ساعاتٌ عصيبة يعيشها اليابانيون منذ وقوع زلزال أمس، قبالة الساحل الجنوبي لليابان، وسط تحذيرات من موجات تسونامي ضخمة قد تضرب البلاد، فضلًا عن احتمالية وقوع زلزالٍ آخر، الأمر الذي دفع رئيس الوزراء الياباني، فوميو كيشيدا، إلى إلغاء رحلته التي كانت مقررة إلى آسيا الوسطى، معللًا: "بصفتي رئيس وزراء يتحمل أعلى مسئولية في إدارة الأزمات، قررت البقاء في اليابان لمدة أسبوع على الأقل".
وتعتبر اليابان من أكثر دول العالم تعرضًا للزلازل؛ بسبب موقعها الجغرافي على حزام النار في المحيط الهادئ، وهي منطقة معروفة بنشاطها الزلزالي والبركاني الشديد، ما يجعل اليابان عُرضة لحدوث الزلازل بشكل متكرر، حيث شهدت العديد من الزلازل المدمرة في تاريخها.
التحذير الأول
وحذَّرت وكالة الأرصاد الجوية اليابانية من احتمالية وقوع زلزال آخر ضخم، وهي المرة الأولى التي يصدر فيها تحذير مماثل بعد زلزال عام 2011.
وأصدرت وكالة الأرصاد أول تحذير لها بموجب نظام جديد عقب زلزال هائل بلغت قوته 9 درجات في عام 2011، وتسبب في حدوث تسونامي حصد الكثير من الأرواح، وكارثة نووية.
وذكرت الوكالة اليابانية أن "احتمال وقوع زلزال قوي آخر أعلى من المعتاد، لكن هذا لا يشير إلى أن زلزالا سيحدث بشكل مؤكد".
وفي السياق، أظهرت هيئة البث اليابانية إشارات مرور تهتز كثيرًا في ميازاكي على الساحل الجنوبي الشرقي لجزيرة كيوشو، دون الإبلاغ عن أضرار جسيمة، بينما أُصيب 8 أشخاص حسبما أفادت وكالة إدارة الحرائق والكوارث.
تحذيرات من أمواج تسونامى
يأتي ذلك التحذير بعدما ضرب زلزالان بقوة 6.9 و7.1 درجة على مقياس ريختر، الساحل الجنوبي لليابان، أمس الخميس، ما دفع السلطات إلى إصدار تحذيرات من احتمال وقوع تسونامي، حسبما أفادت وكالة الأرصاد الجوية اليابانية.
وقالت وكالة الأرصاد الجوية اليابانية إن الزلزال الأول سجَّل 6.9 درجة مبدئيًا، وكان مركزه قبالة الساحل الشرقي لجزيرة كيوشو الرئيسية جنوب اليابان، على عمق حوالي 30 كيلومترًا.
وقال مشغلو المحطات النووية في جزيرتيِّ كيوشو وشيكوكو إنهم يتحققون لمعرفة ما إذا كان هناك أي ضرر قد لحق بها، فيما قالت شركة كيوشو للطاقة الكهربائية إن محطات الطاقة النووية تعمل بشكل طبيعي.
وأصدرت هيئة الأرصاد الجوية اليابانية تحذيرات من حدوث تسونامي بسبب أمواج متوقعة يصل ارتفاعها إلى متر واحد، بقوة قد تؤدي إلى انقلاب السفن الصغيرة، ونصحت بضرورة مغادرة المناطق الساحلية.
وقالت وكالة الأرصاد الجوية اليابانية، الخميس: "ستضرب أمواج تسونامي بشكل متكرّر.. من فضلكم لا تذهبوا إلى البحر ولا تقتربوا من الساحل حتى يُرفع التحذير".
كما توقعت الوكالة حدوث تسونامي صغير في تشيبا (شرق طوكيو) على مسافة نحو 850 كيلومترًا من مركز الزلزال.
أشهر زلازل اليابان
غالبًا ما تُسبب الزلازل القوية في اليابان موجات تسونامي ضخمة تجتاح المناطق الساحلية وتسبب دمارًا هائلًا، وفي بعض الحالات قد تتسبب الزلازل في حدوث تسربات إشعاعية من محطات الطاقة النووية، كما حدث في حادث فوكوشيما عام 2011.
زلزال كانتو الكبير 1923
أحد أقوى الزلازل في التاريخ، حيث يُعتبر زلزال كانتو الكبير من أقوى الزلازل التي ضربت اليابان، حيث بلغت قوته 7.9 درجة على مقياس ريختر.
وتسبب الزلزال في حرائق هائلة دمرت مدينتى طوكيو ويوكوهاما، ما أدى إلى خسائر بشرية فادحة قدرت بمئات الآلاف، ما دفع الحكومة إلى إعادة النظر في قوانين البناء وتطوير أنظمة الإنذار المبكر.
زلزال نانكاى 1946
ضرب زلزال نانكاى المنطقة الجنوبية الغربية من جزيرة هونشو بقوة 8.1 درجة على مقياس ريختر، وتسبب في تسونامي هائل دمر العديد من المدن الساحلية.
زلزال كوبي 1995
ضرب زلزال كوبي المدينة الصناعية كوبي بقوة 6.9 درجة على مقياس ريختر، ما تسبب في دمار واسع النطاق وخسائر بشرية كبيرة.
وأدى هذا الزلزال إلى إعادة تقييم معايير البناء في اليابان، وأكد أهمية بناء المباني القادرة على مقاومة الزلازل.
زلزال توهوكو 2011
يُعتبر زلزال توهوكو من أقوى الزلازل التي ضربت اليابان في التاريخ الحديث، حيث بلغت قوته 9 درجات على مقياس ريختر قبالة السواحل الشمالية الشرقية لليابان.
وتسبب الزلزال في حدوث تسونامي هائل أودى بنحو 18500 شخص بين قتيل ومفقود، ودمر محطة فوكوشيما النووية، ما أدى إلى واحدة من أسوأ الكوارث النووية في التاريخ "كارثة فوكوشيما".
زلزال فوكوشيما 2022
في مارس 2022، ضرب زلزال بقوة 7.3 درجة شرق مدينة طوكيو في اليابان قبالة ساحل فوكوشيما، ما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص.
ونجم عنه انقطاع التيار الكهربائي عن أكثر من مليوني منزل، ومقتل أربعة أشخاص وسقوط عشرات الجرحى، وتم رصد موجات تسونامي بعد أن أصدرت هيئة الأرصاد الجوية اليابانية تحذيرًا من حدوث تسونامي.
زلزال بحر اليابان 2024
في مطلع العام الجاري، ضرب زلزال بقوة 7.6 درجة وسط اليابان، متسببًا في موجات تسونامي على طول المناطق الساحلية في مقاطعات إيشيكاوا ونيغاتا وتوياما الواقعة على جانب بحر اليابان في جزيرة هونشو.