيل المقدس، أن مزمور اليوم يحدثنا عن “فم الصديق يتلو الحكمة، ولسانه ينطق بالحكم. ناموس الله في قلبه، ولا تتعرقل خطواته”.
أضاف نيافته أن الإنجيل المقدس يحدثنا اليوم عن مال الظلم، وكثير منا لا يعرف، ما معني مال الظلم؟ ربما قليلون منا يعتبرون أن مال الظلم، هو المال الذي يأتي من طريق غير مشروع، مال الظلم هو مال الحرام، لأنه في المزمور نقول “زيت الخاطئ لا يدهن رأسي”، الله، ذات نفسه لا يقبل أي تقدمة، تأتي من طرق خطأ أو غير مشروع.
أشار نيافته: إذا، ما هو ما الظلم؟ هو المال، الذي تتعب فيه، وتكسبه، ولكن يجب أن تعطي جزء منه لله، هو مال العشور أو البكور، لأن الإنسان الذي يستبقي مال العشور لنفسه، ولم يطبق الوصية الخاصة بدفع العشور، كأنه يظلم الفقير أو الإنسان الآخر الذي هو في احتياج إلي هذه الفلوس “العشور”، ولهذا قال الله: “اصنعوا لكم أصدقاء بمال الظلم”، ولهذا تعلمنا الكنيسة بنور الروح القدس، أن هذا المال مهم جدا، لكي يصرف علي الفقراء، فمال التقدمة، ومال العشور ليس لكم، نعم أنتم تتعبون فيه، لكنه تقدمة لله لمساعدة الفقراء، ومن المهم أن ندرك أن صاحب المال هو من امتدح وكيل الظلم، عندما عمل أصدقاء بمال الظلم، ولكنه لم يأخذ مال شخص آخر، حيث لا يجوز لأي شخص أن يأخذ مال آخر أو الشركة التي يعمل فيها، ويقول أنه سيعمل أصدقاء بمال الظلم، فهذا مفهوم خاطئ. وتوجد هنا حكمة لأهل هذا الدهر، وأننا كما يقول المزمور صديقين وننطق بالحكمة وناموس الله في قلبنا.
أكد نيافته: إذا مال الظلم، هو المال الذي أنت تعبت فيه لتحصل عليه، لكنه لا يخصك، لأنه مال الفقير، الذي أوصاك الله بأن بطبق وصيته وتعطي عشورا عما تكسب. والله يحب من يعطي من اعوازه، فالسيد المسيح له المجد، المرأة التي اعطت الفلسين، امتدحها رب المجد، لأنها أعطت من اعوازها،
احجز العشور لربنا كما قالت الوصية .. لتعم البركة في بيتك وحياتك .. ولتحول البركة الأرضية لسمائية داخلك
قال أبونا الأسقف المحبوب وجزيل الاحترام الأنبا بولس “أسقف الرعاية والعمران”: يا أحبائي مهم أن تعطوا العشور لربنا، لا أقصد أن تعطوا الفلوس للكنيسة، ولكن بمجرد أن تحصل علي مرتبك، احجز العشور جانبا، لأن هذا حق ربنا، حتي تعم البركة في حياتك وبيتك. ولهذا في سفر التثنية يقول “ادخلوا إلي بيتي المحرقات، اجعلوا بيتي مليء بالتقدمات، ومهم جدا أن كل واحد يعطي عشورا قائلا، “هذه يا رب البركة التي سمحت بها، اقدمها لك”. كما أنه من المهم أن يحول الإنسان البركة الأرضية، إلي بركة سماوية في داخله.
لا يمكنك أن تحصل علي السعادة، الحب، الطمأنينة والسلام بالمال .. كونوا أمناء علي مال الغير
أكد نيافته: أن السعادة، الحب، الطمأنينة، السلام لا يمكن أن تحصل عليها بالمال، ولكن بالنعمة السماوية دخلك، عن طريق عشورك التي تساعد بها الفقراء. والكنيسة تقول لكم كونوا أمناء في مال الظلم، وهو مال الفقير، الذي يخصك، ولكنه ليس ملكا لكا، ومن المهم أن تكونوا أمناء في مال الظلم، وتعطوا عشوركم، للفقراء، حتى تحصلوا على الحياة الأبدية. ولهذا إن فان لم تكونوا امناء في مال الظلم فمن يأتمنكم على الحق. وإن لم تكونوا أمناء فيما هو للغير فمن يعطيكم ما هو لكم، وهذه الآية تعني أنني يجب أن أكون أمينا في مال الغير.
الله يعطينا البركة الأرضية، لتتحول داخلنا إلي بركة سمائية، وإلي سلام وإلي طمأنينة في قلوبنا، لإلهنا المجد الدائم إلي الأبد آمين.