أكد الدكتور جورج حبيب بباوي، المدرس السابق بالكلية الإكليريكية، صدق ما تداوله عدد من الأقباط على مواقع التواصل الاجتماعي، من قرار البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسيىة، من إعادته إلى الكنيسة القبطية الأرثوذكسية وإلغاء الحرمان الكنسي الصادر ضده منذ 13 عامًا بقرار المجمع المقدس للكنيسة، بفرز وعزله بسبب ما قيل عن انحرافاته اللاهوتية والعقائدية والطقسية.
وقال بباوي في بيان له: "دُهشتُ للعاصفة الإعلامية التي أهاجها البعض بخصوص تناولي من الأسرار الإلهية، دون سبب معقول، ولكن، متى كان للشر سببُ معقول؟ أول كل شيء، أسجل الشكر، كل الشكر للأب محب أولاده البابا تواضروس الثاني، عطية الله، الذي طلب من الأنبا سيرافيم، فتفضل بزيارتي وفي معيته الأب اسطفانوس، حاملين معهما الكلمة المتجسد."
وأضاف بباوي: "كنت أعتقد أن هذه الزيارة هي خاتمة أحداث طالت في الزمان حتى بلغت ما يزيد عن أربعين عاماً، ولكن حَرِصَ الذين اعتادوا على اختراع الشر ألّا تفلت الفرصة من أيديهم فأهاجوا من جديد عاصفة الأحقاد، وإن كانت قد طالت هذه المرة البابا تواضروس الثانى، لذا فإني أعتذر للبابا عما سببته له من هجوم داس على أبسط الحقائق، وهي أنه أبٌ يرعى أولاده، وأنه حرّ في تصرفاته، لا سيما تلك التي تراعي المحبة والأمانة.
ثانياً: أقدم شكراً خاصاً إلى الأنبا رافائيل الذي قَبِلَ المصالحة ومد يده بالسلام، مؤكداً أنه وضع المسيح فوق كل اعتبار.
ثالثاً: أؤكد أن كل الفرقاء لهم نفس الإيمان وذات العقيدة، وهو ما سبق وأن كتبته بيدي عدة مرات. إيمان الأب متى المسكين هو ذات إيمان البابا شنودة الثالث، وهو هو ذات إيماني أنا أيضاً. فإذا اختلف الشرح أو التأويل، فإن الحكم بالهرطقة لا يجب أن يصدر إلَّا بعد محاكمة يتاح فيها للمتهم أن يدافع عن نفسه، ذلك هو قانون الكنيسة.
وقد شرحتُ إيمانى بكل وضوح في ما يزيد عن أربعين كتاباً، وعدد من المحاضرات والمقالات ـ جميعها في متناول اليد ـ لا تسمح لمتقول باللجاج في أن إيماني هو ذات إيمان الأباء الذى تقدّمه صلوات أم الشهداء.
واختتم بباوي بيانه بالقول: "من كل قلبي أطلب غفراناً لكل من أبدى عداوةً، ولكل من تلفظ بشتيمةٍ ظناً منهم أنهم بذلك يحجزون لأنفسهم أماكن ضمن المدافعين عن الإيمان، وما كان الدفاع عن الإيمان يوماً إلّا رحابة صدر ورجاحة عقل، ولنا في كتابات أثناسيوس وكيرلس مثلاً يُحتذي. أرجو من الجميع مراعاة سلام الكنيسة، آملاً أن تنحسر هذه العاصفة الهوجاء، فلا يفيد منها شيطان الانقسام. لا داعي للشتائم، لأن ما فعله البابا تواضروس هو من أجل الإيمان، وكل ما أطلبه هو سلام وهدوء الكنيسة".