
فجر ترشح القس بولا فؤاد، راعي كنيسة مار جرجس بالمطرية في القاهرة، لانتخابات مجلس النواب 2020، على قائمة "تحالف المستقلين" بقطاع "القاهرة وجنوب ووسط الدلتا"، حالة من الجدل القبطي على مواقع التواصل الاجتماعي، ما بين مؤيد ومعارض لتلك الخطوة.
والكاهن "بولا"، سبقه في الترشح للانتخابات البرلمانية، كاهنان من قبل، ودخل عدد من الأساقفة والكهنة في عضوية أحزاب سياسية، حيث لا يوجد في لوائح الكنيسة ما يمنع من خوضه الانتخابات البرلمانية التي يقتصر حظر ممارسة السياسة فيها على الرهبان فقط.
وكان "القمص بولس باسيلي" ترشح عام 1971 لانتخابات مجلس الشعب، وفاز فيها عن دائرة شبرا بالقاهرة ليكون أول كاهن قبطي تحت قبة البرلمان، كما سبق وترشح "القمص صليب متى ساويرس" لخوض المارثون الانتخابي في بداية القرن الحادي والعشرين، إلا أنه انسحب في جولة الإعادة بطلب من البابا الراحل شنودة الثالث.
وحاولت "الوطن"، التواصل مع القس بولا فؤاد، واسمه العلماني "مدحت فؤاد رياض سوريال"، للحصول على تعليق حول دوافعه لخوض الانتخابات البرلمانية، إلا أنه تجنب الرد مفضلا الصمت.
المعارضون: خلط للدين بالسياسة.. والمؤيدون: الكاهن مواطن له كل الحقوق والواجبات في الوطن
وعارض عدد من الأقباط على مواقع التواصل الاجتماعي، ترشح الكاهن، متسائلين عن كيفية رفع الكنيسة شعار عدم علاقتها بالسياسة ومعارضتها خلط "الدين" بـ"السياسة" وخوض كاهن المارثون الانتخابي.
واعتبر "إبراهيم فرج"، خطوة الكاهن بأنها ترشيح لشخصية والكهنوت للانتخابات، قائلا: "أنا ضد ترشحه للعمل بالسياسة اخلع ملابس الكهنوت وافعل ما تشاء، أخدم أهلك ودائرتك من واقع عملك كرجل دين وليس كرجل سياسة".
وقال مجدي لبيب: "في الوقت الذى نطالب فيه بفصل الدين عن الدولة كاهن قبطى يرشح نفسه فى انتخابات مجلس النواب على راس قائمة انتخابية بالقاهرة، شئ غريب وعجيب وفريد، عاوزين نفصل الدين عن الدولة يأتي أبونا يعكها هي ناقصة".
ودافع عدد آخر من الأقباط عن تلك الخطوة، فقال جمال عزمي: "هو نزل ضمن مجموعة مختلطة الأديان والمذاهب لاسم الوطن ومن حقه كمواطن وليس من حقه كقسيس، ومش نازل ضمن مجموعة كهنة".
وقال يوسف مسعد: "منذ أن أعلن القس بولا فؤاد عن ترشيحه لمجلس النواب على قائمة تحالف المستقلين، وحدث اعتراض من الكثير من الأقباط على الترشيح بصفته رجل دين مسيحي، ونسينا جميعاً انه أنسان مثلنا وله كل الحقوق والواجبات في الوطن فمن حقه الترشيح لمجلس النواب كمثل البشر يعنى، فلم يفعل شيئا غير طبيعي، ونتذكر كلنا قبل ذلك القمص بولس باسيلى فلقد كان عضوا بمجلس النواب، وكان فى ذلك الوقت يمارس خدمته الروحية بجانب كونه نائب فى البرلمان، ومن وجهة نظرى ترشيح القس بولا فؤاد للبرلمان شئ جيد جداً يعزز من تواجد الأقباط فى العملية الانتخابية والمشاركة السياسية، ويعزز من أعطاء الضوء للأقباط بأن من حقهم المشاركة السياسية في الترشيح للبرلمان وأن لهم كل الحقوق والواجبات كمثل غيرهم في الوطن".
وقال إسحق إبراهيم، مسؤول ملف حُرّية الدين والمعتقد في المبادرة المصرية: "لا أعتقد أن ترشح القس بولا فؤاد تم بدون الحصول على موافقة قيادته الدينية. كثير من النقد الموجه لهذه الخطوة منطقي، خصوصًا أنه لطالما انتقد ترشح المشايخ ووجود مرشحين للأحزاب الدينية، وكذلك للخوف من الاستغلال والإساءة لمنصبه الديني في معركة الانتخابات.. قانونيًا لا يوجد ما يمنع ترشحه، وسبق لعدد من الكهنة من قبل خوض الانتخابات سواء على القوائم أو الفردي".
وبحسب القانون ينقسم انتخاب مجلس النواب بواقع (284) مقعدًا بالنظام الفردي، و(284) مقعدًا بنظام القوائم المغلقة المطلقة، ويحق للأحزاب والمستقلين الترشح في كل منه.
وتجرى انتخابات مجلس النواب في الداخل والخارج على مرحلتين، الأولى في الخارج ستقام أيام 21 و22 و23 أكتوبر المقبل، بينما تقام المرحلة الثانية في الخارج أيام 4 و5 و6 نوفمبر، وتبدأ المرحلة الأولى في الداخل أيام 24 و25 أكتوبر، وتقام المرحلة الثانية في الداخل يومي 7 و8 نوفمبر.
وألزم قانون الانتخابات أن تشمل كل قائمة مخصص لها 100 مقعد، 9 مرشحين من المسيحيين، فيما تحتوي كل قائمة مخصص لها 42 مقعدا، 3 مرشحين من المسيحيين.
وحقّق النواب الأقباط في انتخابات برلمان 2015 رقما قياسيّا جديدا في تاريخ البرلمان المصرى، إذ أسفرت نتائج المرحلتين الأولى والثانية من الانتخابات عن فوز الأقباط بـ36 مقعدا داخل مجلس النواب، منهم 24 بنظام القوائم و12 بالنظام الفردي.