
في إطار مناقشات معهد التخطيط القومي لنظم الحماية الاجتماعية في مصر، أكد د. أحمد نبوي، أستاذ مساعد بالمركز القومي للبحوث التربوية، أن منظومة الحماية الاجتماعية في مصر تواجه ثلاثة تحديات رئيسية، تتطلب إعادة نظر جذرية لبناء نظام متكامل قادر على مجابهة الصدمات الاقتصادية والاجتماعية المستقبلية.
الفئات الأولي بالرعاية
وأشار نبوي في تصريحاته إلى أن نظم الحماية الاجتماعية في مصر تقوم على مبدأ دعم الفئات الأولى بالرعاية، ومساندة الشرائح المهمشة، بما يحقق نوعًا من الحماية الاجتماعية التي تراعي مخاطر الحياة المتعددة، وأضاف أن هذه الرؤية تأتي ضمن الجهود التي تقوم بها وزارة التخطيط والمتابعة والإصلاح الإداري، والتي ركزت على ضرورة تطوير منظومة أكثر شمولًا وتكاملًا واستدامة.
شبكات الأمان الاجتماعي
وأوضح د. نبوي أن الدولة المصرية تبنت مفهومًا أوسع لشبكات الأمان الاجتماعي، وذلك من خلال زيادة المخصصات المالية للبرامج المختلفة، بالإضافة إلى تبني مبادرة "حياة كريمة" التي تتبع نهجًا شاملًا يدمج بين الجوانب الاجتماعية والاقتصادية والبيئية لتحسين أوضاع القرى المستهدفة، ورفع قدرة المجتمعات الريفية على الصمود والتنمية المستدامة.
وأكد أنه رغم هذه الجهود، إلا أن هناك تحديات لا تزال تعيق تحقيق الأهداف المرجوة، من بينها ارتفاع معدلات الفقر التي بلغت 32.5% من إجمالي السكان عام 2022، بالإضافة إلى ضعف التكامل بين برامج الحماية الاجتماعية المختلفة، وعدم كفاءة وفاعلية بعض السياسات الحالية، ما أدى إلى تفتت الجهود وتعدد المبادرات دون رؤية موحدة شاملة.
تطوير نظم الحماية الاجتماعية
وأشار نبوي إلى أن أهم آليات الارتقاء بنظم الحماية الاجتماعية تتمثل في تغيير جذري في فلسفة الحماية الاجتماعية، وبناء نظام شامل قادر على التعامل مع الصدمات المستقبلية، مع التركيز على تعزيز الحوكمة الرشيدة، وتحسين جودة الخدمات، ووضع معايير دقيقة لاستهداف المستفيدين، ومد مظلة تأمينية لأصحاب المعاشات.
أضاف أن الإعلام التنموي يلعب دورًا محوريًا في نشر الوعي المجتمعي حول أهمية الحماية الاجتماعية، وتعزيز الفهم بأهمية البرامج الحكومية، مثل التأمين الصحي والتقاعد، ما يساعد في دعم جهود التطوير والارتقاء بهذه النظم.
وأشار إلى أن المبادرات الرئاسية التي انطلقت منذ 2014، مثل القضاء على فيروس "سي"، وبرنامج تكافل وكرامة، ومبادرة سكن كريم، ومبادرة حياة كريمة، بالإضافة إلى صندوق "قادرون باختلاف"، أسهمت في تحسين حياة ملايين المواطنين، من خلال تقديم الدعم المالي المباشر، وتحسين البنية التحتية، وتوفير الرعاية الصحية والتعليمية.
شدد د. نبوي على ضرورة بناء منظومة تسعيرية عادلة للسلع والخدمات الأساسية، تأخذ في الاعتبار تكلفة المعيشة الحقيقية ومتطلبات الحفاظ على مستوى معيشة آمن ومستدام، لتصبح منظومة الحماية الاجتماعية أكثر فاعلية، وشمولية، وقادرة على الحفاظ على كرامة الإنسان المصري كمورد ذهني وروحي يشارك في التنمية.