يسعى رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لتحقيق التوازن بين مطالب وزراء اليمين المتطرف المتعلقة بحرب غزة، بعد تهديد اثنين منهم بالانسحاب من ائتلافه الحاكم والذي سيؤدي في النهاية لانهيار حكومته، وما بين المضي قدمًا في وقف الحرب في غزة وفقًا للخطة التي أعلنها الرئيس الأمريكي جو بايدن، بحسب تقرير لصحيفة "الجارديان" البريطانية.
نتنياهو في مأزق كبير بسبب الهدنة
وأشار تقرير الصحيفة البريطانية، إلى أن بايدن طالب حركة حماس بقبول الصفقة التي تحتوي على 3 مراحل تمهد في النهاية لوقف الحرب المستمرة منذ قرابة 9 أشهر.
ولفت إلى أن "حماس" رحبت مؤقتا بإعلان الرئيس الأمريكي جو بايدن، على الرغم من أنها قالت أيضا يوم الخميس إنها لا تزال تعتبر الانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية شرطا مسبقا للمحادثات.
وقال مسؤول حماس أسامة حمدان: إن "خطاب بايدن تضمن أفكارا إيجابية، لكننا نريد أن يتحقق ذلك في إطار اتفاق شامل يلبي مطالبنا".
ونوه التقرير، بأنه "كما كان متوقعًا، أعرب شركاء نتنياهو في الائتلاف اليميني المتطرف - وزير المالية بتسلئيل سموتريتش ووزير الأمن القومي إيتامار بن جفير - على الفور عن معارضتهم لخطة الهدنة الجديدة وهددوا بالاستقالة إذا مضت قدمًا".
وقال بن جفير، رئيس حزب القوة اليهودية القومي المتطرف، إن مثل هذه الصفقة ستكون "تهورًا، وتشكل انتصارًا للإرهاب وتهديدًا للأمن القومي الإسرائيلي".
وأشار أحد مساعدي رئيس وزراء الاحتلال، الأحد، إلى أن إسرائيل طرحت إطار العمل، لكنه وصفه بأنه معيب وبحاجة لمزيد من العمل.
ولفت تقرير الصحيفة البريطانية، إلى أنه بالرغم من ذلك يتعرض نتنياهو أيضًا لضغوط متزايدة من قادة الجيش والاستخبارات، وكذلك الأعضاء الوسطيين في حكومته الحربية، لقبول وقف إطلاق النار واتفاق إطلاق سراح المحتجزين.
وقال بيني جانتس، المنافس الرئيسي الذي انضم إلى حكومة الوحدة الطارئة لنتنياهو بعد 7 أكتوبر، إنه سيستقيل إذا لم يلتزم رئيس الوزراء بخطة "اليوم التالي" لغزة بحلول 8 يونيو.
كما حث يائير لابيد، زعيم المعارضة الإسرائيلية، نتنياهو على الموافقة على اتفاق المحتجزين ووقف إطلاق النار، قائلًا إن حزبه الوسطي "يش عتيد" سيدعمه حتى لو تمردت الفصائل اليمينية المتطرفة في الحكومة ما يعني أنه من المرجح أن يتم تمرير الاتفاق في البرلمان.
وأوضحت الصحيفة أن نتنياهو الذي يعاني منذ فترة طويلة من تهم الفساد التي ينفيها، يرى أن البقاء في منصبه هو أفضل فرصة له لتجنب الملاحقة القضائية، فضلا عن تأجيل التحقيقات وجلسات الاستماع في الإخفاقات الأمنية التي ساهمت في عملية طوفان الأقصى.