قدمت القوات المسلحة ولازالت العديد من الأبطال والنماذج المضيئة في عمر الوطن، قدموا أرواحهم فداء للوطن، وضحوا بحياتهم دفاعا عن حقوقه مكتساباته، وكان نصر أكتوبر 1973، مليئا بتلك النماذج المشرفة التي لعبت دورا هاما في تاريخ الدولة المصرية.
ويعد الرائد محمد ربيع محمد دسوقي واحدا من أبطال حرب أكتوبر، حيث كانت بداية خدمته بالجيش المصري في نوفمبر عام 1970 برتبة رقيب متطوع وتم الخروج من الخدمة عام 2009 برتبة رائد، والتحق بأحد كتائب قوات المظلات.
وشدد الرائد محمد ربيع في تصريح خاص لوكالة أنباء الشرق الأوسط، على الدور الكبير الذي لعبته إدارة الشئون المعنوية بالقوات المسلحة في إعادة الروح المعنوية لأبطال القوات المسلحة بعد هزيمة 1967، حيث عملت على تنظيم ندوات توعوية، وندوات دينية ساهمت بشكل كبير في رفع الروح المعنوية لأفراد الجيش المصري، وإعادة الثقة لهم، مما جعل الجميع يريد الدخول في الحرب لاستعادة الكرامة المصرية وهو ماحدث بالفعل في حرب أكتوبر 1973.
إحداث طفرة في التسليح
وأوضح أن مرحلة الاستعداد للحرب بعد حرب الاستنزاف، شملت إعادة تشكيل القوات المسلحة وانضمام أسلحة جديدة للجيش، حيث عمدت القيادة السياسية والعسكرية على إحداث طفرة في التسليح، من خلال تنويع مصادر السلاح والتدريب عليها بكفاءة عالية، مشيرا إلى أنه خلال وقت قصير للغاية نجح المقاتل المصري في التعامل مع الأسلحة الجديدة، بشكل أبهر العالم حتى الدول المصنعة لتلك الأسلحة، حيث أعتمدت القيادة العامة للقوات المسلحة خطة تدريب مكثفة وفقا لأحدث النظم العلمية والتي كان لها أفضل الأثر على كافة مقاتلي الجيش المصري.
وأشار إلى نجاح الحرب كان سببه الرئيسي خطة الخداع الاستراتيجي، حيث أنه لا أحد كان يعلم بموعد الحرب، وأن الجميع علم قبلها بساعات قليلة للغاية، وهو ما نجح في تحقيق عنصر المفاجأة، ومباغتة العدو وتنفيذ كافة الخطط الاستراتيجية وخطة العبور بنسبة نجاح تصل إلى 100%.
التصدي للقوات الإسرائيلية وتكبيدهم خسائر فادحة
وأوضح أنه شارك في معركة الدفرسوار، مشيرا إلى أنه في 14 أكتوبر 1973، حدثت الثغرة الإسرائيلية، مشيرا إلى أنه تم تحليل البيانات والتوصل إلى نتيجة أن قوة العدو ما هي إلا قوة إغارة لا تزيد عن سبع دبابات، وفورا بدأت مدفعية الجيش الثاني الميداني في ضرب منطقة الدفرسوار بالمدفعية ونظرًا لأنها منطقة زراعات مانجو كثيفة فقد كان للضرب المدفعي تأثير ضعيف جدا وتم مهاجمة قوة العدو، اكتشف أن القوة الإسرائيلية عبارة عن 30 دبابة وتقبع وسط زراعات المانجو وما يظهر فقط هو عدد منها يقوم بإغارات علي منصات الصواريخ لتدميرها بعد أن فشل ضربها من الجو، مشيرا إلى أن القوات نجحت في التصدي للقوات الإسرائيلية وتكبيدهم خسائر فادحة، وتم محاصرتهم.
وأوضح أنه بعد ذلك انتقل إلى "جبل مريم" بالإسماعيلية وهي النقطة الهامة لمنع قوات العدو من الدخول إلى الاسماعيلية، حسث شن العدو هجمات مكثفة للحصول على تلك النقطة إلا أن محاولاته باءت بالفشل أمام بسالة القوات المصرية، مشيرا إلى أن قائد المجموعة العقيد "عاطف منصف" كلف الجميع بإحكام السيطرة على تبة "جبل مريم"، ومنع تقدم القوات الإسرائيلية المدرعة إلى مدينة الإسماعيلية وتطويق الجيش الثانى الميدانى خلال معارك الثغرة غرب القناة.
وأشار إلى أن قادة إسرائيل أنفسهم قالوا أن قوات المظلات المصرية كانت شوكة في حلق القوات الإسرائيلية، ولم يتمكنوا من اختراق الدفاعات لدخول مدينة الإسماعيلية.
وأضاف أن الشعب المصري، يقف دائما بجانب قواته المسلحة فى أى معركة من المعارك ويدعم الجيش بكل قوة، مطالبا الشباب بالحفاظ على مصر لأنها أمانة في رقابكم.
وأكد أن الرئيس عبدالفتاح السيسي كان له دور كبير للغاية لحماية الدولة المصرية وإحباط مخططات تدمير الدولة المصرية.