
قالت وزيرة البيئة الإسبانية، سارا آغيسين، إن حرائق الغابات التي تغذيها موجة الحر، والتي أسفرت خلال الأيام الأخيرة عن مقتل شخصين في إسبانيا، والتهمت آلاف الهكتارات من الأراضي وأجبرت آلاف الأشخاص على مغادرة منازلهم، تمثل "إنذارًا واضحًا" بشأن تأثير حالة الطوارئ المناخية، مؤكدة أنها دليل على هشاشة البلاد أمام ظاهرة الاحترار العالمي، في وقت تمتد فيه الحرائق إلى دول أوروبية أخرى.
وأوضحت آغيسين، في تصريح إذاعي صباح الأربعاء، أن 14 حريقًا لا تزال مشتعلة في سبع مناطق إسبانية، بعضها يُعتقد أنه اندلع بفعل متعمد، لكنها شددت على أن هذه الكوارث تمثل مؤشرًا واضحًا على التغير المناخي وضرورة الاستعداد المسبق وتحسين خطط الوقاية. وأضافت: "الحرائق أحد أوجه تأثير تغير المناخ، ولهذا علينا بذل كل ما بوسعنا في مجال الوقاية".
تداعيات تغير المناخ في أوروبا
وأكدت الوزيرة أن إسبانيا معرضة بشكل خاص لتداعيات تغير المناخ، مشيرة إلى توفر الموارد حاليًا، لكن الأدلة العلمية والتوقعات تشير إلى أن الأثر سيزداد في المستقبل، ما يستدعي تعزيز هذه الموارد ورفع كفاءتها.
وجاءت تصريحاتها بعد يوم من تسجيل درجات حرارة تجاوزت 45 مئوية في بعض مناطق جنوب البلاد، في موجة حر غير مسبوقة بين الأول والعشرين من أغسطس، وفق هيئة الأرصاد الجوية الإسبانية.
وفي منطقة قشتالة وليون، توفي رجل إطفاء متطوع (35 عامًا) الثلاثاء أثناء مكافحة الحرائق التي تسببت في إجلاء 5 آلاف شخص، كما توفي رجل آخر (50 عامًا) إثر إصابته بحروق بنسبة 98% أثناء محاولته إنقاذ خيول من إسطبل مشتعل قرب مدريد. وبحلول صباح الأربعاء، تمت السيطرة على الحريق في مدريد، لكن النيران في إقليم أورينسي بغاليسيا أتت على 7 آلاف هكتار.
وقال رئيس الوزراء بيدرو سانشيز، في منشور على منصة "إكس"، إن "الوضع لا يزال خطيرًا، والحذر الشديد ضروري"، مقدمًا الشكر لفرق الطوارئ التي تواصل عملها بلا توقف.
وفي اليونان، التي طلبت دعمًا جويًا من الاتحاد الأوروبي، يواجه نحو 5 آلاف رجل إطفاء حرائق واسعة النطاق تغذيها رياح قوية، خاصة في غرب البيلوبونيز، وإبيروس شمالًا، وجزر زاكينثوس وكيفالونيا وخيوس، حيث تم إجلاء آلاف السكان والسياح. وأفادت وسائل الإعلام المحلية بأن النيران دمرت منازل ومزارع ومصانع، وأصابت 15 رجل إطفاء ومتطوعين بحروق وضربات شمس.
وفي جزيرة خيوس، اندلع حريق هائل منتصف الليل، والتهم أراضي بالكاد بدأت تتعافى من حرائق يونيو، مما استدعى تدخل خفر السواحل لإجلاء السكان بالقوارب. وفي محيط مدينة باتراس، ثالث أكبر مدن اليونان، اقتربت ألسنة اللهب من ضواحي المدينة، وتم فتح مراكز إيواء لتوفير المأوى والطعام والمياه.
وحذرت السلطات من خطورة اليوم والأيام المقبلة، مع إبقاء جميع أجهزة الإطفاء والحماية المدنية في حالة تأهب قصوى، في ظل توقعات بارتفاع درجات الحرارة فوق 35 مئوية وجفاف شديد يجعل الأراضي قابلة للاشتعال.
وفي تركيا، أعلنت وزارة الغابات مقتل عامل غابات الأربعاء في حادث شاحنة إطفاء أثناء مكافحة حريق في الجنوب، وإصابة أربعة آخرين. ومنذ أواخر يونيو، تكافح تركيا حرائق واسعة أودت بحياة 18 شخصًا، بينهم 10 متطوعين وعمال غابات في يوليو.
أما في ألبانيا، فقد أدى حريق جنوب العاصمة تيرانا إلى انفجار قذائف من مخلفات الحرب العالمية الثانية، وأعلنت السلطات وفاة رجل يبلغ 80 عامًا في أحد هذه الحرائق.