في يوم الخميس 20 فبراير 2025 في كلية الآداب، جامعة إسكندرية تمت مناقشة رسالة الدكتوراه المقدمة من الباحث الأب الراهب ميصائيلالبرَموسى والتي حملت عنوان “دير الأنبا موسى الأسود (برَموس) بوادي النطرون (دراسة أثرية)”.

جدير بالذكر أن معهد البحوث والدراسات القبطية بكلية الآداب بجامعة الإسكندرية تم افتتاحه في ٢٠١٩ وكان وقتها الأول من نوعه في مصر. والمعهد على علاقة وثيقة مع الكنيسة القبطية وقد صمم مبناه على الطراز القبطي بالتعاون مع الكنيسة.

أشرف على رسالة الدكتوراه أ. د./ عزت زكي حامد قادوس: أستاذ الآثار اليونانيّة والرومانيّة بكلية الآداب بجامعة الإسكندرية، مع أ. م. د./ هبةنعيم سامي جيد: أستاذ مساعد الآثار اليونانيّة والرومانيّة بكلية الآداب -جامعة الإسكندرية

وتكونت لجنة الحكم والمناقشة من: أ. د./ عزت زكي حامد قادوس، أ. د./ سماح محمد الصاوي: أستاذ الآثار الرومانيّة والقبطية وعميد كلية الآداب – جامعة دمنهور، أ. د./ ماري ميساك كوبليان: أستاذ الإرشاد السياحي بكلية السياحة والفنادق – جامعة حلوان.

وقد أُجيزت الرسالة وتم منح الباحث درجة الدكتوراه في الفلسفة في الآثار والفنون القبطية من معهد البحوث والدراسات القبطية، بجامعة الإسكندريةبتقدير الامتياز مع مرتبة الشرف الأولى، مع التوصية بطبع الرسالة.

حضر المناقشة العديد من الآباء الرهبان من دير البرموس، هم: الأباء إسحق، ويصا، إفرايم، ديمتريوس، أولوجيوس، موسى، فام، إبراهيم، نوفير،شنوده، إيليا، زوسيما. وحضر الأب تيموثاوس آفا مينا، والأب باخوميوس آفا مينا. كما حضر القمص أندراوس متى وكيل الكلية الإكليريكيةبالإسكندرية. كما حضر من الآباء الكهنة الأب مرقس مكرم (شقيق الراهب ميصائيل البرموسي) هو والأسرة.، وحضر القمص يسطس فانوسبطرس.

ومن أساتذة الجامعات حضر الأستاذ الدكتور رشا فاروق مدير معهد الدراسات القبطية بالكلية وبعض أساتذة الكلية الموقَّرين. و د. مينا بديع عبدالملك كلية الهندسة جامعة الإسكندرية، د. نجلاء حمدي من المعهد الفرنسي للآثار الشرقية، د. يوحنا نسيم أستاذ القبطيات، وبعض الضيوف منالقاهرة خصيصًا، كما حضر من مكتبة الإسكندرية د. مدحت عيسى مدير مركز المخطوطات بمكتبة الإسكندرية، ود. شريف مصري رئيس وحدةالفهرسة والتحقيق بمركز المخطوطات بمكتبة الإسكندرية، د. حسين الزهري رئيس قسم الأنشطة الأكاديمية بمتحف المخطوطات بمكتبة الإسكندرية. كذلك بعض المهتمين بالدراسات القبطية من داخل الكلية وخارجها، د. سلفانا جورج، د. هاني من المتحف القبطي. د. أنطونيوس نخله، د. نعيمةمحمد من القاهرة.

تكونت الرسالة من مجلدَيْن يحتويان على877 صفحة تشمل مقدمة وتمهيد وخمسة فصول ودراسة تحليلية وخاتمة ونتائج بحث بالإضافة إلى قائمةبالمصادر والمراجع العربية والأجنبية، وهي على النحو الآتي:

تُبرز المقدمة أهمية الرهبنة التي نشأت وازدهرت في مصر، وخصوصًا في منطقة وادي النطرون تحت إرشاد القديس مقاريوس الكبير. امتد تأثيرهالروحي إلى خارج مصر، وجذب العديد من التلاميذ، مما جعل وادي النطرون مركزًا للرهبنة. وبنهاية القرن الرابع، أشرف القديس مقاريوس علىتكوين أربع مجتمعات رهبانية كبرى، من بينها دير البرموس الذي يُعد أول منشأة رهبانية في المنطقة.

يُقدم التمهيد نظرة عامة عن وادي النطرون، متناولًا موقعه وأسماؤه التاريخية وأهميته منذ العصور المصرية القديمة. كما يتتبع تأسيس الرهبنة علىيد القديس مقاريوس الكبير، ويعدد المجتمعات الرهبانية الأربعة الرئيسية في الإسقيط، التي تطورت لاحقًا إلى أديرة: دير البرموس، دير القديسمقاريوس، دير القديس يوحنا القصير، ودير القديس بيشوي.

جاء الفصل الأول بعنوان: “دير البرموس ودير سيدة البرموس” وهو يستعرض هذا الفصل موضوعين مرتبطين: تأسيس الأديرة: يتناول الفصلتأسيس أول مجتمع رهباني في إسقيط حوالي عام 330 م. وشهدت هذه الجماعة نموًا كبيرًا بوجود شخصيات بارزة مثل القديسين مكسيموسودماديوس، اللذين استمدت المنطقة اسم “برموس” من جنسيتهما الرومانية. كما احتضن الدير القديس موسى الأسود وآخرين من النساك. وبحلولالقرن السادس، أُنشئ دير مجاور مخصص للعذراء مريم، عُرف لاحقًا باسم “دير سيدة البرموس.”

التمييز التاريخي بين الأديرة: يبحث الفصل في السجلات التاريخية التي تصف الأديرة، موضحًا تطورها حتى القرن الخامس عشر. وبينما اختفتالإشارات إلى دير البرموس بعد تلك الفترة، لا يزال دير السيدة العذراء البرموس قائمًا حتى اليوم.

جاء الفصل الثاني بعنوان: “التنقيب الأثري عن دير أنبا موسى الأسود (دير البرموس)” يوثق هذا الفصل جهود التنقيب التي قام بها عدد منالعلماء، مثل إيفلين وايت، والأمير عمر طوسون، والمعهد الفرنسي للآثار الشرقية (IFAO) ويُركز بشكل خاص على البعثة الهولندية بقيادة الدكتوركارل إنيميه، التي أجرت 11 موسمًا من التنقيب بين عامي 1994 و2009. حدّدت هذه البعثات موقع دير الأنبا موسى الأسود باعتباره الموقع المرجحلدير البرموس الأصلي. ويُفصّل الفصل الاكتشافات الرئيسية، مثل الهياكل المعمارية والقلالى الرهبانية والتحصينات.

الفصل الثالث من الرسالة يحمل عنوان: “سيرة القديس أنبا موسى الأسود” ينقسم هذا الفصل إلى مبحثين: أولاً: مصادر السيرة الذاتية، تستعرضالدراسة المصادر الأولية والثانوية عن القديس موسى الأسود، بما في ذلك النصوص القبطية واليونانية والعربية والسريانية والإيطالية والإسبانية. وتوضح التداخل بين الشخصيات المختلفة التي تحمل اسم موسى في التراث القبطي، مع التركيز على تميّز القديس موسى. وثانيًا: حياة القديسموسى الأسود، ويتناول هذا القسم دراسة علمية لحياته استنادًا إلى المخطوطات العربية، متضمنًا أصله، وتحوله إلى الرهبنة، وتعاليمه، واستشهادهعلى يد البربر عام 407م.

جاء الفصل الرابع بعنوان: “تصوير القديس الأنبا موسى الأسود في الفن المسيحي”. يبحث هذا الفصل في تصوير القديس موسى ضمن ثلاثةمباحث، المبحث الأول: تصوير القديس الأنبا موسى الأسود داخل مصر، وفيه يُحلل الجداريات والأيقونات في أربع محافظات مصرية: البحيرة،الجيزة، أسيوط، والبحر الأحمر وذلك ضمن ستة أديرة مختلفة. والمبحث الثاني: خارج مصر، يدرس التصوير الفني في دول مثل فلسطين، روسيا،رومانيا، إيطاليا، فرنسا، هولندا، واليونان وأمريكا. والثالث والأخير: في المخطوطات: حيث تتواجد تصوير القديس موسى في العديد من المخطوطات،مع تحليل فني لمحتواها وأسلوبها.

جاء الفصل الخامس بعنوان: “الدراسة التحليليَّة”. حيث يجمع هذا الفصل البيانات من الفصول السابقة، مؤكدًا أن دير البرموس كان أول مؤسسةرهبانية في وادي النطرون. لعبت هذه المنطقة دورًا محوريًا في حياة شخصيات رهبانية بارزة مثل القديس مقاريوس الكبير، القديس مكسيموس،القديس دوماديوس، القديس أرسانيوس، والقديس موسى الأسود. يوضح الفصل كيف دُمّر الدير في القرن السادس عشر، ولم تبقَ منه سوى أطلالبجوار دير السيدة العذراء البرموس الذي لا يزال قائمًا .كما يستعرض الفصل نتائج البعثات الأثرية، التي كشفت عن بقايا مثل كنيسة قديمة، قلاليرهبانية، وأقدم حصن رهباني معروف في وادي النطرون. وتوفّر الرسومات الهندسية المستندة إلى هذه الاكتشافات تصورًا تخيليًا للبنية الأصليةللدير. بالإضافة إلى