“إسرائيل المعاصرة من منظور كتابي”.. دراسة لاهوتية تفند السردية الصهيونية
27.12.2025 12:37
Articles مقالات
وطني
“إسرائيل المعاصرة من منظور كتابي”.. دراسة لاهوتية تفند السردية الصهيونية
حجم الخط
وطني

جميع النبوءات عن عودة اليهود تمت في العهد القديم. قبل الميلاد بمئات السنين
– يسوع تنبأ بشتاتهم وليس بعودة ثانية لهم

في هذه الأيام يتحدث الكثير من الناس، داخل الكنيسة وخارجها، عن ربط الأحداث في الشرق الأوسط بالكتاب المقدس. وهذا الحديث المتكرر له العديد من التداعيات والآثار الروحية والتبشيرية الهامة. بالإضافة إلى الآثار المترتبة على تفويض الكنيسة ودورها لإعلان وتعزيز العدالة والسلام.

تهدف هذه الدراسة القصيرة إلى تكريم كلمة الله فوق كل اعتبار آخر. والكتاب المقدس (الكتاب المقدس وحده) هو مرجعنا في هذه القضية. إن قضايا المصلحة القومية والسياسية لا تعنينا أكثر من حق الله.

1. الوعد بالأرض: من له الحق الكتابي في أرض الموعد؟
يربط العهد القديم والعهد الجديد كلاهما ميراث أرض الموعد بـ “المسيح”، “أصل داود وذريته”، “نسل إبراهيم” الذي هو أيضًا “الرجاء المبارك للأمم”.
منذ البداية كان الوعد بالأرض مرتبطًا بالبركة التي ستعم جميع الأمم، وليس اليهود فقط.
“وَأُبَارِكُ مُبَارِكِيكَ، وَلاَعِنَكَ أَلْعَنُهُ. وَتَتَبَارَكُ فِيكَ جَمِيعُ قَبَائِلِ الأَرْضِ».” (تك 12: 3).
” ….وَانْظُرْ مِنَ الْمَوْضِعِ الَّذِي أَنْتَ فِيهِ شِمَالًا وَجَنُوبًا وَشَرْقًا وَغَرْبًا،لأَنَّ جَمِيعَ الأَرْضِ الَّتِي أَنْتَ تَرَى لَكَ أُعْطِيهَا ولِنَسْلِكَ إِلَى الأَبَدِ.” (تك 13: 14 – 15).

لاحظ هُنا، أن الوعد كان لإبراهيم نفسه ولنسله. لكن من المقصود بنسله؟
هذا هو النسل الذي به تتبارك جميع أمم الأرض.
“….أبَارِكُكَ مُبَارَكَةً، …وَيَتَبَارَكُ فِي نَسْلِكَ جَمِيعُ أُمَمِ الأَرْضِ” ( تك 22: 17 و18)
ولا يتركنا العهد الجديد موضع شك فيما يتعلق بهوية ذُرية إبراهيم أو نسله.

“أَنْتُمْ أَبْنَاءُ الأَنْبِيَاءِ، وَالْعَهْدِ الَّذِي عَاهَدَ بِهِ اللهُ آبَاءَنَا قَائِلًا لإِبْراهِيمَ: وَبِنَسْلِكَ تَتَبَارَكُ جَمِيعُ قَبَائِلِ الأَرْضِ. إِلَيْكُمْ أَوَّلًا، إِذْ أَقَامَ اللهُ فَتَاهُ (يَسُوعَ)، أَرْسَلَهُ يُبَارِكُكُمْ بِرَدِّ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ عَنْ شُرُورِهِ».” (أع 3: 25-26).
لذَلِك يُفهَم مِن هذا المقطع الكتابي أن الذين آمنوا هم أبناء إبراهيم. لقد تنبأ الكتاب المقدس أن الله سوف يُبرر الأمم (الشعوب من الأمم الأخرى الغير يهودية) بالإيمان، وأعُلن الانجيل مقدماً وسلفًا لإبراهيم: “و فيك تتبارك جميع الأمم”. لذلك يُبارك كل من لديه إيمان مع إبراهيم رجل الإيمان. وكل من يعتمد على حفظ الشريعة (اليهود الذين لم يؤمنوا بيسوع) هم تحت اللعنة، لأنه مكتوب: “ملعون كل من لا يثبت في جميع ما هو مكتوب في كتاب الناموس ليعمل به”.
لِذا يتضح أن لا أحد يتبرر أمام الله بالناموس، لأن “البار بالإيمان يحيا”. الشريعة ليست مبنية على الإيمان؛ بل على العكس تمامًا: “الانسان الذي يفعلها سيحيا بها”.
لقد افتدانا المسيح من لعنة الناموس بأن صار لعنة لأجلنا، لأنه مكتوب: “ملعون كل من علق على خشبة”. لقد افتدانا المسيح، لتصير البركة التي أُعطيت لإبراهيم للأمم في المسيح يسوع، حتى ننال بالإيمان موعد الروح.
لقد أُعطيت المواعيد لإبراهيم ولنسله. فالكتاب المقدس لا يقول “وإلى النسل” أي لكثيرين، بل “ولنسلك” أي شخص واحد، وهو المسيح. (غلاطية 3: 7 – 14، 16)
الرب يسوع نفسه يعلن بشكل لا لبس فيه أنه نسل داود في سفر الرؤيا.
“«أَنَا يَسُوعُ، أَرْسَلْتُ مَلاَكِي لأَشْهَدَ لَكُمْ بِهذِهِ الأُمُورِ عَنِ الْكَنَائِسِ. أَنَا أَصْلُ وَذُرِّيَّةُ دَاوُدَ. كَوْكَبُ الصُّبْحِ الْمُنِيرُ».”
(رؤ 22: 16).

والآن يتضح العمق الروحي لهذا الوعد من خلال، أولًا التركيز على السير بالكمال مع الله، والطاعة. وثانيًا من كون الوعد “امتلاكًا أبديًا”.

ولما كان أبرام ابن تسع وتسعين سنة ظهر له الرب وقال: أنا الله القدير. سِر أمامي وكن كاملاً. وأقيم عهدي بيني وبينك وأكثرك كثيرًا… وتكون أبًا لأمم كثيرة.. الأرض.. وأعطيك ملكا أبديا (أو مملكة) تك 17: 1-8

الآن، إذا كنا نؤمن بعصمة الكتاب المقدس، علينا أن نصر على أن كلمة “الأبدي” في هذه الوعود يجب أن تعني بالفعل ما تعنيه، فالأبدية ليست حتى نهاية الأرض وحَسب. بل الأبدية لانهائية. والأبدي لا تعني حرفيًا في هذا النص “زمنًا طويلًا جدًا”. فالأبدية لا تعني ألف سنة أو عشرة آلاف سنة أو عشرات مليارات السنين. الأبدية تعني بلا نهاية ولا تعني أي شيء آخر. لكن الأرض نفسها ستنتهي، بل الخليقة كلها ستنتهي، وهذا ما يعلمه الكتاب المقدس بوضوح.

وكلمة أبدي هنا لا بد أن تَعني أن هذا الميراث يتعلق بشيء أكثر من كل ما هو زمني أو أرضي. ملكية لا نهاية لها، مملكة خارج هذا العالم، مملكة المسيح، نسل إبراهيم، مملكة ربنا يسوع المسيح. مملكة روحية أبدية حقًا.
“أَجَابَ يَسُوعُ: «مَمْلَكَتِي لَيْسَتْ مِنْ هذَا الْعَالَمِ. لَوْ كَانَتْ مَمْلَكَتِي مِنْ هذَا الْعَالَمِ، لَكَان خُدَّامِي يُجَاهِدُون لِكَيْ لاَ أُسَلَّ إِلَى الْمَيَهُودِ. وَلكِنِ الآن لَيْسَتْ مَم ْلَكَتِي مِنْ هُنَا».” (يو 18: 36).

 

وكانت الطبيعة الروحية لهذا الملكوت واضحة حتى في زمن العهد القديم. وقد سَبَق و تنبأ دانيال بهذه المملكة.
“كنْتُ أَرَى فِي رُؤَى اللَّيْلِ وَإِذَا مَعَ سُحُبِ السَّمَاءِ مِثْلُ ابْنِ إِنْسَانٍ أَتَى وَجَاءَ إِلَى الْقَدِيمِ الأَيَّامِ، فَقَرَّبُوهُ قُدَّامَهُ. فَأُعْطِيَ سُلْطَانًا وَمَجْدًا وَمَلَكُوتًا لِتَتَعَبَّدَ لَهُ كُلُّ الشُّعُوبِ وَالأُمَمِ وَالأَلْسِنَةِ. سُلْطَانُهُ سُلْطَانٌ أَبَدِيٌّ مَا لَنْ يَزُولَ، وَمَلَكُوتُهُ مَا لاَ يَنْقَرِضُ.” ( دانيال 7: 13-14)

“وَفِي أَيَّامِ هؤُلاَءِ الْمُلُوكِ، يُقِيمُ إِلهُ السَّمَاوَاتِ مَمْلَكَةً لَنْ تَنْقَرِضَ أَبَدًا، وَمَلِكُهَا لاَ يُتْرَكُ لِشَعْبٍ آخَرَ، وَتَسْحَقُ وَتُفْنِي كُلَّ هذِ الْمَمَالِكِ، وَهِيَ تَثْبُتُ إِلَى الأَبَدِ. لأَنَّكَ رَأَيْتَ أَنَّهُ قَدْ قُطِعَ حَجَرٌ مِنْ جَبَل لا بِيَدَيْنِ، فَسَحَقَ الْحَدِيدَ وَالنُّحَاسَ وَالْخَزَفَ وَالْفِضَّةَ وَالذَّهَب. االله الْعَظِيمُ قَدْ عَرَّفَ الْمَلِكَ مَا سَيَأْتِي بَعْدَ هذَا. اَلْحُلْمُ حَقٌّ وَتَعْبِيرُهُ يَقِينٌ»
(دانيال 2: 44-45)

وتتضح الطبيعة الروحية لهذا الوعد من خلال الشروط التي كانت مرتبطة بوراثة الأرض. كانت الأرض إذن وسيلة أرضية، لا أكثر ولا أقل، وسيلة لمباركة شعب الله ولمباركة الأمم من خلال شعب الله. ومن خلال نسل إبراهيم المُعطى من خلال هذا الشعب.

أحد أكثر قادة الحركة الكاريزمية تأثيراً في العصر الحديث؛ يقول روجر فورستر (1997) “تفسير إبراهيم لتكوين 13: 15؛.. أنه ميراثًا روحيًا سماويًا قياميًا حصل عليه بالإيمان… لم يكن بإمكان إبراهيم أن يمتلكه إلا إلى الأبد، إلا من خلال القيامة، كما يمكن لأي شخص أن يفعل ذلك. لذلك في (عبرانيين 11: 13 ) “فِي الإِيمَانِ مَاتَ هؤُلاَءِ أَجْمَعُونَ، وَهُمْ لَمْ يَنَالُوا الْمَوَاعِيدَ، بَلْ مِنْ بَعِيدٍ نَظَرُوهَا وَصَدَّقُوهَا وَحَيُّوهَا، وَأَقَرُّوا بِأَنَّهُمْ غُرَبَاءُ وَنُزَلاَءُ عَلَى الأَرْضِ.” وكاتب سفر العبرانيين (كما يتابع فورستر) ليس مخطئًا في شرح وتقديم أن هذه هي الطريقة الوحيدة التي يمكن من خلالها فهم هذه الآية وتحقيقها.

إن العودة السياسية لشعب ما زال يرفض المسيح وينتظر بالفعل مسيحًا آخر لا يمكن أن يضمنها الكتاب المقدس. ولكن ما يُقره الكتاب المقدس عن الوعد هو أنه:

1. مشروط بالإيمان والطاعة.
2. ينتمي إلى شعب الذي هو نسل إبراهيم. تم تحديده لاحقًا على أنه ابن داود.
3. يَهدُف إلى مباركة جميع الأمم.

أقرأ أيضا:
تثنية 28: 64، 30: 1-10؛ يشوع ٢١: ٤٥؛ 23: 14-15؛ إشعياء 11: 11-12؛ ارميا 23: 3-8؛ حزقيال 37: 21-25؛ مت 24:31.

فإذا لم يلتزم الناس بشروط الإيمان والطاعة..
“وَيُبَدِّدُكَ الرَّبُّ فِي جَمِيعِ الشُّعُوبِ مِنْ أَقْصَاءِ الأَرْضِ إِلَى أَقْصَائِهَا، وَتَعْبُدُ هُنَاكَ آلِهَةً أُخْرَى لَمْ تَعْرِفْهَا أَنْتَ وَلاَ آبَاؤُكَ، مِنْ خَشَبٍ وَحَجَرٍ.” (تث 28: 64).
فإن عادوا إلى الإيمان والطاعة، فإنه يعيدهم إلى بركات الوعد.

«وَمَتَى أَتَتْ عَلَيْكَ كُلُّ هذِهِ الأُمُورِ، الْبَرَكَةُ وَاللَّعْنَةُ، اللَّتَانِ جَعَلْتُهُمَا قُدَّامَكَ، فَإِنْ رَدَدْتَ فِي قَلْبِكَ بَيْنَ جَمِيعِ الأُمَمِ الَّذِينَ طَرَدَكَ الرَّبُّ إِلهُكَ إِلَيْهِمْ، وَرَجَعْتَ إِلَى الرَّبِّ إِلهِكَ، وَسَمِعْتَ لِصَوْتِهِ حَسَبَ كُلِّ مَا أَنَا أُوصِيكَ بِهِ الْيَوْمَ، أَنْتَ وَبَنُوكَ، بِكُلِّ قَلْبِكَ وَبِكُلِّ نَفْسِكَ، يَرُدُّ الرَّبُّ إِلهُكَ سَبْيَكَ وَيَرْحَمُكَ، وَيَعُودُ فَيَجْمَعُكَ مِنْ جَمِيعِ الشُّعُوبِ الَّذِينَ بَدَّدَكَ إِلَيْهِمِ الرَّبُّ إِلهُكَ. إِنْ يَكُنْ قَدْ بَدَّدَكَ إِلَى أَقْصَاءِ السَّمَاوَاتِ، فَمِنْ هُنَاكَ يَجْمَعُكَ الرَّبُّ إِلهُكَ، وَمِنْ هُنَاكَ يَأْخُذُكَ، وَيَأْتِي بِكَ الرَّبُّ إِلهُكَ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي امْتَلَكَهَا آبَاؤُكَ فَتَمْتَلِكُهَا، وَيُحْسِنُ إِلَيْكَ وَيُكَثِّرُكَ أَكْثَرَ مِنْ آبَائِكَ. وَيَخْتِنُ الرَّبُّ إِلهُكَ قَلْبَكَ وَقَلْبَ نَسْلِكَ، لِكَيْ تُحِبَّ الرَّبَّ إِلهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ لِتَحْيَا. وَيَجْعَلُ الرَّبُّ إِلهُكَ كُلَّ هذِهِ اللَّعَنَاتِ عَلَى أَعْدَائِكَ، وَعَلَى مُبْغِضِيكَ الَّذِينَ طَرَدُوكَ. وَأَمَّا أَنْتَ فَتَعُودُ تَسْمَعُ لِصَوْتِ الرَّبِّ، وَتَعْمَلُ بِجَمِيعِ وَصَايَاهُ الَّتِي أَنَا أُوصِيكَ بِهَا الْيَوْمَ، فَيَزِيدُكَ الرَّبُّ إِلهُكَ خَيْرًا فِي كُلِّ عَمَلِ يَدِكَ، فِي ثَمَرَةِ بَطْنِكَ وَثَمَرَةِ بَهَائِمِكَ وَثَمَرَةِ أَرْضِكَ. لأَنَّ الرَّبَّ يَرْجعُ لِيَفْرَحَ لَكَ بِالْخَيْرِ كَمَا فَرِحَ لآبَائِكَ، إِذَا سَمِعْتَ لِصَوْتِ الرَّبِّ إِلهِكَ لِتَحْفَظَ وَصَايَاهُ وَفَرَائِضَهُ الْمَكْتُوبَةَ فِي سِفْرِ الشَّرِيعَةِ هذَا. إِذَا رَجَعْتَ إِلَى الرَّبِّ إِلهِكَ بِكُلِّ قَلْبِكَ وَبِكُلِّ نَفْسِكَ.” (تث 30: 1-10).

و كما ترتبط الطاعة والإيمان بوراثة الوعد. كذلك أيضًا يرتبط العصيان بالطرد من الأرض وحتى بالتدمير.
“…..وَتَعْلَمُونَ بِكُلِّ قُلُوبِكُمْ وَكُلِّ أَنْفُسِكُمْ أَنَّهُ لَمْ تَسْقُطْ كَلِمَةٌ وَاحِدَةٌ مِنْ جَمِيعِ الْكَلاَمِ الصَّالِحِ الَّذِي تَكَلَّمَ بِهِ الرَّبُّ عَنْكُمُ. الْكُلُّ صَارَ لَكُمْ. لَمْ تَسْقُطْ مِنْهُ كَلِمَةٌ وَاحِدَةٌ.واحدة. وَيَكُونُ كَمَا أَنَّهُ أَتَى عَلَيْكُمْ كُلُّ الْكَلاَمِ الصَّالِحِ الَّذِي تَكَلَّمَ بِهِ الرَّبُّ إِلهُكُمْ عَنْكُمْ، كَذلِكَ يَجْلِبُ عَلَيْكُمُ الرَّبُّ كُلَّ الْكَلاَمِ الرَّدِيءِ حَتَّى يُبِيدَكُمْ عَنْ هذِهِ الأَرْضِ الصَّالِحَةِ الَّتِي أَعْطَاكُمُ الرَّبُّ إِلهُكُمْ.” (يشوع 23: 14-15)

يتفق علماء الكتاب المقدس المخلصون لكلمة الله على أن الافتراض بأن المسيحيين يجب أن يدعموا إسرائيل لأن الأرض الذي “أعطاهم إياها الله دون قيد أو شرط” هو أمر غير كتابي بشكل واضح. وهذا يشمل الأملينيين مثل بيركوف (1938) والبريميللياني مثل تشافر (1988). لأن الوعد كان ولا يزال مشروطًا بشكل واضح

“بِكُلِّ هذِهِ لاَ تَتَنَجَّسُوا، لأَنَّهُ بِكُلِّ هذِهِ قَدْ تَنَجَّسَ الشُّعُوبُ الَّذِينَ أَنَا طَارِدُهُمْ مِنْ أَمَامِكُمْ فَتَنَجَّسَتِ الأَرْضُ. فَأَجْتَزِي ذَنْبَهَا مِنْهَا، فَتَقْذِفُ الأَرْضُ سُكَّانَهَا لكِنْ تَحْفَظُونَ أَنْتُمْ فَرَائِضِي وَأَحْكَامِي، وَلاَ تَعْمَلُونَ شَيْئًا مِنْ جَمِيعِ هذِهِ الرَّجَسَاتِ، لاَ الْوَطَنِيُّ وَلاَ الْغَرِيبُ النَّازِلُ فِي وَسَطِكُمْ لأَنَّ جَمِيعَ هذِهِ الرَّجَسَاتِ قَدْ عَمِلَهَا أَهْلُ الأَرْضِ الَّذِينَ قَبْلَكُمْ فَتَنَجَّسَتِ الأَرْضُ. فَلاَ تَقْذِفُكُمُ الأَرْضُ بِتَنْجِيسِكُمْ إِيَّاهَا كَمَا قَذَفَتِ الشُّعُوبَ الَّتِي قَبْلَكُمْ” (اللاويين 18: 24-28)

“اسمع يا إسرائيل، أنت الآن عابر الأردن لتدخل وترث أممًا أعظم وأعظم منك، ومدن كبيرة لها أسوار إلى السماء. فإذا طردهم الرب إلهك من أمامك، لا تقل في نفسك: قد أتاني الرب إلى هنا لأرث هذه الأرض بسبب بري. لا، بل بسبب شر هؤلاء الأمم يطردهم الرب من أمامكم. ليس بسبب صلاحك أو نزاهتك. ولكن لأجل إثم هؤلاء الأمم، يطردهم الرب إلهك من أمامك، لكي يفي بما أقسم لأبيك إبراهيم وإسحق ويعقوب». (تثنية 9: 1، 4-6)

“متى دخلت الأرض التي يعطيك الرب إلهك، فلا تتعلم أن تسير على تقليد رجاسات الأمم التي هناك. لا يوجد فيكم من يذبح ابنه أو ابنته في النار أو من يعرف عرافة أو سحر…. كل من يفعل هذه الأشياء مكروه الرب، وبسبب هذه الأعمال الرجسة يطرد الرب إلهك تلك الأمم من أمامك. يجب أن تكون كاملاً أمام الرب إلهنا..” (تثنية 18: 9-15، 26، 29)

ثم تستمر كلمة الله في إعلان نتاائج عدم الطاعة و أن لم تستمع إسرائيل لمسيحها فإنها بالتأكيد ستخسر الوعد:
“.. يُقيم لك الرب إلهك نبيًا بين إخوتك مثلي. يجب أن تستمع إليه.” (تثنية 18: 9-15، 26، 29)

لا يمكنك أن تطيع الله بينما ترفض مسيحه. وكان الوعد دائمًا مشروطًا بالطاعة والإيمان. إن الافتراض بأن رفض يسوع المسيح هو عائق تافه وأن اليهود لا يزال لديهم حق كتابي في الأرض هو أمر خاطئ. أيضًا غض الطرف عن العنف والقمع والظلم هو خطأ آخر.

كتب ستانلي إليسن، مدرس تاريخ الكتاب المقدس والنبوة، في مدرسة دينية معمدانية مؤثرة، كتابًا يدافع فيه عن دولة إسرائيل المعاصرة. وخصص الجزء الأكبر من الكتاب للدفاع عن عبقرية اليهود وإبداعهم. وشرح معاناتهم واضطهاداتهم والدفاع عن حقوقهم التاريخية في الأرض. وبعد مراجعة شاملة للكتاب المقدس، يذكُر ستانلي في كتابه ما يلي: “إذا حكمنا على أسس كتابية، فإن أمة (إسرائيل الحديثة) لا توفي المتطلبات الإلهية للوعدdoesn’t pass divine muster. يرتبط الوعد بالأرض ارتباطًا مباشرًا باستجابة الأمة للمسيح. على الرغم من أنه يمكن الدفاع جيدًا عن حقها الدولي في الأرض، إلا أن حقها الإلهي بموجب العهد ليس له سوى مشاعر في صالحه” (Ellisen 1991, P174).

“معلمي الكتاب المقدس” في الغرب، الاضعف بحثيًا ، هم الأكثر استخدامًا ل اللغة الشعبية و لا يقوموا إلا بنشر “المشاعر”؛ لانه يروق لجمهورهم ولكنه في الواقع لا ينصف كلمة الله.

2. وعود ونبوءات العودة:
لقد حذر الله الشعب مرارًا وتكرارًا من خلال الأنبياء من أنهم سوف يتبددون ويذهبون إلى السبي إذا لم يتوبوا. وهذا ما حدث قبل السبي البابلي والتشتت. لقد عبدوا آلهة وثنية، وتعاملوا بشكل غير أخلاقي في القضايا الجنسية، وفشلوا في تطبيق معايير العدالة الاجتماعية. لذلك لقد استخدم الله الآشوريين ثم البابليين لمعاقبة شعبه. تم تشتيت معظم الشعب أو إجبارهم على العيش في بلاد ما بين النهرين أو قتلهم. وقد حدث ذلك من خلال عدد من الهجمات ما بين 722 قبل الميلاد و582 قبل الميلاد.

ثم خلال فترة السبي هذه وعد الرب بالعودة إلى الأرض.
يَكُونُ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ أَنَّ السَّيِّدَ يُعِيدُ يَدَهُ ثَانِيَةً لِيَقْتَنِيَ بَقِيَّةَ شَعْبِهِ، الَّتِي بَقِيَتْ، مِنْ أَشُّورَ، وَمِنْ مِصْرَ، وَمِنْ فَتْرُوسَ، وَمِنْ كُوشَ، وَمِنْ عِيلاَمَ، وَمِنْ شِنْعَارَ، وَمِنْ حَمَاةَ، وَمِنْ جَزَائِرِ الْبَحْرِ. وَيَرْفَعُ رَايَةً لِلأُمَمِ، وَيَجْمَعُ مَنْفِيِّي إِسْرَائِيلَ، وَيَضُمُّ مُشَتَّتِي يَهُوذَا مِنْ أَرْبَعَةِ أَطْرَافِ الأَرْضِ.» (إشعياء 11: 11-12.)

وارتبطت العودة بفرع يأتي من نسل داود:
“وَأَنَا أَجْمَعُ بَقِيَّةَ غَنَمِي مِنْ جَمِيعِ الأَرَاضِي الَّتِي طَرَدْتُهَا إِلَيْهَا، وَأَرُدُّهَا إِلَى مَرَابِضِهَا فَتُثْمِرُ وَتَكْثُرُ. وَأُقِيمُ عَلَيْهَا رُعَاةً يَرْعَوْنَهَا فَلاَ تَخَافُ بَعْدُ وَلاَ تَرْتَعِدُ وَلاَ تُفْقَدُ، يَقُولُ الرَّبُّ. «هَا أَيَّامٌ تَأْتِي، يَقُولُ الرَّبُّ، وَأُقِيمُ لِدَاوُدَ غُصْنَ بِرّ، فَيَمْلِكُ مَلِكٌ وَيَنْجَحُ، وَيُجْرِي حَقًّا وَعَدْلًا فِي الأَرْضِ. فِي أَيَّامِهِ يُخَلَّصُ يَهُوذَا، وَيَسْكُنُ إِسْرَائِيلُ آمِنًا، وَهذَا هُوَ اسْمُهُ الَّذِي يَدْعُونَهُ بِهِ: الرَّبُّ بِرُّنَا. لِذلِكَ هَا أَيَّامٌ تَأْتِي، يَقُولُ الرَّبُّ، وَلاَ يَقُولُونَ بَعْدُ: حَيٌّ هُوَ الرَّبُّ الَّذِي أَصْعَدَ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ، بَلْ: حَيٌّ هُوَ الرَّبُّ الَّذِي أَصْعَدَ وَأَتَى بِنَسْلِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ مِنْ أَرْضِ الشِّمَالِ وَمِنْ جَمِيعِ الأَرَاضِي الَّتِي طَرَدْتُهُمْ إِلَيْهَا فَيَسْكُنُونَ فِي أَرْضِهِمْ».(إرميا 23: 3-8)

“.. وقل لهم: هذا ما قاله السيد الرب: سأخرج بني إسرائيل من الأمم التي ذهبوا إليها. …. وسيكون هناك ملك واحد عليهم جميعًا، ولن يعودوا أبدًا إلى أمتين أو ينقسموا إلى مملكتين. لا يتنجسون بعد بأصنامهم.. ولا بشيء من خطاياهم، لأني أخلصهم من كل ارتداداتهم الخاطئة، وأطهرهم. فيكونون لي شعبي وأنا أكون لهم إلهًا». (حزقيال 37: 21-25)

ومن الجدير بالذكر أن جميع نبوءات الكتاب المقدس عن العودة بشكل حرفي إلى أرض فلسطين جاءت خلال فترة السبي هذه. ومرة أخرى كانت العودة بالشروط المذكورة أعلاه من الإيمان والتوبة والطاعة.
وحدثت توبة واسعة النطاق من عبادة الأوثان والعودة إلى الإيمان بالله.
ونرى هذا في عزرا 10: 1-44 وفي نحميا 13: 1-31.
وأعقب ذلك ظهور قيادة قوية لابن داود زربابل بن شألتيئيل الذي قاد الشعب بالفعل وبدأ في إعادة بناء الهيكل. وكانت هذه العودة مشروعة لأن من قادها كان مُختار و كان ابن داود ومن نسل إبراهيم. وتظهر أهمية قيادة ابن داود مرارًا وتكرارًا في كل من العهدين القديم والجديد. لو لم يكن من أجله أو لم يكن ابناً لداود، لا يمكن أن يكون الرجوع صحيحاً، ولا يمكن أن يكون تحقيقاً لوعود الله.
“في ذلك اليوم، يقول رب الجنود، وآخذك يا عبدي زربابل بن شالتيئيل، يقول الرب، وأجعلك كخاتمي لأني اخترتك، يقول رب الجنود.”
(حجي 2: 1-23)
“حينئذ بدأ يشوع بن يوصاداق ورفقاؤه الكهنة وزربابل بن شألتيئيل وإخوته في بناء مذبح إله إسرائيل ليصعدوا عليه المحرقات كما هو مكتوب في شريعة موسى رجل الله. “. (عزرا 3: 2، 8)
حرفيًا، ابن داود وحده هو الذي له الحق في بناء الهيكل، والحق في حكم إسرائيل:
تَقَدَّمُوا إِلَى زَرُبَّابِلَ وَرُؤُوسِ الآبَاءِ وَقَالُوا لَهُمْ: «نَبْنِي مَعَكُمْ لأَنَّنَا نَظِيرَكُمْ نَطْلُبُ إِلهَكُمْ، وَلَهُ قَدْ ذَبَحْنَا مِنْ أَيَّامِ أَسَرْحَدُّونَ مَلِكِ أَشُّورَ الَّذِي أَصْعَدَنَا إِلَى هُنَا». فَقَالَ لَهُمْ زَرُبَّابِلُ وَيَشُوعُ وَبَقِيَّةُ رُؤُوسِ آبَاءِ إِسْرَائِيلَ: «لَيْسَ لَكُمْ وَلَنَا أَنْ نَبْنِيَ بَيْتًا لإِلهِنَا، وَلكِنَّنَا نَحْنُ وَحْدَنَا نَبْنِي لِلرَّبِّ إِلهِ إِسْرَائِيلَ كَمَا أَمَرَنَا الْمَلِكُ كُورَشُ مَلِكُ فَارِسَ». ( عزرا 4: 2، 3 )
“حِينَئِذٍ قَامَ زَرُبَّابِلُ بْنُ شَأَلْتِئِيلَ وَيَشُوعُ بْنُ يُوصَادَاقَ، وَشَرَعَا بِبُنْيَانِ بَيْتِ اللهِ الَّذِي فِي أُورُشَلِيمَ، وَمَعَهُمَا أَنْبِيَاءُ اللهِ يُسَاعِدُونَهُمَا.” (عزرا 5: 2)
حدثت النهضة الدينية:
“وَكَانَ كُلُّ إِسْرَائِيلَ فِي أَيَّامِ زَرُبَّابِلَ وَأَيَّامِ نَحَمْيَا يُؤَدُّونَ أَنْصِبَةَ الْمُغَنِّينَ وَالْبَوَّابِينَ أَمْرَ كُلِّ يَوْمٍ فِي يَوْمِهِ، وَكَانُوا يُقَدِّسُونَ لِلاَّوِيِّينَ، وَكَانَ اللاَّوِيُّونَ يُقَدِّسُونَ لِبَنِي هَارُونَ.” (نحميا 12: 47)
“وفي السنة الثانية لداريوس الملك، في اليوم الأول من الشهر السادس، كانت كلمة الرب عن يد حجي النبي إلى زربابل وإلى يشوع بن يهوصادق الكاهن العظيم”. (حجي 1: 1، 12، 14)
أنظر أيضاً أهمية زربابل في:
أخبار الأيام الأول 3: 19، عزرا 2: 2؛ 3:2،8؛ 4:2،3؛ 5:2؛ نحميا 7: 7؛ 12: 1، 47، حجي 1: 1، 12، 14؛ 2: 2، 4، 21، 23، زكريا 4: 7، 9، 10، متى 1: 12، 13، لوقا 3: 27.
ولتوضيح أن النبوءات لا تتحقق حرفيًا إلا مرة واحدة، دعونا ننظر إلى ميلاد المسيح. يتنبأ الكتاب المقدس بمجيء المسيح في بيت لحم (ميخا 5: 2). وقد تحقق ذلك في يسوع في انجيل (متى 2: 1، 5، 6، 8، 16). ليس لدينا أي أساس لنفترض أن يسوع سيولد مرة أخرى في بيت لحم “لأن كلمة الله لا تتغير”. وبنفس الطريقة ليس لدينا أي أساس لنفترض أن الكتاب المقدس يتنبأ بـ “عودة ثانية لليهود إلى الأرض”.

3. إسرائيل الحقيقي و قطع البعض عن الشعب
ولم يعبد الشعب بعد العودة من السبي البابلي والتشتت أي آلهة أخرى. ومع ذلك، فإن العودة في زمن زربابل لم تكن سوى نوع من التجمع الأخير للمؤمنين الذي لن يتم إلا بعد مجيء المسيح الثاني.
“فَيُرْسِلُ مَلاَئِكَتَهُ بِبُوق عَظِيمِ الصَّوْتِ، فَيَجْمَعُونَ مُخْتَارِيهِ مِنَ الأَرْبَعِ الرِّيَاحِ، مِنْ أَقْصَاءِ السَّمَاوَاتِ إِلَى أَقْصَائِهَا.” (مت 24: 31)
لقد مهدت العودة تحت زروبابل الطريق لظهور يسوع المسيح، مخلص إسرائيل والرجاء المبارك لجميع الأمم، الذي استخدم أولئك الذين خضعوا لسلطته لمباركة جميع الأمم. لقد قطع يسوع غير المؤمنين من شعبه، وجمع إلى شعب إسرائيل كل من يؤمن به.

أ) أصبحت إسرائيل مملكة موحدة مرة أخرى، ولكنها ليست مملكة أرضية بل مملكة روحية. مملكة «ليست من هذه الارض»
(يوحنا 18:36) “حجر لم تقطعه أيدي الناس وهو يغلب جميع ممالك الأرض” (دانيال 2: 44 و45). “مملكة أبدية لها سلطان على جميع الممالك” (دانيال 7: 13 و14).
ب) أبقى الرب كل اليهود الذين آمنوا بيسوع في قطيعه، وقطع الذين لم يؤمنوا به. وجعل الذين يؤمنون بمخلص إسرائيل جزءًا من قطيعه الوحيد (يوحنا 10: 16، 15: 1-11، رو 11: 20-24).
من غير الدقيق القول إن الكنيسة “استبدلت” إسرائيل أو أن الكنيسة هي بديل إسرائيل في العهد الجديد.
والحقيقة هي أن إسرائيل أصبحت الكنيسة. تطورت إسرائيل إلى الكنيسة المسيحية. وبتعبير أدق، كانت الكنيسة إسرائيل، وهي لا تزال وستظل دائمًا إسرائيل الوحيدة الحقيقية، حتى عودة سيدها على سحاب المجد.
إن إسرائيل الحقيقية كانت ولا تزال هي الكنيسة الحقيقية. لم يعتبر الله الإسرائيليين غير المخلصين اسميًا أبدًا جزءًا من إسرائيل الحقيقية في العهد القديم. وما زالوا ليسوا جزءًا من إسرائيل الحقيقية في العهد الجديد. لم يتغير شيء سوى بركة هائلة للأمم وإحياء هائل للإيمان بإله بني إسرائيل ومسيحه، ربنا يسوع المسيح.
كانت إسرائيل كنيسة العهد القديم، وهي في جوهرها الروحي تشكل وحدة مع كنيسة العهد الجديد.
أعمال 7:38؛ رومية 11: 11-24؛ غلا 3: 7-9؛ أفسس 2: 11-22. (بيركوف 1939)
قاد موسى الكنيسة في البرية: كان في الكنيسة في البرية مع الملاك الذي كان يكلمه في جبل سيناء ومع آبائنا. فقبل كلاماً حياً لينقله إلينا. أعمال 7:38
أولئك الذين لم يطيعوا موسى ورفضوا أن يؤمنوا به، تم قطعهم من الجماعة، وهذا ما حدث لداثان وأبيرام ورفاقهما.
مزمور 106: 14-18

مسألة عودة اليهود الاسميين في الأيام الأخيرة
ماذا قال بولس عن هذا؟
فأَقُولُ: أَلَعَلَّهُمْ عَثَرُوا لِكَيْ يَسْقُطُوا؟ حَاشَا! بَلْ بِزَلَّتِهِمْ صَارَ الْخَلاَصُ لِلأُمَمِ لإِغَارَتِهِمْ. فَإِنْ كَانَتْ زَلَّتُهُمْ غِنىً لِلْعَالَمِ، وَنُقْصَانُهُمْ غِنىً لِلأُمَمِ، فَكَمْ بِالْحَرِيِّ مِلْؤُهُمْ؟ فَإِنِّي أَقُولُ لَكُمْ أَيُّهَا الأُمَمُ: بِمَا أَنِّي أَنَا رَسُولٌ لِلأُمَمِ أُمَجِّدُ خِدْمَتِي، لَعَلِّي أُغِيرُ أَنْسِبَائِي وَأُخَلِّصُ أُنَاسًا مِنْهُمْ.لأَنَّهُ إِنْ كَانَ رَفْضُهُمْ هُوَ مُصَالَحَةَ الْعَالَمِ، فَمَاذَا يَكُونُ اقْتِبَالُهُمْ إِلاَّ حَيَاةً مِنَ الأَمْوَاتِ؟ وَإِنْ كَانَتِ الْبَاكُورَةُ مُقَدَّسَةً فَكَذلِكَ الْعَجِينُ! وَإِنْ كَانَ الأَصْلُ مُقَدَّسًا فَكَذلِكَ الأَغْصَانُ إِنْ كَانَ قَدْ قُطِعَ بَعْضُ الأَغْصَانِ، وَأَنْتَ زَيْتُونَةٌ بَرِّيَّةٌ طُعِّمْتَ فِيهَا، فَصِرْتَ شَرِيكًا فِي أَصْلِ الزَّيْتُونَةِ وَدَسَمِهَا، فَلاَ تَفْتَخِرْ عَلَى الأَغْصَانِ. وَإِنِ افْتَخَرْتَ، فَأَنْتَ لَسْتَ تَحْمِلُ الأَصْلَ، بَلِ الأَصْلُ إِيَّاكَ يَحْمِلُ فَسَتَقُولُ: «قُطِعَتِ الأَغْصَانُ لأُطَعَّمَ أَنَا! حَسَنًا! مِنْ أَجْلِ عَدَمِ الإِيمَانِ قُطِعَتْ، وَأَنْتَ بِالإِيمَانِ ثَبَتَّ. لاَ تَسْتَكْبِرْ بَلْ خَفْ! لأَنَّهُ إِنْ كَانَ اللهُ لَمْ يُشْفِقْ عَلَى الأَغْصَانِ الطَّبِيعِيَّةِ فَلَعَلَّهُ لاَ يُشْفِقُ عَلَيْكَ أَيْضًا!فَهُوَذَا لُطْفُ اللهِ وَصَرَامَتُهُ: أَمَّا الصَّرَامَةُ فَعَلَى الَّذِينَ سَقَطُوا، وَأَمَّا اللُّطْفُ فَلَكَ، إِنْ ثَبَتَّ فِي اللُّطْفِ، وَإِلاَّ فَأَنْتَ أَيْضًا سَتُقْطَعُ. وَهُمْ إِنْ لَمْ يَثْبُتُوا فِي عَدَمِ الإِيمَانِ سَيُطَعَّمُونَ. لأَنَّ اللهَ قَادِرٌ أَنْ يُطَعِّمَهُمْ أَيْضًا. لأَنَّهُ إِنْ كُنْتَ أَنْتَ قَدْ قُطِعْتَ مِنَ الزَّيْتُونَةِ الْبَرِّيَّةِ حَسَبَ الطَّبِيعَةِ، وَطُعِّمْتَ بِخِلاَفِ الطَّبِيعَةِ فِي زَيْتُونَةٍ جَيِّدَةٍ، فَكَمْ بِالْحَرِيِّ يُطَعَّمُ هؤُلاَءِ الَّذِينَ هُمْ حَسَبَ الطَّبِيعَةِ، فِي زَيْتُونَتِهِمِ الْخَاصَّةِ؟ ( رومية 11: 11-24 )

لم يقل بولس أن اليهودي غير المؤمن يستحق أي وعد، في الواقع أولئك الذين يرفضون يسوع الذي هو المسيح هم ببساطة مقطوعون، وسيتم ضمهم مرة أخرى إذا وعندما يقبلون المسيح، لا شيء أكثر وضوحًا. من الناحية الكتابية، يمكنهم أن يتباهوا بتراثهم الروحي، لكن لا يحق لهم الحصول على بركة مادية أو روحية من الله حتى يتم ضمهم مرة أخرى في كنيسته الوحيدة/إسرائيل.

وخلاصة القول نؤكد على ما يلي:
1. إن جميع نبوءات الكتاب المقدس عن العودة تنص بشكل لا لبس فيه على أن العودة ستكون تحت قيادة “ابن داود”.
2. وفي الرجعة من السبي البابلي كان ابن داود زربابل بن شألتيئيل. لقد كان رمزاً للمسيح الحقيقي يسوع ابن داود ومخلص إسرائيل.
3. كل نبوءات العودة في العهد القديم تحققت بعودة بابل.
4 . تنبأ يسوع بخراب الهيكل، وخراب أورشليم، وتشتيت آخر لليهود، لكنه لم يتنبأ بعودتهم.
متى 21: 37-46، 23: 37-39، 24: 1 و2، مرقس 13: 1 و2، لوقا 20: 9-19، 21: 20، 23: 28-30.
(متى 21: 37- 46 ) “فَأَخِيرًا أَرْسَلَ إِلَيْهِمُ ابْنَهُ قَائِلًا: يَهَابُونَ ابْنِي! وَأَمَّا الْكَرَّامُونَ فَلَمَّا رَأَوْا الابْنَ قَالُوا فِيمَا بَيْنَهُمْ: هذَا هُوَ الْوَارِثُ! هَلُمُّوا نَقْتُلْهُ وَنَأْخُذْ مِيرَاثَهُ! فَأَخَذُوهُ وَأَخْرَجُوهُ خَارِجَ الْكَرْمِ وَقَتَلُوهُ. فَمَتَى جَاءَ صَاحِبُ الْكَرْمِ، مَاذَا يَفْعَلُ بِأُولَئِكَ الْكَرَّامِينَ؟» قَالُوا لَهُ: «أُولئِكَ الأَرْدِيَاءُ يُهْلِكُهُمْ هَلاَكًا رَدِيًّا، وَيُسَلِّمُ الْكَرْمَ إِلَى كَرَّامِينَ آخَرِينَ يُعْطُونَهُ الأَثْمَارَ فِي أَوْقَاتِهَا». قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «أَمَا قَرَأْتُمْ قَطُّ فِي الْكُتُبِ: الْحَجَرُ الَّذِي رَفَضَهُ الْبَنَّاؤُونَ هُوَ قَدْ صَارَ رَأْسَ الزَّاوِيَةِ؟ مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ كَانَ هذَا وَهُوَ عَجِيبٌ فِي أَعْيُنِنَا! لِذلِكَ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَلَكُوتَ اللهِ يُنْزَعُ مِنْكُمْ وَيُعْطَى لأُمَّةٍ تَعْمَلُ أَثْمَارَهُ. وَمَنْ سَقَطَ عَلَى هذَا الْحَجَرِ يَتَرَضَّضُ، وَمَنْ سَقَطَ هُوَ عَلَيْهِ يَسْحَقُهُ!» وَلَمَّا سَمِعَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالْفَرِّيسِيُّونَ أَمْثَالَهُ، عَرَفُوا أَنَّهُ تَكَلَّمَ عَلَيْهِمْ. وَإِذْ كَانُوا يَطْلُبُونَ أَنْ يُمْسِكُوهُ، خَافُوا مِنَ الْجُمُوعِ، لأَنَّهُ كَانَ عِنْدَهُمْ مِثْلَ نَبِيٍّ”
(مت 23: 37-39 ) «يَا أُورُشَلِيمُ، يَا أُورُشَلِيمُ! يَا قَاتِلَةَ الأَنْبِيَاءِ وَرَاجِمَةَ الْمُرْسَلِينَ إِلَيْهَا، كَمْ مَرَّةٍ أَرَدْتُ أَنْ أَجْمَعَ أَوْلاَدَكِ كَمَا تَجْمَعُ الدَّجَاجَةُ فِرَاخَهَا تَحْتَ جَنَاحَيْهَا، وَلَمْ تُرِيدُوا! هُوَذَا بَيْتُكُمْ يُتْرَكُ لَكُمْ خَرَابًا. لأَنِّي أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّكُمْ لاَ تَرَوْنَني مِنَ الآنَ حَتَّى تَقُولُوا: مُبَارَكٌ الآتِي بِاسْمِ الرَّبِّ!»..

(مت 24: 1-2 ) “ثُمَّ خَرَجَ يَسُوعُ وَمَضَى مِنَ الْهَيْكَلِ، فَتَقَدَّمَ تَلاَمِيذُهُ لِكَيْ يُرُوهُ أَبْنِيَةَ الْهَيْكَلِ. فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «أَمَا تَنْظُرُونَ جَمِيعَ هذِهِ؟ اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ لاَ يُتْرَكُ ههُنَا حَجَرٌ عَلَى حَجَرٍ لاَ يُنْقَضُ! ”

(لوقا 21: 20 ) “وَمَتَى رَأَيْتُمْ أُورُشَلِيمَ مُحَاطَةً بِجُيُوشٍ، فَحِينَئِذٍ اعْلَمُوا أَنَّهُ قَدِ اقْتَرَبَ خَرَابُهَا”

(لوقا 23: 28-30 ) “فَالْتَفَتَ إِلَيْهِنَّ يَسُوعُ وَقَالَ: «يَا بَنَاتِ أُورُشَلِيمَ، لاَ تَبْكِينَ عَلَيَّ بَلِ ابْكِينَ عَلَى أَنْفُسِكُنَّ وَعَلَى أَوْلاَدِكُنَّ، لأَنَّهُ هُوَذَا أَيَّامٌ تَأْتِي يَقُولُونَ فِيهَا: طُوبَى لِلْعَوَاقِرِ وَالْبُطُونِ الَّتِي لَمْ تَلِدْ وَالثُّدِيِّ الَّتِي لَمْ تُرْضِعْ! حِينَئِذٍ يَبْتَدِئُونَ يَقُولُونَ لِلْجِبَالِ: اسْقُطِي عَلَيْنَا! وَلِلآكَامِ: غَطِّينَا! لأَنَّهُ إِنْ كَانُوا بِالْعُودِ الرَّطْبِ يَفْعَلُونَ هذَا، فَمَاذَا يَكُونُ بِالْيَابِسِ؟»”

4. كيف وقع بعض أعضاء الكنيسة في الخطأ فيما يتعلق بإسرائيل؟
يشعر الناس بالإثارة عندما يفترض القساوسة والمبشرين أن العودة المعاصرة لليهود المعاصرين إلى فلسطين هي تحقيق لنبوات الكتاب المقدس، فيشعرون كما لو أن الإيمان قد تقوى أو تلقى دَفعة. ويخاطر المرء بأن يكون “مفسدا للمتعة” عندما يقول إن هذه العودة لا تتوافق مع ما تنبأ به الكتاب المقدس. وحتى لو عاد اليهود بموجب نبوءات الكتاب المقدس، فإن هذه النبوءات نفسها تنص بوضوح على أن ابن داود سيقود العودة. إن وجود “ابن داود” في المشهد المعاصر لعودة اليهود إلى أرض الموعد المادية مفقود تمامًا. في الواقع، رفض الحاخامات اليهود الاصليون الحركة الصهيونية في البداية وأصروا على عدم عودة اليهود قبل عودة المسيح (تشابمان 1983).
تثنية 28: 30-32؛ 30: 1-10؛ يشوع ٢١: ٤٥؛ 23: 14-15؛ إشعياء 11: 11-12؛ ارميا 23: 3-8؛ حزقيال 37: 21-25؛ مت24: 31
(تثنية 28: 30-32) ” تَخْطُبُ امْرَأَةً وَرَجُلٌ آخَرُ يَضْطَجع مَعَهَا. تَبْنِي بَيْتًا وَلاَ تَسْكُنُ فِيهِ. تَغْرِسُ كَرْمًا وَلاَ تَسْتَغِلُّهُ. يُذْبَحُ ثَوْرُكَ أَمَامَ عَيْنَيْكَ وَلاَ تَأْكُلُ مِنْهُ. يُغْتَصَبُ حِمَارُكَ مِنْ أَمَامِ وَجْهِكَ وَلاَ يَرْجِعُ إِلَيْكَ. تُدْفَعُ غَنَمُكَ إِلَى أَعْدَائِكَ وَلَيْسَ لَكَ مُخَلِّصٌ. يُسَلَّمُ بَنُوكَ وَبَنَاتُكَ لِشَعْبٍ آخَرَ وَعَيْنَاكَ تَنْظُرَانِ إِلَيْهِمْ طُولَ النَّهَارِ، فَتَكِلاَّنِ وَلَيْسَ فِي يَدِكَ طَائِلَةٌ.”
(مت 24: 31) “فَيُرْسِلُ مَلاَئِكَتَهُ بِبُوق عَظِيمِ الصَّوْتِ، فَيَجْمَعُونَ مُخْتَارِيهِ مِنَ الأَرْبَعِ الرِّيَاحِ، مِنْ أَقْصَاءِ السَّمَاوَاتِ إِلَى أَقْصَائِهَا.”

5. ما هو الموقف الذي يجب أن يتخذه المسيحيون تجاه المسلمين واليهود؟ ماذا عن قضية جبل الهيكل؟
يعتقد المسلمون أن محمد نُقل بأعجوبة إلى القدس. أن لا أشارك هذا الاعتقاد. لكن مع ذلك فأنا أحترمهم. يعتقد اليهود أنه يجب بناء الهيكل مرة أخرى واستئناف الذبائح الدموية منه. وأنا لا أشاركهم هذا الاعتقاد أيضًا وأحترمهم بالمثل.
أنا لا أشارك الإيمان مع البوذيين، والأمريكيين الأصليين، والروحانيين في أفريقيا. لكني أحترمهم جميعًا، ومن منطلق هذا الاحترام أتحدث معهم وأشهد لهم جميعًا. أنا فقط مَعني بشرح وجهات نظري المختلفة حول الله وخلاصه في سياق هذا التقدير. وهذا هو موقفي مع كل من المسلمين واليهود.
نحن نتشارك الإيمان بالعهد القديم مع اليهود، وهذه نقطة التقاء مهمة. ومع ذلك، فإن بعض اليهود يعتقدون أن يسوع هو معلم يهودي لامع، في حين أن اليهود الذين لا يتمتعون بهذا النوع من اللطف، يصفونه بعبارات أسوأ بكثير. ويعتقد المسلمون أن الكتاب المقدس هو كلمة الله ولكن المسيحيين حرفوه. وهذه نقطة خلاف مهمة. على الرغم من ذلك، لدى المسلمين وجهة نظر أعلى بكثير عن يسوع من اليهود. إنهم ينظرون إليه على أنه كلمة الله وروحه، ونبي قدير، والإنسان الوحيد الذي بلا خطية. ويعترفون بولادته من العذراء وبكل معجزاته. إنهم ينتظرون أن يأتي هذ المسيح بنفسه مرة أخرى في نهاية الزمان.
المسلمون واليهود ينكرون الصليب والقيامة والكفارة. العديد من المسيحيين الاسميين يظهرون فقط خدمة كلامية لتلك الإعلانات المجيدة عن محبة الله. لقد أعمى الشيطان عيون الكثيرين عن رؤية الإنجيل المجيد. صلوا معي من أجل خلاص اليهود والمسلمين.

إذا تمكن اليهود من إعادة بناء الهيكل. هل ينبغي لي كمسيحي أن أعتبره هيكلاً للإله الحقيقي؟ فهل أعتبر أن الذبائح التي تقدم منها ذبائح حقيقية؟
كما يمارس المسلمون الذبائح الحيوانية حتى الآن في أكبر احتفال لهم بمغفرة الله، وهو عيد الأضحى، فهل نؤمن كمسيحيين أن هذه الذبائح هي ذبائح حقيقية لله لمغفرة الخطايا؟
سفر العبرانيين (الاصحاحي الثامن و التاسع ) لا يقدم لنا أي بديل فيما يتعلق بالذبائح الدموية، فقد بذل المسيح نفسه مرة واحدة كذبيحة أبدية ولا يوجد مكان لذبائح أخرى سيتم تقديمها بعد. وكانت التضحيات الحيوانية مجرد ظل، رمز ومرشد للذبيحة الحقيقية الوحيدة لمغفرة الخطايا، حمل الله المذبوح من أجل خلاص العالم. يجب أن نحترم الآخرين ومعتقداتهم ونتعاطف مع جميع الرموز والنماذج التي تعكس حاجة الإنسان إلى الكفارة – بما في ذلك الذبائح الحيوانية بجميع أنواعها – ولكن لا يمكننا أن نقبل أن تكون الذبائح الحيوانية صالحة اليوم.

إن الهيكل، إذا تم بناؤه، لن يكون إلا مظهرًا لحرية الدين التي منحها الله لجميع الأمم. حرية الدين لشعب مخطئ في الكتاب المقدس. إن الافتراض بأن المسيح سوف يظهر لهم نفسه عندما يبنون الهيكل، كما يحلم البعض، هو افتراض أشياء لم يُلمح إليها حتى في الكتاب المقدس

6. مرة أخرى، من له الحق في اعتباره جزءًا من شعب الله؟
وُلدتُ في الإسكندرية، مدينة يهودي عظيم قبل المسيح وصار مسيحياً، هو أبلوس الإسكندري (أعمال الرسل 18: 24). أسلافي من أبي كانوا مصريين. كان جدي لأمي سوريًا، إلا أنه جاء من طرسوس. كان شاول الطرسوسي يهوديًا عظيمًا آخر، وقد جاء من نفس المدينة القديمة. هو أيضًا قبل المسيح وأصبح الرسول المسيحي العظيم بولس. لست متأكدًا مما إذا كان أسلافي من أصل مصري أو سوري، أم أنهم كانوا بالفعل أعضاء في أقليات يهودية كبيرة عاشت في هذه المدن القديمة ثم قبلوا المسيح وأصبحوا مسيحيين. ولكن لنفترض أنهم كانوا يهودًا حقًا الذين قبلوا يسوع، فهل قطعوا أنفسهم أو انفصلوا بفعل الإيمان المسيحي عن الشعب المختار؟ هل احتفظ جيرانهم اليهود بجنسيتهم في الشعب المختار برفضهم يسوع المسيح؟ هل يتمتع كلا الطرفين ببعض الحقوق الموازية لكونهما جزءًا من الشعب المختار؟ كانت هذه أسئلة مهمة جدًا في زمن العهد الجديد. ما زالوا كذلك. فهل صمت الكتاب المقدس في الرد على هذه الأسئلة؟ فهل تسمح كلمة الله، في العهدين القديم والجديد، بأي موقف ملتبس بشأن هذه القضية؟

يعلمنا الكتاب المقدس بوضوح ما يلي:
أ. فقط اليهود الذين يقبلون المسيح يحتفظون بمواطنتهم في الأمة المقدسة، شعب الله. أولئك الذين يرفضون الإيمان بالمسيح، يُقطعون عن شعب الله حتى يتوبوا ويؤمنوا به، وعندها فقط سيتم إعادة ضمهم للامة المقدسة. متى 21: 33- 44 يوحنا 1: 11 و12، 3: 36 رو 11: 4، 5، 20-24.
ب. وهذا ينسجم تماماً مع الطريقة التي تعامل بها الله مع غير المؤمنين من شعبه في العهد القديم. فانقطع من الشعب قورح وداثان وأبيرام وكل من تبعهم (عدد 16: 25-33). وكالب ويشوع وحدهما كانا مستحقين أن يرثوا الأرض من الجيل الأول للخروج (عدد 26: 65). الرب يُطهر الشعب بقطع غير المؤمنين، لتنمية المؤمنين بدلاً من التسبب في هلاك الأمة بأكملها (إشعياء 65: 8-10). هذا لا يعني أن تاريخ الكنيسة المُحزِن في اضطهاد اليهود كان له ما يبرره بأي حال من الأحوال. إنه يشير فقط إلى الحالة الروحية لكل من يرفض ابن الله. إنهم لا يحتفظون بأي وضع خاص ولا يمكن اعتبارهم جزءًا من شعب الله. ومع ذلك، يجب علينا أن نحترمهم ونحبهم ونصلي من أجلهم، ونؤكد دائمًا محبة الله حتى لأولئك الذين يرفضونه.
ج. أولئك الذين يقبلون المسيح من الأمم يصبحون جزءًا من شعب الله وورثة الوعد. “فَإِنْ كُنْتُمْ لِلْمَسِيحِ، فَأَنْتُمْ إِذًا نَسْلُ إِبْرَاهِيمَ، وَحَسَبَ الْمَوْعِدِ وَرَثَةٌ.” (غل 3: 29).
“لأَنَّ الْيَهُودِيَّ فِي الظَّاهِرِ لَيْسَ هُوَ يَهُودِيًّا، وَلاَ الْخِتَانُ الَّذِي فِي الظَّاهِرِ فِي اللَّحْمِ خِتَانًا، بَلِ الْيَهُودِيُّ فِي الْخَفَاءِ هُوَ الْيَهُودِيُّ (كلمة يهودي تعني حرفيًا حمد الرب) ، وَخِتَانُ الْقَلْبِ بِالرُّوحِ لاَ بِالْكِتَابِ هُوَ الْخِتَانُ، الَّذِي مَدْحُهُ لَيْسَ مِنَ النَّاسِ بَلْ مِنَ اللهِ.” (رومية 2: 28، 29)؛ لأَنَّنَا نَحْنُ الْخِتَانَ، الَّذِينَ نَعْبُدُ اللهَ بِالرُّوحِ، وَنَفْتَخِرُ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ، وَلاَ نَتَّكِلُ عَلَى الْجَسَدِ. (فيلبي 3: 3).

نداء أخير للصلاة من أجل خلاص جميع الأمم
إن أعظم الخطايا والأخطاء التي ارتكبتها الكنيسة في التاريخ كانت أسبابها الرئيسية هي مواقف و تفسيرات لاهوتية خاطئة وتفسيرًا خاطئًا لنصوص الكتاب المقدس. فالامثلة كثيرة مثل الحروب الصليبية، واضطهاد اليهود، ومحاكم التفتيش، وعدم التحدث ضد العنصرية وتبرير العبودية، كلها كانت مبنية على مثل التفسيرات الخاطئة للكلمة. لقد تم تضليل عدد كبير من المسيحيين المؤمنين في الماضي لدعم مثل هذه الممارسات غير الكتابية معتقدين أنها ترضي الله. وسوف يُعَرِض مسيحيو هذا العصر الإنجيل للخطر مرة أخرى إذا ثبتت إدانتهم باضطهاد المسلمين، أو دعم إسرائيل بشكل أعمى، أو معاملة العرب بشكل غير عادل لأسباب مماثلة.
يجب على المسيحيين أن يدعموا بقوة البر والعدالة والسلام للجميع. الكتاب المقدس هو قاعدتنا الوحيدة المعصومة من الخطأ للعقيدة والممارسة. الكتاب المقدس لا يدعم دولة إسرائيل الحالية.

لن ينتهي الوقت إلا عندما يتم التبشير بالإنجيل الوحيد، إنجيل الملكوت، حتى نهاية العالم (متى 24: 14). هناك حدود مهمة لم تَسمع بَعد بالإنجيل في كامل مجده. هو العالم العربي الإسلامي. إن الحاجة الأساسية لهؤلاء الناس هي أن يروا ويختبروا محبة الله وقوته. حاجتهم الأساسية هي سماع الإنجيل الحقيقي.

اليهود أناس رائعون وعباقرة ومخترعون وكتاب وفنانون عظماء. أشخاص جديرون بالإعجاب. لقد ساهموا بشكل كبير في بناء الحضارة الغربية الحالية. لقد تعرضوا أيضًا للاضطهاد والمعاملة غير العادلة وارتِكَبَت أهوال كبيرة ضدهم. ومع ذلك، لا يمكننا في المقابل أن نتفق على أنهم ما زالوا شعب الله. شعب الله هم أولئك، وفقط أولئك، الذين يؤمنون بابنه. أولئك الذين يرفضون ربوبيته وخلاصه: الغربيون، العرب، اليهود أو غير ذلك، يجب أن يكونوا محبوبين ومُقدرين منا ولكن لا يُعتبرون أبدًا جزءًا من شعبه بأي شكل من الأشكال، حتى يقبلوا الابن. المسيحيون الذين يظهرون تحيزًا لليهود يخلطون حقًا بين الإنجيل والثقافة الغربية، كما أنهم في الواقع يخطئون حيث يفقدوا حدودًا رئيسية لإعلان إنجيل يسوع.

أدعو إلى دراسة متأنية مع الصلاة لكل من: علم الاخرويات (الاسخاطولوجي) ، وكلمة الله بأكملها، والوضع الحالي في العالم العربي. ولا ينبغي للهجمات الإرهابية ومناورات السياسيين والإعلاميين أن تصرف المسيحيين عن سماع كلمة الرب. ولا ينبغي أن يتجاوز حب المسيحي لليهود حبه للعرب.

إن الرب يسوع يحب اليهود والعرب على حد سواء. قدم نفسه من أجل الخلاص الروحي لجميع الشعوب ومن أجل السلام والعدالة والازدهار للجميع. يجب أن نستمع إلى قلبه ونخضع لروحه وكلمته. واحذروا من صخب السياسيين الباحثين عن الشعبية. وكونوا أكثر حذرًا من “معلمي الكتاب المقدس” الذين يبحثون عن الشعبية من خلال استخدام الحيل والتفسيرات البهلوانية لإرضاء جمهورهم. إن ما يسمى بتحقيق النبوءات والمعجزات المزعومة وأعمال العناية الإلهية التي هي في الحقيقة مجرد مظاهر لتفوق الغرب يتم استخدامها لإبهار الجمهور المسيحي.

كما تم استخدام علم الاخرويات (الاسخاطولوجي) الخاطئ الذي ظهر مؤخرًا فقط في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين لإثارة إعجاب الجمهور. إن الأخطاء المبنية على مثل هذه التعاليم تتسبب بالفعل في ضرر كبير للإنجيل. بل وأؤمن بانها تتسبب في أذى لقلب ربنا يسوع المسيح نفسه.

قائمة المراجع واقتراح المزيد من القراءات:
• Berkhof, L. (1939) Systematic Theology, Eerdmans Publishing (reprinted 1991) Grand Rapids, Michigan. Pp 266,409,712-714.

• Chafer L.S. (1988) Systematic Theology, Vol. II, Victor Books, Wheaton, Illinois. Pp207,245,271,387-271.

• Chapman, C. (1983) Whose Promised Land, Lion Publishing, Herts, England.

• Ellisen, S. (1991) The Arab-Israeli Conflict: Who Owns the Land? Multnomah. Portland, Oregon.

• Forester, R. (1997) Israel and the Land, Icthus Media Services, London.

• Forester, R. (1993) A purpose and Destiny for Every Nation, Icthus Media Services, London

 

اترك تعليقا
تعليقات
Comments not found for this news.