انعكست حملات التحريض على الصحافة ومعاداتها في الولايات المتحدة الأميركية، التي تكرّست نهجاً محافظاً خلال السنوات الأربع الماضية نتيجة الهجمات المتكرّرة للرئيس دونالد ترامب، على سلامة الصحافيين الجسدية خلال تغطية الاحتجاجات الأخيرة. وانطلقت احتجاجات الأسبوع الماضي في مينيابوليس في ولاية مينيسوتا الأميركية، احتجاجاً على قتل شرطي لمواطن أسود يُدعى جورج فلويد، كانت آخر عباراته "لا أستطيع التنفّس"، وأشعلت غضباً واسعاً، لتتسع رقعة الاحتجاجات لولايات عدّة، حدثت فيها صدامات مع الشرطة، التي بدورها أظهرت وحشيةً عالية. وبينما كان ترامب يشنّ هجماته على موقع "تويتر"، ويدعو إلى قتل المحتجّين ويحثّ على العنف ضدّهم عبر المنصّة نفسها، كان الصحافيون الأميركيّون يواجهون الضرب والغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي، والاعتقال أيضاً، خلال تغطياتهم.
اعتقالات خلال التغطية
خلال يومي الجمعة والسبت، أحصى صحافيون أميركيون ومنظمات حقوقية العشرات من حالات الاعتداء تلك، التي أبدى جميعهم استغرابها في بيانات الإدانة، مشيرين إلى أنّها تنتهك التعديل الأول للدستوري الأميركي. إلا أنّ تلك الممارسات كانت هي نفسها في عدد من الولايات، ومن دون أي مبرّر لها، وخصوصاً أنّ المراسلين الأميركيين يتعمّدون التصريح للشرطة بأنّهم يمتثلون لأوامرها خلال التغطية. رغم ذلك، اعتُقل عدد من المراسلين. فيوم الجمعة الماضي، اعتقل مراسل "سي أن أن" في مينيابوليس، عمر خيمينيز، على الهواء مباشرةً، خلال تغطيته الاحتجاجات، من دون إبلاغه السبب، رغم سؤاله، ثمّ اعتُقل الفريق المكوّن من 3 أشخاص بأكمله، قبل إطلاق سراحهم.