شهدت مدن إيطاليا يوم الخميس، موجة احتجاجات عارمة على خلفية ارتفاع أسعار المواد الغذائية وأسعار المحروقات في خضم أزمة الطاقة التي تشهدها أوروبا بعد قطع روسيا إمدادات الغاز عنها.
وأحرق محتجون فواتير استهلاك الطاقة في حركة رمزية احتجاجًا على غلاء استهلاك الطاقة، في خطوة مستوحاة من حركة "لا تدفع"، التي ظهرت في المملكة المتحدة.
وقالت صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية، إن هذه الاحتجاجات التي اجتاحت عدة مدن رئيسية، تهدف إلى الاحتجاج على التضخم وأسعار الطاقة الباهظة، مشيرةً إلى أن المتظاهرين أحرقوا فواتير الغاز أو الكهرباء للاعتراض على الأسعار المرتفعة.
وطالب المتظاهرون بالإلغاء الفوري لرفع الأسعار، وفرض ضريبة اجتماعية على الطاقة للسماح للجميع بالدفء هذا الشتاء.
ونقل التقرير عن أحد المتقاعدين الإيطاليين قوله: "تلقيت فاتورة غاز بقيمة 320 يورو وفاتورة كهرباء بقيمة 245 يورو، وأنا أحصل على معاش تقاعدي قدره 500 يورو، لقد وصلت إلى نقطة حرجة، إما أن آكل أو أدفع فواتيري"، قبل أن يضيف بنبرة نهائية وحاسمة: "وقررت أن آكل ولا أدفع".
وكان مركز المظاهرة في نابولي، حيث بدأ الاحتجاج منذُ الـ2 من شهر سبتمبرل الماضي، وكان المئات من أهالي نابولي العاطلين عن العمل يحرقون فواتيرهم احتجاجًا على الارتفاع الحاد في الأسعار، وتنتشر الاحتجاجات الآن في العديد من كبرى المدن الإيطالية الأخرى، وبدأت الحركة تتشكل تدريجياً، بدعم من العديد من المنظمات البيئية غير الحكومية.
ويوضح أحد المتحدثين باسم المنظمات غير الحكومية للصحيفة الإيطالية اليومية "كوريي إنترناسيونال" قائلاً: "مراكز نضالنا هي ميلانو وتورينو وبولونيا وتوسكانا والماركيز وروما"، ويضيف أنه يود "تعليقًا عامًا لتكاليف الطاقة يسمح للعائلات بقضاء فصل الشتاء".
ويشير التقرير إلى أنّ الموقع الإلكتروني للحركة "لن ندفع" يبدو أكثر من واضح، ويطلب "تخفيض الفواتير إلى تكاليف ما قبل الجائحة وما قبل الحرب في أوكرانيا".
وفي غياب ردود من الحكومة، يهدف التحدي إلى تنظيم إضراب عام حول المدفوعات "اعتباراً من الـ30 من شهر نوفمبر الجاري، ويأمل الموقع في جمع مليون توقيع بحلول نهاية الشهر، وحتى الآن انضم ما يقرب من 35000 شخص إلى المنصة بالفعل.
ونبه التقرير إلى أنّ ارتفاع الأسعار في إيطاليا تسارع إلى 8.9 % خلال عام واحد، مقابل 8.4 % في شهر أغسطس الماضي، كما ارتفعت أسعار المواد الغذائية بنسبة 11.5 %، وأسعار الطاقة بنسبة 44.5%.
وأضاف أنّ ذلك الارتفاع "المذهل" في الأسعار بلغ أعلى مستوياته منذ أكثر من 40 عامًا في إيطاليا، وهو ما دفع لتغذية غضب العديد من الإيطاليين الذين يدعون أنهم محاصرون بفواتير باهظة لم تعد تسمح لهم بالعيش بشكل لائق.