صلي نيافة الحبر الجليل أبينا الحبيب والمكرم الأنبا بولس “أسقف الرعاية والعمران”، أسقف إيبارشية أوتاوا ومونتريال وشرق كندا، اليوم الأحد الموافق 31 يوليو الجاري، القداس الإلهي في كنيسة الملاك ميخائيل والقديس العظيم مرقوريوس أبي سيفين في لافال. وقام بخدمة القداس الإلهي مع نيافته أبونا الحبيب والغالي القمص ميخائيل عطية، ملاك الكنيسة، وأبونا الحبيب والغالي “الراهب المنير” القمص موسي البراموسي، كاهن الكنيسة والمشرف المسؤول عن ترينتي سنتر في فال دي بوا.وشارك في القداس الإلهي عدد كبير من شعب الكنيسة.
= إغراء وإغواء الشيطان: الحياة مع الله .. الاتحاد مع الله .. لنعيش إلي الأبد
وقال أبونا الأسقف جزيل الاحترام الأنبا بولس “أسقف الرعاية والعمران”، بعد قراءة الإنجيل المقدس عن إقامة الليعازر، في عظته: قراءات اليوم والإنجيل المقدس يحدثنا عن معني “الخلاص”. منذ أن خلق الله الإنسان علي صورته ومثاله، لكي يعيش إلي الأبد، بشرط أن نكون في اتحاد كامل مع الله. ولكن هذا لم يعجب الشيطان، الذي كان رئيسا لملائكة، ولكنه تكبر وقال أرفع كرسي عن كرسي الله، فسقط، وأصبح شيطانا. هذا الشيطان يعمل علي الإغواء واسقاط الإنسان، بإقناعه بأنه يستطيع أن يعيش إلي الأبد دون اتحاد مع الله. هذا الإغواء والإغراء يسقط الإنسان في الخطية. وهنا يجب أن نتذكر أهمية تسبحه الله والصلاة له في كل وقت، كما نقول في التسبحة: كل نفس فلتسبح اسم الله.
= الله كامل في ذاته: مصالحة ثانية من الله ليفدي الإنسان إلي الأبد
أضاف أبونا الأسقف جزيل الاحترام الأنبا بولس “أسقف الرعاية والعمران”: بعد أن سقط الإنسان في إغراء وغواية الشيطان، عمل الله مصالح ثانية ليفدي الإنسان إلي الأبد. إذ أنه أخذ صورة عبد كما قال بولس الرسول، لنعيش إلي الأبد، حيث أخذنا جسدنا الذي دب فيه الموت، ليعطينا الحياة الأبدية، مثلما فعل عن إقامة الليعازر. إذ كان الرب يسوع له المجد يحبه جدا.
وشدد نيافة علي أن الله يحب كل واحد فينا، لأننا مخلوقون من فيض محبة الله. إن الله كامل في ذاته. لكن الإنسان يعاني من النقص، المتمثل في احتياجه إلي: المال أو الصحة أو الجمال أو المنصب أو السلطة أو المناصب أو غيرها من شهوات الذات، التي تعبر عن نقص الإنسان. وسبب تعبنا في الحياة أن كل واحد يعتبر أن الحصول علي هذه الأشياء يمكن أن يعطيه الاطمئنان في الحياة، وهذا أمر غير صحيح بالمرة. إن من يجعلنا مطمئنين هو الاتحاد مع الله، والإيمان بالحياة الأبدية.
= “نفخة الخليقة الجديدة” في المعمودية: روحه القدوس والطبيعة النورانية
أضاف أبونا الأسقف جزيل الاحترام الأنبا بولس: وهنا نذكر بأن القديس بولس الرسول قال أكثر من 163 في رسائله “في المسيح يسوع”، للتأكيد علي الارتباط معه والاتحاد به. ومن ثم فإن الموت، ليس بعد موت لعبيدك، ولكنه انتقال إلي جسد نوراني لا يمرض ولا يشيخ، لأنه أخذ جسدنا وما لنا، وأعطانا ما له (أعطانا روحه القدوس والطبيعة النورانية)، من خلال “النفخة”، نفخة السيد المسيح لتلاميذه بعد القيامة، وهي ذات النفخة للآباء الكهنة في المعمودية للأطفال، فهذه هي “نفخة الخليقة الجديدة”.
أكد نيافته: وهذا الكنز يمكن أن يسرق، لذا من المهم أن نحافظ عليه، من خلال الارتباط بيسوع المسيح له المجد بعيدا عن ارتكاب الخطايا، التي نقع فيها بسبب إغواء وإغراء الشيطان.
وحجر قبر الليعازر له دلالات، ولذا عندما نقول لأني أنا عارف بإثمي وخطيتي أمامي في كل حين. لك وحدك أخطأت، والشر قدامك صنعت. لكي تتبرر في أقوالك. وتغلب إذا حوكمت. فالكنيسة تعطي هنا “سر المعمودية” ومع روح الله القدس والطبيعة النورانية الجديدة. في الماضي قبل المعمودية، كان الإنسان أسير الموت والخطية، ولكن بعد سر المعمودية المقدس أصبحت الخطية من الخارج، إذا أرتكب الإنسان لخطية، يستطيع أن يتوب ويعود إلي الله المحب لأبنائه. المعمودية خلعت عنا الإنسان العتيق، وكل شروره من حسد وشتيمة وشهوات الذات للمنصب والمال والجمال والصحة وغيرها. ولذا نرجع ونتوب ونقول لله: إليك وحدك أخطأت والشر قدام عينيك صنعت لكي تتبرر في أقوالك وتزكو في قضائك.
= الإيمان والاعتراف بالخطايا والافخاريستيا يبقينا علي طبيعتنا النورانية المكتسبة في المعمودية
أكد نيافة الحبر الجليل أبينا الحبيب والمكرم الأنبا بولس “أسقف الرعاية والعمران”، أسقف إيبارشية أوتاوا ومونتريال وشرق كندا: نتذكر هنا قول القديس يوحنا ذهبي الفم، أنه من المهم الاعتراف بخطايانا، حتي نبقي علي طبيعتنا النورانية إلي الأبد. ولهذا قال السيد المسيح لأخت الليعازر: إن آمنت ترين مجد الله.
من المهم أن تتمسكوا يا أحبائي بمن يعطيكم الحياة الأبدية، وأن الاعتراف يعني تجديد عهد الاتحاج مع الله، ولذا من المهم قبل الحصول علي نعمة سر الافخاريستيا، الاعتراف المستمر والصادق والعميق، للحصول علي نعمة وتجديد سر الاتحاد مع الله في التناول “الافخاريستيا”.
ولذا لا تتهاونوا في اعترافاتكم، وحاسبوا أنفسكم كل يوم لأنكم لا تعرفون في أي وقت تحين الساعة. وأن تكون حياتنا دائما أساسها “ومعك لا أريد شيئا علي الأرض”.
الله يعطينا كل النعمة، ونقدر نقدم كل هذه الذبائح الروحية المقبولة عند الله كما قال معلمنا بطرس. ولا تقدموا يا أحبائي لله ذبائح مغلوطة، لأن الله يقبل هذه الذبائح ويشتمها كرائحة بخور، ولا يجب أن ننشغل بإغراءات وغواية الذات والجسد والعالم، لأن هذا يكسر اتحادنا مع الله.