يحتفل الشعب القبطى فى كل مكان بصوم والدة الإله العذراء مريم بفرح وابتهاج وتزامنا مع هذا الحدث العظيم سوف نقدم لكم مجموعة من المقالات التى توضح لنا أن العناية الإلهية إحاطة بالعذراء مريم منذ بداية حياتها على الأرض حتى نهايتها .. وفى مقالات سابق تحدثنا عن دور العناية الإلهية في اختيار يوسف النجار خطيب للعذراء وعونها .
كما تحدثنا عن كيف كانت العناية الإلهية تحيط بالعذراء بعد البشارة بحملها من الروح القدس والحفاظ على طهارتها وبتوليتها.
واليوم تحدث موقع “جريدة وطنى” مع القمص أكسيوس نصرالله كاهن كنيسة العذراء والقديس مار بولس بالعمرانية، دور العناية الإلهية فى حماية مريم العذراء والعائلة المقدسة أثناء هروبها لمصر.
تحدث القمص أكسيوس نصرالله : فى البداية يااحبائي يجب أن ندرك ان تلك الأيام عظيمة تتهلل فيها السماء وترفع الكنائس على الأرض التسبحة والتمجيد لوالدة الإله العذراء مريم، الشفيعة لنا التى لا ترد من يلجئ لها.. بالتأكيد العناية الإلهية كانت مع مريم أثناء رحلة الهروب من هيرودس، لقد خرج القديس يوسف النجار من أرض فلسطين كما أمره الملاك وبرفقته العذراء مريم تحمل الطفل يسوع راكبة على حمار، ويجب أن ندرك أن رحلة هروب العائلة المقدسة ليس هينه بل إنها رحلة هروب شاقة مليئة بالآلام والأتعاب ودون العناية الإلهية لكان الأمر صعب جدا.
سارت العائلة المقدسة عبر البرية القاسية من الرمال والطقس السيئ والصحراء متنقلة من مكان إلى مكان وكانت هناك مخاطر كثيرة تواجههم مثل الوحوش المفترسة التي تهدد حياتهم ولكن العناية الإلهية كانت تحيط بهم وتحميهم من الشرور، وكان السفر عبر الصحراء النجاة منه ضعيف جدا لضعف الإمكانيات والانتقال على حمار وتحمل الطفل يسوع الطقس شديد السخونة أثناء النهار وأقصى البرودة بالليل والإرهاق الشديد وقلة الطعام والماء.
وسلكت العائلة المقدسة أثناء مجيئها من فلسطين لمصر طريق غير معروف وكان ذلك مشق لأنهم يسلكون طرق أكثر خطورة حتى يتفادوا شر هيرودس الذى يبحث عن الطفل يسوع ولكن كانت الملائكة ترشدهم على الطريق الذي يؤدي إلى النجاه، انتهت رحلة المعاناة التي استمرت أكثر من ثلاثة سنوات ذهابا قطعوا فيها مسافة أكثر من ألفي كيلومتر وسيلة مواصلاتهم الوحيدة ضعيفة بجوار السفن احيانا فى النيل وينتج عن ذلك ان معظم الطريق كانوا يسيرون على أقدامهم محتملين تعب المشى وحر الصيف وعناء الشتاء والجوع والعطش والمطاردة فكانت رحلة شاقة بكل المعانى تحملتها العائلة المقدسة بفرح من اجلنا وكانت العناية الالهية تحطهم وتدبر احتياجاتهم.
وأضاف القمص أكسيوس سوف أذكر بعض خطوات العائلة المقدسة، سارت العائلة من بيت لحم إلى غزة حتى محمية الزرانيق “الفلوسيات” غرب العريش بـ 37 كم ودخلت مصر عن طريق صحراء سيناء من الجانب الشمالى من جهة الفرما “بلوزيوم” الواقعة بين مدينتى العريش وبورسعيد.
ومرت العائلة المقدسة على العديد من الاماكن فى مصر مثل مدينة بسطا محافظة الشرقية، وجلست فى بلدة مسطرد زمرة على وادى النطرون مدينة سخا ومكثت فى الزيتون.. ووصلت العائلة المقدسة إلى مصر القديمة ومكثت فيها عدة أيام وكانت كنيسة سرجيوس “ابو سرجة” بها كهف “المغارة” التى لجأت إليها العائلة المقدسة وتعتبر من أهم معالم العائلة المقدسة بمصر القديمة.