
أعلن الحوثيون، اليوم الأحد، تنفيذ عملية عسكرية استهدفت مطار بن جوريون فى تل أبيب باستخدام صاروخ باليستي فرط صوتي، مؤكدين إصابة الهدف بدقة، فيما طالبوا شركات الطيران العالمية لتجنب التوجه للمطار باعتباره "غير آمن".
وأضاف المتحدث باسم «الحوثيين» يحيي سريع، أن العملية أسفرت عن فشل منظومات الدفاع الأمريكية والإسرائيلية في اعتراض الصاروخ، وتسببت في حالة من الذعر داخل إسرائيل، مع لجوء ملايين المستوطنين إلى الملاجئ وتوقف حركة المطار لأكثر من ساعة.
في المقابل، ذكرت صحيفة "معاريف" العبرية أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عقد مشاورات أمنية عاجلة عقب الحادث، فيما أفادت تقارير بطلب شركات طيران أجنبية توضيحات من تل أبيب بشأن الوضع الأمني في المنطقة.
تطور خطير
وقال محمد وازن، الباحث في الشئون الإسرائيلية والدراسات الاستراتيجية، في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، إن إعلان الحوثيين استهداف مطار بن جوريون بصاروخ باليستي "فرط صوتي" يمثل تطورًا خطيرًا، يستدعي التوقف عند عدة نقاط جوهرية.
وأضاف أن الصاروخ الذي تم الإعلان عنه يصنف ضمن الصواريخ "الفرط صوتية"، وهى من أكثر أنواع المقذوفات تعقيدًا في الاعتراض، حتى أمام أنظمة دفاعية متطورة.
وتابع: «هنا يُطرح سؤالان مهمان: هل بات الحوثيون يملكون هذه التكنولوجيا بالفعل؟ وإذا صح ذلك، فهل جاء هذا التطوير بدعم إيراني مباشر؟ الإجابة عن هذين السؤالين قد تعيد رسم الكثير من الحسابات لدى أجهزة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية».
وأضاف: إسرائيل تمتلك واحدة من أكثر شبكات الدفاع الجوي تطورًا في العالم، تشمل القبة الحديدية (للقذائف القصيرة)، وديفيد سلينغ (للمتوسطة)، وآرو 2 و3 (للباليستية بعيدة المدى)، إضافة إلى بطاريات باتريوت الأمريكية. لذلك، فإن نجاح الصاروخ في اختراق هذه الشبكات والوصول إلى "داخل المطار تحديدًا" يفتح الباب أمام احتمالين، إما فشل استخباراتي ودفاعي كبير، أو تمرير متعمد للهجوم.
ويرجح «وازن» أن تكون إسرائيل قد سمحت بمرور الضربة بهدف استخدامها كذريعة لتبرير تصعيد عسكري ضد اليمن، وربما لاحقًا ضد إيران، فتل أبيب تسعى منذ فترة إلى تصوير الحوثيين كتهديد مباشر للأمن القومي الإسرائيلي، وليس فقط كمصدر تهديد للملاحة الدولية.
ضغوط دولية
وأشار لـ «الدستور» إلى أن هذه الضربة تأتي في وقت تواجه فيه إسرائيل ضغوطًا دولية متزايدة بسبب حربها على غزة، وبحسب «وازن»، فإن تسويق الضربة إعلاميًا باعتبارها اعتداءً من "محور المقاومة" يتيح لإسرائيل استعادة دور "الضحية" وتبرير أي تحرك عسكري واسع النطاق، وسط صمت دولي محتمل.
ويرى «وازن» أن هذا الاحتمال وارد بقوة، في ظل سعي إسرائيل لنقل ساحة الصراع بعيدًا عن غزة، الصاروخ الحوثي يمثل فرصة لإسرائيل لتبرير ضربات جديدة، ونسف أي جهود وساطة إقليمية ودولية.
وأوضح «وازن» أن توقيت رفض الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب زيارة إسرائيل ليس عشوائيًا، بل يحمل رسائل مزدوجة للداخل الأميركي، بأنه يرفض الانجرار وراء تصعيد قد يكلف واشنطن حربًا أوسع؛ ولإسرائيل، بأنه غير راضٍ عن طريقة إدارة المعركة، خاصة مع اقتراب الانتخابات الأميركية، لافتًا إلى أن وقد هذا الخلاف المصطنع بين تل أبيب وواشنطن قد يخدم في توحيد الجبهة الداخلية الإسرائيلية، ودفع المجتمع الدولي لتفهم أي تصعيد جديد تحت شعار "إسرائيل تواجه وحدها".
واختتم «وازن» تصريحاته بأن المنطقة أمام نقلة نوعية فعلية في قدرات الحوثيين بدعم إيراني مباشر، أو أمام سيناريو مخطط بعناية لتوسيع رقعة الحرب، في لحظة ترى فيها إسرائيل أن الفرصة سانحة للتحرك دون اعتراض دولي جاد.