- الأنبا دانييل وصف مهاجميه بـ«أولاده» ودعاهم للحوار حتى يفهموا الحقيقة
- نواجه الأفلام الإباحية والمقامرة والعنف الناتج عن «الكحول»
- جلست مع من هاجمونى ولكنهم لم يقتنعوا وعادوا لإلقاء التهم
- الحكومة الأسترالية منحتنا 10 ملايين دولار لبناء دار مسنين
قال الأنبا دانييل، أسقف سيدنى فى أستراليا المشرف على الخدمة القبطية فى اليابان ونيوزيلاندا، إن اتهامه بأنه اشترى منصبه بـ١٨٠ ألف جنيه إسترلينى غير مقبول عقلًا، ويسىء للبابا الراحل شنودة الثالث، ويطعن فى كل أساقفة المجمع المقدس.
وأضاف دانييل، فى حواره مع «الدستور»: «أعرف بالطبع من يقود الهجوم ضدى، ولكننى لا أريد ذكر اسمه، والبابا شنودة أعطانى ٢٠٠٠ دولار ليساعدنى عندما توليت المنصب، وقال لى: (على ابن الطاعة تحل البركة)».
وذكر أن ديون الكنيسة فى سيدنى للحكومة الأسترالية، تتعلق بمنازل جديدة تشتريها الكنيسة للتوسع وبناء دور مسنين، و«الأمر يتم عبر قروض».
■ كيف يبدو وضع الكنيسة القبطية فى سيدنى حاليًا؟
- تواجه الكنيسة القبطية المصرية فى سيدنى، منذ عهد البابا كيرلس السادس، ظروفا صعبة للغاية، لكنها استطاعت تجاوزها، وهى حاليا فى تقدم مستمر، فمنذ إرسال البابا شنودة، الكاهن الأرثوذكسى مينا عطاالله، عام ١٩٩٩، ووضع الأقباط يتطور، إذا وصل عدد الكهنة فى ٢٠١٨ إلى ٧٢ كاهنا، إضافة إلى وجود خدام وشمامسة متميزين.
■ هل تختلف الطقوس الدينية فى سيدنى عن مصر؟
- لا يوجد اختلاف نهائيا، فالطقوس واحدة، ولكن لوجود جيل يتحدث اللغة الإنجليزية، فهناك طقوس تُقال بهذه اللغة.
■ ما مدى قدرة الأقباط على التعايش مع الظروف المحيطة بهم فى أستراليا؟
- أولادنا يسيرون بنجاح كبير فى المجتمع الأسترالى، فلدينا ٥٠ طبيبًا تخرجوا فى مدرسة مار مرقس القبطية، وهناك رجال أعمال ناجحون ومهندسون، كما أن كنيستنا القبطية أصبح لها دور مهم فى المجتمع الأسترالى، ومعروفة جدًا.
وبعد أحداث الإسكندرية وطنطا والبطرسية وشهداء ليبيا، زارنا رئيس الوزراء الفيدرالى لتقديم العزاء، وتحدث معنا عن قوة الكنيسة القبطية وتأثيرها فى كل أرجاء العالم.
■ كم يبلغ عدد الجالية القبطية فى سيدنى ؟
- حاليا نحن فى طور إعداد إحصائية بالرقم الفعلى، ولكن تقريبا عدد الأقباط ما بين ٥٠ و٧٠ ألف قبطى.
■ هل الأقباط فى سيدنى مرتبطون بالكنيسة القبطية أم منشغلون عنها؟
- تمتلئ الكنيسة بالأقباط فى أيام السبت والأحد من كل أسبوع، فهناك ٤ قداسات، باللغات العربية والإنجليزية والقبطية، كما أن هناك قداسًا للأطفال، ونحن لدينا تحديات فى المجتمع الأسترالى، مثل المقامرة، والأفلام الإباحية، والعنف الذى يحدث نتيجة الكحوليات، ولكننا نتصدى لها.
■ كيف تتصدون لتلك التحديات؟
- أنشأنا مؤسسة لعلاج الإدمان، وننظم «كورسات» نفسية واجتماعية قبل الزواج، ونرسل الكاهن أبونا باسيلويس جاد، لحضور اجتماعات المجلس الإكليريكى.
■ كم كنيسة قبطية فى إيبارشية سيدنى؟
- المبنى الكنسى الواحد يوجد به ٣ كنائس، فالمساحة المحيطة بالمنطقة تضم كنائس ناطقة بالإنجليزية، وأخرى ناطقة بالعربية، ومبنى للأطفال، ووصل عدد الكنائس لدينا إلى ٤٦ كنيسة على مستوى الإيبارشية، التى قسمناها إلى ٤ مناطق، كل واحدة منها بها «مدارس الأحد» الخاصة بالأطفال، ونجتمع كل سنة.
■ ما الدافع وراء تخصيص كنيسة للأطفال؟
- الأطفال هم المستقبل، لذلك يجب الحفاظ عليهم وتعليمهم بالأساس السليم، أطفالنا يستمتعون بالقداس الإلهى بطريقة بسيطة وممتعة.
■ لماذا تتم مهاجمتك من قبل عدد من أقباط أستراليا؟
- فى البداية، هم أولادى، وأحبهم جدًا، وأصلى من أجل أن يعرفوا الحقائق كاملة، ومعرفتهم لنصف الحقائق سبب هجومهم على لذلك حاولت مرات عديدة الجلوس معهم، لكنهم بعدما يفهموا الحقيقة يهربون ويستمرون فى إلقاء تهم باطلة.
■ هل تعرف من يقف وراء ذلك الهجوم؟
- بالطبع، لكن لا أريد ذكر اسمه، فهذا الشحص بدأ فى الإساءة لأحد الكهنة واتهمه بمخالفة تعاليمه للتعاليم الأرثوذكسية، بل وأهان زوجته وهى إحدى مرنمات الكنيسة.
الكاهن رفع قضية ضده، ولكن من محبتى لهذا الفرد توسطت عند «أبونا»، ليتنازل عن القضية، وكتب إقرارا بعدم الإساءة للكنيسة وقياداتها وخاصة البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية.
لكنه عاد بعد شهور ليُسىء ويُلقى اتهامات لا أساس لها من الصحة وغير منطقية، وهذا للأسف يسبب أضرارا لغيره، فويل لمن تأتى منه العثرات، وأتمنى من المهاجمين التحاور مع القيادة الكنسية؛ ليعرفوا الحقائق ويُدركوا أنهم يسيئون دون منطق.
■ تواجه اتهامات بشراء منصب «الأسقفية» عن طريق الرشوة.. ما ردك؟
- هذا الاتهام يُسىء للبابا الراحل شنودة الثالث، ويطعن فى نزاهته، ويطعن فى كل أساقفة المجمع المقدس، وهذا كلام عبثى وغير مقبول على الإطلاق.
■ هل كنت تملك أموالًا فى أثناء فترة رهبنتك؟
- الراهب لا يملك شيئًا، فكيف لراهب امتلاك مبلغ ١٨٠ ألف جنيه إسترلينى كما يدعون، ففى أثناء خدمتى كنت أتحصل على راتب بسيط، ومش معقول يكون ١٨٠ ألف جنيه إسترلينى، فهذا الكلام لا يُصدقه أحد.
والسؤال الأهم هنا هو أين الدليل على هذا الاتهام؟ كما أنه أيام الأنبا باخوميوس، القائم مقام، الكنيسة أصدرت بيانا، وقالت خلاله: «تمت رسامته بكل عفة»، البيان ده جابلى حقى.
■ كيف تم ترشيحك للأسقفية؟
- كنت أخدم عام ١٩٨٤ مع الأنبا دانيال، مطران الخرطوم، وكان كبيرا فى السن، وحينها كنت وكيلًا للمطرانية، والأنبا أنطونى، أسقف أيرلندا وتوابعها يعرفنى جيدًا، لذلك رشحنى للبابا شنودة، حتى أكون أسقفًا، ووافق البابا.
وأنا لم أكن أعرف شيئًا عن هذا الترشيح. عرفت قبل القرار بـ٣ أيام، وسأحكى لك سرًا لم يعرفه أحد من قبل.
فى أثناء ترسيمى، قال لى البابا شنودة: «أنا عايزك»، وجلس معى ليشرح لى المسئولية الصعبة الجديدة، وأعطانى أموالًا، وعندما رفضت أخبرنى أنه «على ابن الطاعة تحل البركة»، وأعطانى ٢٠٠٠ دولار أمريكى، وهذا مبلغ كبير وقتها فى أكتوبر ٢٠٠٢، وقال لى: «أنت لا تعرف الأمور المالية» لذلك فكل ما يُرددونه غير منطقى.
■ هل إيبارشية سيدنى مدينة للحكومة الأسترالية؟
- نحن لا ندفع ضرائب للحكومة الأسترالية، «اللى بيقول كده جاهل»، هى ليست ديونًا وإنما أصول ثابتة.
فإذا كان هناك بيت معروض للبيع، فطبيعى يكون لدى رغبة فى شرائه لكى أتوسع، لذلك يجب أن أدفع ٢٠٪ نقدًا والباقى قرض، وكل ذلك يتم بموافقة البابا تواضروس، وبعد ١٥ سنة ينتهى القرض ويُصبح البيت ملكًا لنا طوال العمر، فالكنيسة وشعبها هم من يشترون البيت وليس الأنبا دانييل.
البابا يباركنا، لكى نشيد مبانى جديدة، وحاليًا حصلنا على تصريح من الدولة وبدأنا أعمال البناء.
■ ما ردك على شائعات انفصال كنائس المهجر عن الكنيسة الأم؟
- لا يمكن لأى كنيسة فى المهجر أن تنفصل عن الأم فى مصر، لعدة أسباب، أولًا الأسقف عضو بالمجمع المقدس، وملتزم بحضور الاجتماعات، ثانيًا الأسقف يتعهد عند ترسيمه بأن يحفظ الإيمان، وأن يخضع للبابا.
وأحب أن أوضح أن هذه الشائعات تستهدف حدوث قطيعة، وأؤكد أننا مخلصون أمام الله لكنيستنا، «ولو البابا رفع التليفون وقال لى تعالى أجى بالطيارة ع طول»، فالواقع إن كل أسقف لإيبارشية يلتزم بدستور يضعه الرئيس الأعلى وهو البابا تواضروس، وله السلطة على كل العقارات، وتوقيعه يوثق فى الخارجية المصرية والسفارة الأسترالية فى مصر، ولا يجرؤ الأسقف على أن يفصل أى عقار عن الكنيسة الأم.
■ ما طبيعة العلاقة بين الكنيسة القبطية والحكومة الأسترالية؟
- علاقة جيدة جدًا، فالحكومة الأسترالية تدعمنا فى التعليم، ولدينا ثلاث مدارس، نستقبل فيها أقباطا وأجانب، لأنه ممنوع يكون فيه تعصب أو عنصرية، فالدولة الأسترالية تعطى لنا المنح لبناء تلك المدارس، ولبناء دار للمسنين، فقد اشترينا ٣ منازل فى مدينة بلاك تاون، وسنهدمها لنبنى مبنى ضخمًا للمسنين، بتكلفة ١٠ ملايين دولار، منحة من الحكومة، واستخرجنا تصاريح البناء.
■ كيف ترى إسهامات وزارة الهجرة المصرية؟
- أرى أن لوزارة الهجرة دورًا كبيرًا، فالسفيرة نبيلة مكرم زارتنا مرتين، وأشادت بمشاركتنا فى الانتخابات الرئاسية، وأرى أن السفيرة بتعمل عمل عظيم وفخور بأفكارها.
والسفير محمد خيرت، ويوسف شوقى القنصل العام فى سيدنى، أكدا لنا أننا الأكثر من بين المصريين بالخارج الذين أدلوا بأصواتهم فى الانتخابات الرئاسية.
■ هل تشجع الأستراليين على زيارة مصر؟
- بكل تأكيد.. فلدينا كهنة ينظمون رحلات لزيارة مصر لتشجيع السياحة، وأولادنا حريصون على هذا الأمر.
■ ما موقف الكنيسة من قانون زواج المثليين؟
- نرفض هذا الزواج، لأنه ليس مقدسًا، ونحن بذلك نحمى مدارسنا وكنائسنا من هذا القانون، وتم عقد اجتماع موسع مع رئيس حزب العمال، ومسئول شئون السكان الأصليين وسكان جزر مضيق توريس، بحضور رؤساء الكنائس الشرقية فى سيدنى، وركز الاجتماع على موضوع زواج المثليين، الذى تمت الموافقة عليه مؤخرًا، وناقشنا تأثيره على التعبير عن الحرية والعبادة، وأكدنا أن المسيحيين يحترمون حرية الجميع، ولكن نتطلع إلى قرارات تحترم حريتنا وإيماننا.
فالواقع أننا نرفض قانون المثلية، ونملك أصواتًا انتخابية، وهناك أحزاب تعرض أن تتبنى قضيتنا، وأحب أن أشير إلى أن أدمون عطاالله أصبح عضو برلمان لأول مرة فى التاريخ، وهذا خير دليل على أن أصواتنا مؤثرة.
ما ردك على من يطالبون الكنيسة بتسهيل إجراءات الطلاق؟
- نحن نخضع للكنيسة القبطية الأم، وكل ما تقر به نحن نطبقه، ونحن لا نريد تفكك الأسرة القبطية، كنيستنا تبنى ولا تهدم.