تحتفل الكنيسة الأرثوذكسية اليوم الأربعاء ، بذكرى تكريس بيعة الشهيد أبسخيرون القليني، أحد شهداء التاريخ المسيحي العريق، ويتزامن هذا التذكار مع تطبيق "التكريس" طقس الكنيسة المصرية.
وخلال هذا التقرير تستعرض "بوابة الوفد" معلومات تاريخية حول مفهوم التكريس وتذكار كنيسة بيعة الشهيد أبسخيرون القليني في وادي النطرون.
وتعني كلمة " التكريس" خصَّصَ وهو كل من وهب نفسه على خلاف عامة الأشخاص والأشياء وتنازل عن حقوقه في الحياة، أو تخـلى عما يقوم به كل الناس لِـ " يُكرس" نفسه لأمر خاص، وهذه المعاني تسود في الحقل الزمني أو الديني على السواء فهناك أنواع شتى من التكريس، منهم من يُكرس حياته لعلاج المرضى وغيرهم لتثقيف الأجيال الناشئة وغيرهم لتجارة ، أو للفن.
والتكريس الدينيي ترافقـه عادة " الرسـامة " إما بمعنى تخويل
الكنيسة بشكل رسمي ليـؤدي خـدمة معـينة ومحـدودة المعالم ، وإما بمعنى إعتراف الكنيسة بـدعوة أفرادٍ معنين لأسلوب خاص من الحياةِ الروحية في الأديار والمحابس وهذا النوع الأخير يعرف بالحياة الرهبانية،فالرهبان والراهبات يتنازلول عن حقوقهم الطبيعية كامتلاك الثروات والزواج وأستعمال الحرية الشخصية لاتخاذ القرارات، وينذرون أنفسهم، ويُكَّرسون حياتَهم للعيشِ في الفقر والعفـةوالطاعة،وبجانب الرهبنات وجدت وتوجد حالات تكريس أخرى أى تشكيل جماعاتٍ منظمة من العلمانيين يلتزمون التقيد في حياتِهم بامور مُعَّينة أو يؤدون صلوات وفروضًا خاصة.
و يعتبر التكريس هو أحد أوجه الخدمة المسيحية التى تسعى من خلالها المُكرسات أن توهب حياتها من أجل الايمان و الزهد في الحياة و النزعات البشرية كما تحرص المكرسة على ترسيخ الانشغال بالله
و كتاب و خدمة أبنائه ممتثلات بآيات الكتاب المقدس (مت38:10) "من أضاع حياتة من أجلي يجدها"، و هو أن تكرس و تخصصالحياة من أجل الخدمة، العبادة.
وضع نظام التكريس داخل الكنيسة المرقسية في عهد قداسة البابا أثناسيوس الرسولي بابا الاسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية ال20 (328-373م) كأحد البرامج الكنسية التي يجب أن تقيم بصورة منفردة في بيتها أو تنضم إلى جماعات الرهبنة وتكون تحت إشراف الأسقف العام.
تُعيِّد الكنيسة بتذكار تكريس بيعة الشهيد أبسخيرون القلينى، الذي استشهد في يوم 7 بؤونه. والكنيسة المذكورة هي كنيسة الشهيد أبسخيرون بدير القديس الأنبا بيشوي وتوجد هذه الكنيسة بداخل كنيسة الأنبا بيشوي بوادي النطرون ويبدو أنه بعد وصول جسد الشهيد إلى دير الأنبا بيشوي أُقيمت الكنيسة باسمه في عهد البابا بنيامين الثاني البطريرك ال 82 الذي جدّد عمارة الدير وتم على يديه نقل جسد الشهيد. ومما هو جدير بالذكر أنه ما زالت الصلوات مستمرة على مذبح الشهيد أبسخيرون لهذه الكنيسة بدير الأنبا بيشوي حتى يومنا هذا.