تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، برئاسة البابا تواضروس الثاني، بابا الأسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، بفترة صوم أهل نينوى، أو صوم مدينة نينوى، والمعروف بمسمى صوم يونان، والذي يستمر 3 أيام ويحل مرة واحدة سنويًا في موعد متغير، إلا أن الثابت خلاله هو حلوله يوم الاثنين وانتهاؤه يوم الأربعاء، والاحتفال بالفصح الخاص به يوم الخميس.
من هو يونان النبي؟
كنيسة القديس تكلا هيمانوت الحبشي، للأقباط الأرثوذكس، بحي الإبراهيمية، بمحافظة الأسكندرية، قالت في نشرة تعريفية لها على خلفية الصوم إنه كان يونان النبي بن أمتاي من سبط زبولون، ومن أهالي جت حافر على بُعْد ثلاثة أميال من الناصرة.
والأرجح أنه هو المذكور في سفر الملوك الثاني، وأنه تنبأ في أيام يربعام الثاني ملك السامرة، وتنبأ يونان برد حدود السامرة إلى مدخل حماة شمالًا وإلى بحر العربة وخليج العقبة جنوبًا، وكان موضوع نبوءته إنقاذ بني إسرائيل من ظلم الأراميين "السوريين"، وكانت نبوءته مطبوعة بطابع وطني أدبي خلقي كنبوءة هوشع وعاموس، وهذا النوع من النبوات كان يصادف هوى في قلي الشعب العبراني، وقصته في سفر يونان.
ورغم أن عصر يربعام الثاني كان عصر ازدهار سياسي، إلا أنه كان عصر انحطاط روحي، لأن يربعام عمل الشر في عيني الرب، "لَمْ يَحِدْ عَنْ شَيْءٍ مِنْ خَطَايَا يَرُبْعَامَ بْنِ نَبَاطَ الَّذِي جَعَلَ إِسْرَائِيلَ يُخْطِئُ"، فإن يونان تمسك بوطنيته بغيره شديدة حتى إنه لم يشأ أن يلبي دعوة الرب له للذهاب إلى نينوى لإنذار أهلها، لأن شرهم قد صعد أمام الرب، لأنه كان يعلم أن أشور هي الآلة التي يستخدمها الرب لعقاب أمته إسرائيل، فالنبي الذي أرسله الرب إلى يربعام ليؤكد له نجاحه في استعادة تخوم مملكته، هو النبي الذي أرسله الله إلى نينوى لإنذارها بالخراب، لعلها تتوب.
ومن عجب أن النبي الذي كان شديد التعصب لقوميته،، هو نفسه النبي الذي اختاره الرب ليرسله إلى أمه معادية لشعبه. كما أن سفر يونان يبدو فريدًا بين أسفار الأنبياء إذ إنه سفر تاريخي أكثر منه نبوي، فلم تكن النبوة التي كلفه بها الرب سوى خمس كلمات (في العبرية كما هي في العربية) "بعد أربعين يومًا تنقلب نينوى".