تستمر الشهادات والأدلة التي تتهم دولة قطر، وتكشف العلاقة المشبوهة بينها وبين تنظيم القاعدة، إذ كشفت شقيقة وزير الاتصالات والمواصلات القطري، المعارضة لنظام الدوحة، منى سيف السليطي، تفاصيل العلاقة المشبوهة بين قطر والقاعدة، وكذلك علاقة المصاهرة التي تربط زعيم التنظيم السابق أسامة بن لادن ووزير الداخلية القطري عبدالله بن خالد، لافتة إلى أن قصر خليفة آل ثاني يعد مركزًا لتدريب المتطرفين من الأطفال، كما أن السلطة الحاكمة تعتمد حاليًا على المجنسين الإيرانيين مقابل إبعاد المواطنين القطريين.
وبحسب ما أوردته "الوطن" السعودية، اليوم الأربعاء، أشارت السليطي في تصريحات خاصة للصحيفة، إلى أن قصر خليفة آل ثاني في قطر يعد مركزًا مهمًا لتدريب عناصر القاعدة، مبينة أن الشيخة موزة المسند، باتت تتحكم بشكل مهيمن على كامل أرجاء الإمارة، وتعدّ كلمتها نافذة بشكل كبير، لافتةً إلى أن السلطة الحاكمة أمعنت في إذلال المواطنين القطرين، وفضلت الاعتماد على المجنسين الإيرانيين.
مغالطات الحكومة
ولفتت السليطي إلى مخادعة السلطات القطرية حول استحداث المجلس الأعلى للتعليم، إذ تبين بعد ذلك أن هذا المركز تم استحداثه من أجل جلب العمالة الوافدة الأجنبية، مشيرةً إلى أن العمل في هذا المجلس كان يعتمد على رفع التقارير من الإدارة العليا، إلا أنها كشفت بعض الفساد الذي أزعج السلطات القطرية، مبينةً أن المجلس يتم التحكم فيه مباشرة من الشيخة موزة والأمير تميم شخصيًا.
وأضافت "قبل دخولي المجلس الأعلى، كنت أتواصل مع حمد بن خليفة عن طريق الديوان الأميري، وتلك المراسلة سببت غضب المحيطين حوله وله شخصيًا، إذ وصلتني تهديدات شفوية عن طريق رئيس المحاكم الشرعية عبدالعزيز الخليفي، وكانت موجهة مباشرة من "تميم وموزة"، لافتةً إلى أن السلطات حكمت عليها بالسجن سنتين، ولم تعد تعامل كالمواطن القطري، قبل أن يتم تركها تغادر قطر، ولا توجد بحوزتها الأموال الكافية".
تخمة الحاكم
قالت السليطي "قطر خططت لما يسمى بالربيع العربي منذ اللحظات الأولى، وأعدت له العدة عبر التجهيز الإعلامي والميداني"، مشيرةً إلى أن المعتقل الذي وُضعت فيه كان مخصصًا لتدريب عناصر من تنظيم القاعدة، وتم استجوابها لمعرفة مصدر المعلومات التي بحوزتها.
وكشفت السليطي مؤامرات قناة الجزيرة الفضائية، إذ لم تبد استغرابها من ظهور زعيم القاعدة السابق أسامة بن لادن على شاشاتها، بحكم أن الأخير كان معتادًا على زيارة الدوحة والإقامة مع وزير الداخلية السابق عبدالله بن خالد، والمشرف على قناة الجزيرة حمد بن جاسم، مبينة أن كتاب الصحفي السابق بالقناة يسري فودة، خير دليل على هذه العلاقة الوطيدة، ولافتة إلى أن القناة تتولى مهام بث الفوضى في الوطن العربي.
ووصفت السليطي العلاقة بين قيادات القاعدة والعائلة الحاكمة في الدوحة بالربحية، إذ يتبادل الطرفان المصالح، فضلًا عن علاقة المصاهرة بين ابن لادن والنظام الحاكم في قطر، باعتبار أن خالة ابن لادن يتزوجها عبدالله بن خالد بن حمد، والأخير تم وضع اسمه في قوائم الإرهاب.
أسرار المعسكرات
أكدت السليطي أن التدريبات على هذه المؤامرات كانت تتم في معسكر الشيخ خليفة آل ثاني القديم، إذ إنه في عام 1995 -وعند حصول محاولة انقلابية لإرجاع حكم الأمير خليفة- تم تسريح عدد كبير من الضباط بشكل وهمي، وظل يستفاد منهم بشكل سرّي لتجارة السلاح.
وأضافت السليطي "يسافر دوريًا وفد مكون من محام وضباط عسكريين قطريين إلى البلدان الفقيرة على غرار النيجر وزنجبار وقطاع غزة، ويتم إحضار الأطفال اليتامى إلى المعسكر لتدريبهم على تنفيذ أعمال انتحارية".
الاختراق الإيراني
وشددت السليطي على أن إيران وجدت في قطر الأرضية الخصبة لمواجهة السعودية والإضرار بها، إذ تعمل طهران على زرع خلايا نائمة لها داخل الأوطان العربية، عبر شراء الذمم بالأموال القطرية، مشيرة إلى أن الفوضى هي رأس حربة المشروع الفارسي التوسعي.
وأضافت "أن علاقة القيادة القطرية بالحوثيين وطيدة منذ سنوات، إذ عملت الدوحة على تجنيس بعضهم، والتشارك مع بعض أفراد الأسرة الحاكمة، فيما تم تجنيد عدة أفراد من قبيلة بني الأحمر، ومُنحوا الرواتب العالية لكسب ولاءاتهم"، مؤكدة أن أسرة آل ثاني كانت تتعمد تقريب الحوثيين لابتزاز السعودية وتقويض أمنها، خصوصا في الحد الجنوبي.
الصمت السعودي
قالت السليطي "إنها كانت مطلعة على مخطط القيادة القطرية ضد السعودية"، مشيرة إلى أن المخطط كان يتضمن استفزاز المملكة، لا سيما أن حكام الدوحة كان يغيظهم توازن السياسة السعودية والتزامها الصمت في بعض المواقف.
وأضافت أنها استفسرت عن سبب محاولة حكام قطر استفزاز السعودية فكان الرد بأنهم "يريدون أن يعرفوا ما تخفيه المملكة من سياسات وأسلحة، فضلًا عن مشاعرهم تجاه قطر".
وقالت السليطي "إن العامل المشترك بين حمد آل ثاني ونجله تميم وموزة المسند هو المال، كما أن حمد بن جاسم آل ثاني يرسل مواطنين سرًا إلى إسرائيل عن طريق بيروت، أيضًا فإن هناك أشخاصًا معروفين زاروا إسرائيل مثل عبدالله العذبة وولهان بدر لحضور دورات تدريبية معينة.
واتهمت السليطي القيادة القطرية بخيانة الأمة العربية والإسلامية، والتحالف مع الإسرائيليين، والسماح للمؤسسات الصهيونية بالعمل داخل البلاد، تحت غطاءات متعددة.
تقارير استثنائية
أردفت السليطي بكشف العلاقة المشبوهة التي كانت تربط عائلة بن لادن بالقيادة القطرية، إذ أشارت إلى أنه خلال عملها في المجلس الأعلى للتعليم، كانت تُرفع إليها تقارير من الديوان الأميري تفيد بضرورة قبول أسرة بن لادن ونجله حمزة بحالة استثنائية، وتوزيعهم على المدارس، مبينة أن هذه العلاقة تم توثيقها بشكل أكبر عندما استلم الأمير السابق مقاليد الحكم عام 1995.
وتطرقت السليطي إلى أن القيادة القطرية عملت على جلب الهاربين والمشردين من حكوماتهم حول العالم، وتنصيبهم في مراكز قيادية واستخباراتية لإدارة الأحداث الفوضوية في العالم العربي، مبينة أن الهرم الثلاثي المتكون من حمد وتميم وموزة، كان يشرف على هذه الأحداث، ويرفع التقارير إلى المجلس مباشرة.
وأشارت السليطي إلى أن هناك فرقًا مختصة لإحداث الفوضى في العالم العربي من داخل قطر، مشيدة بالموقف الخليجي ضدها، وملاحقة جميع الكيانات والأفراد المشبوهين والمرتبطين معها، كاشفة أن التآمر القطري لم يستثن دولة عربية إلا وأدخل فيها الخراب والدمار.