قال نيافة الحبر الجليل الأنبا بولس، أسقف الرعاية والعمران أسقف إيبارشية أوتاوا ومونتريال وشرق كندا: أهنئكم يا أحبائي بعيد النيروز، عيد الشهداء، عيد بداية السنة القبطية الجديدة. والكنيسة تحب الشهداء وتكرمهم، ونتعلم منهم حب السيد المسيح له المجد، لأن كلمة الله الحية ونور الروح القدس ينير قلوب الشهداء والمؤمنين، ليتمسكوا بالإيمان الحقيقي. وللشهداء مكانة عظيمة في الكنيسة والإيمان وقلب كل مسيحي. من المهم يا أحبائي أن يتوفر لدينا الإيمان الحقيقي للشهداء، متمثلا في محبة الله غير المحدودة، والإيمان الحقيقي في محبة الله لنا، حيث بذل ذاته من أجل خلاصنا.
= السنة القبطية الجديدة .. “سنة الله المقبولة” .. و”أبناء الملكوت” .. لا تجعلوا العالم يسرقكم
أضاف أبونا الأسقف جزيل الاحترام الأنبا بولس “اسقف الرعاية والعمران”: في السنة القبطية الجديدة من المهم أن نبدأ من جديد، أن نبدأ مع يسوع، وتكون “سنة الرب”، وماذا يعني أن نقول “سنة الرب المقبولة”؟، كل شخص بعد المعمودية، أصبح شخصا جديدا، اصبح “بني الملكوت”، بعد أن كانت له طبيعة بشرية، وقيمتنا ليست في هذه الأرض، ولكن في أن نتبع كلمة الله الحية، بعد أن اصبحنا “سماويين”، وقيمتنا في الرب يسوع المسيح، والكثير منا يمكن تتغلب عليه شهوة المال أو الغضب أو شهوات كثيرة أخري تبعدنا عن محبة الله. ويجب أن نتغلب علي شهوات الذات وغيرها من الشهوات، لأننا أبناء الملكوت.
أضاف أبونا الأسقف جزيل الاحترام الأنبا بولس “أسقف الرعاية والعمران”: كل أمال الشخص في الأرض أن يتوقف ويقول “كفي ما مر من زمن وأيام” لأنني مخلوق علي صورة الله ومثاله، وصورته، هو السيد المسيح له المجد، مهم يا حبايبي أن كل شخص يعمل “تشيك ليست Check List” ليتحقق إذا كان يتشبه بالسيد المسيح أم لا في حياته وسلوكياته؟ مثلما فعل بولس الرسول “تمثلوا بي كما أنا أيضا بالمسيح”.الكنيسة اليوم تحتفل بعيد الشهداء، ويجب أن نتشبه بالشهداء مار جرجس أو يوحنا المعمدان وغيرهم، ممن تشبهوا بالسيد المسيح. لا تجعلوا العالم يسرقكم، ويسرق أيامكم، لأن هذا ما يسرق عطية أننا أبناء الملكوت. انجيل الأمس، من يطلب أي شيء باسمه، اعطيه إياه.
ولذا نقول يا رب أعطني الطهارة والسلام وطول الأناة والبعد عن الغضب. لذا يا أبنائي، في السيد المسيح، أطلب أن تعطيني، وهذا ما نسميه، الإيمان. ومن المهم أن نطبق الإيمان الحقيقي في حياتنا، الله هي أبي وأبوك، وليس مجرد كلام نردده في الصلوات، هذا حقيقي، لأنه الله لا يريد الصلوات المعبرة عن الإيمان الحقيقي، مثل العشار، عندما يقول “ارحمني أنا الخاطئ”. ولهذا يا أحبائي، وكنيستنا الجميلة الأرثوذكسية كل يوم تعلمنا كيف نتشبه بالسيد المسيح في حياتنا؟ خاصة في ابصالية صلاةى تسبحة منتصف الليل. ومهم أن نصليها في تطبيق كوبتك ريدر Coptic Reader.
= الكنيسة “أمنا” تعلمنا كلمة الله الحية .. والطريق إلي الخلاص .. “بارك إكليل السنة بصلاحك”قال أبونا الأسقف جزيل الاحترام الأنبا بولس “أسقف الرعاية والعمران”: الكنيسة تعلمنا كيف نطلب باسم السيد المسيح. ولهذا نلقب الكنيسة أمي، لأنها تعلمنا كلمة الله الحية، والطريق إلي الخلاص والعشرة مع الله. والإبصالية هي صلاة في اسم يسوع. لا تضيعوا أيامكم.
ونردد في الصلوات والأعياد “بارك إكليل السنة بصلاحك”، وكلمة “أغاثون”وهي كلمة يونانية .. تعني “الصلاح”، بمعني الإنسان الطيب جدا، يعطي الجميع، المشرق شمسه علي الأبرار والأشرار، ونصلي بارك يا رب هذا العام القبطي الجديد بصلاحك، ربنا عندما يعطي، يعطي نفسه، يعطي ذاته، ولذا نحن أبناؤه، لا يجب أن نطلب إلا ذاته، لأن طلبات الأمم لشهوات الحياة والذات والعمل والمال، كلها للأسف، نسميه “البقشيش”، الله سيعطيه لنا، نحن أبناؤه، وحتي من لا يتبعوه فالله يعطيهم إياه، فما بالكم بنا نحن من نتبعه ونؤمن به.
يجب أن نطلب إلي الله أن تأتي إلي قلوبنا، وتقدسها، وأجلس معك، أصلي لك، تباركني، وأشعر بأن لي إله قوي، اختبرناه فوجدناه قويا، يستمع لنا وينفذ مطالبنا باعتبارنا أبنائه، ونحن لسنا عبيدنا، بل نحن أبناؤه.
الله “ممتع جدا” اطلبوه من عمق القلب. وأن الله لن يأتي فقط، بل سيأتي ويتعشى عندك. والله لا يطلب أي شئ، إلا قلبك. ليس له موضع أين يسند رأسه، والقلب ملء بالأرضيات والشهوات والغضب، ولذا مهم أن نصلي في السنة الجديدو، نصلي يا رب تعالي، أريد أن ابدأ بداية جديدة، وأمسك يدي، لأعرف طريق الحياة الأبدية، واجعل عينك علي، لأنك وضعتني في حدقة عينك، ولأنك تجول تصنع خيرا، لأننا ورثة الله مع المسيح، وهناك مقاعد كثيرة في ملكوت السموات، لا يشغلها أحد، لأنها كانت لمن حذفت اسماءهم من سفر الحياة، بسبب الخطية. استيقظوا في السنة الجديدة، وصلوا “بارك يا رب إكليل السنة بصلاحك”. ربنا يعطيكم النعمة والقوة أن تسيروا مع الله، وأن تعطوه قلوبكم، ليملأها فرحا.
و كذلك يتم رسامة عدد من الشمامسة، بينهم دياكونيين باسم دياكون مينا ودياكون مسكيموس.
جاءت هذه العظة، خلال صلاة نيافة الحبر الجليل أبينا الحبيب والمكرم الأنبا بولس “أسقف الرعاية والعمران” أسقف إيبارشية أوتاوا ومونتريال وشرق كندا القداس الإلهي لعيد النيروز في كنيسة القديس يوحنا المعمدان في فيدروي، وشارك في خدمة القداس الإلهي أبونا الحبيب والغالي أبونا موسي دميان كاهن الكنيسة، وسط مشاركة عدد كبير من الشعب.
وتعتبر كنيسة القديس يوحنا المعمدان، من الكنائس الجديدة قيد عمليات الإنشاء والتشييد، والتي تتطلب الدعم والتعضيد بالصلاة والتبرعات، من شعب الكنيسة، وشعب مختلف كنائس الإيبارشية.