وصل وفد من الأطباء الأمريكيين والبريطانيين إلى واشنطن العاصمة لإيصال رسالة صارخة إلى إدارة بايدن بأن تصرفات الجيش الإسرائيلي في غزة تدمر بشكل منهجي البنية التحتية للرعاية الصحية في المنطقة وتؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية.
ووفقا لما نشرته الجارديان، عاد هؤلاء الأطباء مؤخراً، بقيادة البروفيسور نيك ماينارد، المدير السابق لخدمات السرطان في جامعة أكسفورد، من العمل التطوعي في مستشفيات غزة المحاصرة. وترسم رواياتهم المباشرة صورة قاتمة للوضع على الأرض، مع مزاعم عن هجمات استهدفت مرافق الرعاية الصحية والعاملين فيها من قبل قوات الإحتلال الإسرائيلية.
ووفقاً للبروفيسور ماينارد، فإن تصرفات جيش الإحتلال الإسرائيلي تشكل "فظائع مروعة" تهدف إلى تفكيك نظام الرعاية الصحية في غزة. ويشير إلى التدمير المتعمد للبنية التحتية للمستشفيات، بما في ذلك خزانات الأكسجين وأجهزة التصوير المقطعي، كدليل على وجود استراتيجية أوسع لطرد الفلسطينيين من منازلهم.
إن الأزمة في مستشفيات غزة وخيمة، حيث لا يعمل أي من المستشفيات الستة والثلاثين بكامل طاقتها، بينما تعمل عشرات المستشفيات بشكل جزئي فقط. وقد سلطت الغارة الأخيرة على مستشفى الشفاء في مدينة غزة الضوء على التحديات التي يواجهها الطاقم الطبي، حيث وردت أنباء عن مقتل واعتقال فلسطينيين داخل مباني المستشفى.
علاوة على ذلك، قُتل المئات من العاملين في مجال الرعاية الصحية أو اعتقلوا أو تعرضوا للتعذيب على يد القوات الإسرائيلية، مما أدى إلى تفاقم الوضع المتردي بالفعل. وينظر الخبراء إلى الإغلاق والأضرار التي لحقت بالمستشفيات على أنها جزء من استراتيجية أوسع لتهجير الفلسطينيين من منازلهم.
ويؤكد وفد الأطباء على الحاجة الملحة لوقف إطلاق النار للسماح بالتوزيع الآمن للغذاء وإحياء خدمات الرعاية الصحية. وهم يقولون إن زيادة المساعدات للفلسطينيين لا معنى لها دون معالجة السبب الجذري للأزمة: العمل العسكري المستمر الذي يقوم به جيش الإحتلال الإسرائيلي.
ومن المقرر أن يلتقي الوفد بمسؤولين في البيت الأبيض وكبار أعضاء الكونجرس للتعبير عن مخاوفهم والحث على اتخاذ إجراءات لتخفيف المعاناة في غزة. ويشددون على أن عمليات توصيل الأغذية على نطاق واسع سيكون لها تأثير محدود إذا لم تتوقف الأعمال العدائية.
يسلط الدكتور زاهر سحلول، رئيس جمعية MedGlobal الطبية الخيرية، الضوء على المواقف المتغيرة داخل المشهد السياسي الأمريكي فيما يتعلق بالإجراءات الإسرائيلية في غزة. ويشير إلى أن هناك انفتاحا متزايدا على مناقشة الأزمة الإنسانية، خاصة في ظل الضغط الشعبي على إدارة بايدن.
وتعكس مهمة الأطباء إلى واشنطن شعوراً باليأس لمواجهة الروايات الكاذبة والتأكد من معرفة المدى الكامل للمعاناة في غزة. ويأملون في تحفيز اتخاذ إجراءات هادفة لمعالجة الأزمة الإنسانية ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.