تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، برئاسة قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، اليوم بالليلة الختامية لاحتفالات القديس العظيم أنطونيوس الكبير، وهو الراهب المصري، الذي نشأ في قرية قمن العروس، بمحافظة بني سويف عام 251، والذي يعتبره العالم "أب الأسرة الرهبانية" ومؤسس الحركة الرهبانية في العالم كله بالرغم من وجود حركات رهبانية سابقة له.
حركات رهبانية سابقة
قال مينا إدوارد المتخصص في التاريخ الكنسي في تصريح خاص ل "الدستور" إن الحركات الرهبانية السابقة للأنبا أنطونيوس أمر لا شك فيه لأنه مذكور في سيرة الأنبا أنطونيوس نفسه إذ إنه لم يبتكر الرهبنة وكان هناك شيخ عجوز يتنسك في ضيعة مما تسبب في رغبة واشتياق داخل الأنبا أنطونيوس أن يكون مثله.
وأشار إلى أنه كان الرهبان يسكنون على ضفاف نهر النيل وهو ما فعله الأنبا أنطونيوس شخصيا في أول الأمر لحين ما التقى بالمرأة التي تعرت على ضفاف النيل فانتهرها فقالت له: لو كنت راهبا لدخلت إلى البراري وهو ما لم يكن منتشلارا أو متبعا فاعتبره صوت الله ودخل إلى البرية الشرقية.
كما يعتبر من ضمن الكوادر الرهبانية التي سبقته الأنبا بولا أول السماح الذي كان شابا من الإسكندرية وانطلق إلى الحياة النسقية بشكل فردي، كبقية الرهبانيات الفردية التي سبقت الأنبا أنطونيوس.
الجدير بالذكر أنه بحسب السيرة الذاتية للأنبا أنطونيوس، فقد ولد لوالدين غنيين، ومات والده فوقف أمام الجثمان يتأمل زوال هذا العالم، فالتهب قلبه نحو حياة النسك، وفي عام 269 م، إذ دخل ذات يوم الكنيسة سمع الإنجيل يقول: "إن أردت أن تكون كاملا اذهب وبع كل مالك ووزعه على الفقراء، وتعال اتبعني" فشعر أنها رسالة شخصية تمس حياته، وعاد إلى أخته الشابة ديوس يعلن لها رغبته في بيع نصيبه وتوزيعه على الفقراء ليتفرغ للعبادة بزهد، فأصرت ألا يتركها حتى يسلمها لبيت العذارى بالإسكندرية، ومن ثم انطلق للتفرغ لحياة النسك الشديد.