لعب المتنيح الأنبا غريغوريوس دورا كبيرا في نشأة ونمو حركة مدارس الأحد؛ فلقد كان نيافته تلميذا مباشرا للارشيدياكون حبيب جرجس في الكلية الإكليركية خلال الفترة من 1936- 1939. أما عن الأنبا غريغوريوس نفسه فاسمه في الميلاد هو وهيب عطا الله جرجس ؛ولد في 13 أكتوبر 1919 بمدينة أسوان من أسرة تقية محبة للكنيسة ؛ وتدرج في مراحل التعليم المختلفة حتي حصل علي شهادة الكلية الإكليركية عام 1939؛ ثم ليسانس الآداب قسم الفلسفة عام 1944؛ ودبلوم كلية الآثار عام 1951؛ وبعدها سافر إلى إنجلترا للحصول على درجة الدكتوراه في علم القبطيات على يد عالم اللغة القبطية فالتر تل (1894- 1963) عين وكيلا للكلية الإكليركية ثم ترهب في دير السيدة العذراء المحرق عام 1962؛ سيم أسقفا عاما للدراسات العليا اللاهوتية والثقافة القبطية والبحث العلمي في 10 مايو 1967؛ تنيح بسلام في 22 أكتوبر 2001. 

أما عن جهوده في نشأة وتطور حركة مدارس الأحد؛ فمن المعروف أنه عقب نياحة الأرشيدياكون حبيب جرجس في 21 أغسطس 1951، صار الأغنسطس وهيب عطا الله نائبا للرئيس اللجنة العليا لمدارس الأحد. ولقد كتب وهيب عطا الله مقالا في مجلة مدارس الأحد في أبريل 1950 بعنوان "التربية الدينية والكنسية في الحاضر والمستقبل"؛ ذكر فيها أن من صميم جهود التربية الدينية هو نشر التعليم الديني لسائر أفراد الشعب ؛فالشعب القبطي في مسيس الحاجة إلى الوعظ التعليمي أكثر منه |إلي الوعظ التأثيري. نعم الوعظ التعليمي، والذي يشتمل على جميع ما يجب أن يعرفه الشعب من الحقائق الروحية واللاهوتية والأدبية والطقسية والتاريخية والاجتماعية والعلمية والدينية...... إلخ. 

كذلك يجب أن نعنى بالكتب والمجلات لنودعها عقائدنا وروحنا وتراثنا وأمالينا ليشتغل بالتفكير فيها جمهور الشعب من شيب وشباب. كما نادى نيافته في نفس المقال بضرورة الارتباط بالكنيسة روحيا والعمل على خدمتها عمليا مع الاتصاف بالفضائل القبطية في أعمالنا وسلوكياتنا. 

كما نشرت مجلة مدارس الأحد في عددها الصادر في شهر نوفمبر وديسمبر 1955؛ ملخص الكلمة التي ألقاها الأناغتيس وهيب عطا الله بعنوان "التعليم في مدارس الأحد " حيث ذكر فيه أن هدف مدارس الأحد عندنا هو تربية أطفالنا في مخافة الله حتى يسيروا في طريق القداسة كل أيام حياتهم. والتعليم في مدارس الأحد أساسه الكتاب المقدس ؛وفي سن معينة يدرس الطالب عقائد الكنيسة علي نوع من التفصيل، كذلك يجب علي التلاميذ والطلاب أن يواظبوا على حضور القداسات وأن يمارسوا أسرار الكنيسة؛ وعلى وجه الخصوص سري الاعتراف والشركة المقدسة ؛الذين يجب مباشرتهما كثيرا. كذلك يجب علي أن يتعلم شبابنا وأطفالنا أن يصلوا صلوات الكنيسة السبعة (الأجيبية)؛ وأن يصوموا أصوام الكنيسة .أما المعلمون فهم كهنتنا وشمامستنا ؛وليس لمعلم في مدارس الأحد أن يخلط بين رأيه الشخصي وبين تعاليم الكنيسة، فالكنيسة ليست مجالا لنشر آراء المعلمين الشخصية ؛إنها كنيسة الله المقدسة التي لا يقدم فيها إلا تعليم الله كما تفهمه كنيستنا القبطية الآرثوذكسية.

ولقد قامت اللجنة العامة المركزية لمدارس الاحد بدعوة جميع أمناء وخدام وخادمات فروع مدارس الأحد بالكرازة المرقسية بالانتظام في دراسة صيفية خلال الفترة من 11 -20 يوليو 1956 بالكلية الإكليركية بالأنبا رويس .وتهدف اللجنة العامة إلي إتاحة الفرصة لتبادل الإختبارات العملية. وجاءت موضوعات الدراسة على النحو التالي:

1- الأربعاء 11 يوليو: قوانين الكنيسة– الصفات اللازمة للقائد– الاستعداد والدعوة لخدمة– مبادئ مدارس الأحد.

2-الخميس 12 يوليو: الشخصية المتكاملة– المسيحية وعلم النفس– حياة الصلاة- إعداد القادة. 

3-الجمعة 13 يوليو: الفادي– القراءات الكنسية– الكتاب المقدس في حياة الخادم– حياة السلام– الاعتراف والتوجيه الروحي.

4- السبت 14 يوليو: تجارب في حياة الطفولة– تنظيمات الخدمة- من واجبات الأمين- خدمات مدارس الأحد الاجتماعية.

5- الأحد 15 يوليو: قداس– زيارة آثار قبطية– زيارة فروع الخدمة.

6- الإثنين 16 يوليو: اختبارات في فصول ثانوي- الكتاب المقدس في حياة المخدوم- وسائل الإيضاح – حياة المحبة – حياة المخدومين . 

7- الثلاثاء 17 يوليو: مدارس الأحد والمنزل– التربية الجنسية في الطفولة والمراهقة– حياة الاتضاع – حياة الخادم في وسط عائلته. 

8- الأربعاء 18 يوليو: خدمة القرية- مدارس الأحد والعائلة المسيحية– اختبارات في مراحل الشباب– حياة الإيمان – كنيسة الخدمة في حياة الخادم.

9- الخميس 19 يوليو: هل حققت مدارس الأحد رسالتها- الشباب أمل الكنيسة في وقتها الحاضر.

10- الجمعة 20 يوليو: التنظيم الجديد لمدارس الأحد. 

وفي عام 1961 وتحديدا في 12 أغسطس 1961؛ أصدر قداسة البابا كيرلس السادس قرارا بابويا بتشكيل لجنة جديدة للتربية الكنسية جاء تشكيلها على النحو التالي:

القمص إبراهيم عطية: رئيسا وعضوية كل من القمص انطون عبد الملك والقمص قسطنين موسى والقمص بطرس سيفين والقمص صليب سوريال والقمص مكاري السرياني ؛ومن الأبناء المباركين الدكتور وهيب عطا الله (سكرتيرا) والأستاذ عياد عياد وتكلا رزق وتوفيق إبراهيم وفوزي جرجس وولويس زكري.